دور المدير في تفعيل مهام الإرشاد الصّحّي في المدارس الرّسميّة في قضاء راشيّا- لبنان (في السّنوات الثلاث الأخيرة)

هيام نزيه حمّود1

1 إجازة في علوم الحياة- الجامعة اللبنانية- كليّة العلوم – ماجستير في علوم الحياة- علم التّكاثر والتّناسل- الجامعة اللبنانية- كليّة العلوم- طالبة ماجستير بحثي في الإدارة التربوية- الجامعة اللبنانية- كلية التربية- أخصّائية تربوية في خدمة إتّصل وتعلّم- التّعليم لأجل لبنان.

بريد الكتروني: hiamhammoudjoury31@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(12); https://doi.org/10.53796/hnsj512/20

تحميل الملف

تاريخ النشر: 01/12/2024م تاريخ القبول: 20/10/2024م

Citation Method


المستخلص

تستعرض هذه الدراسة دور المديرين في تفعيل مهام الإرشاد الصحي داخل المدارس الرسمية، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسية: البيئة المدرسية، الخدمات الصحية، والتثقيف الصحي. تهدف الدراسة إلى تقييم فعالية الإدارة التربوية في تعزيز الإرشاد الصحي ودعم المرشدين الصحيين، وتحقيق بيئة مدرسية صحية. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، وتم جمع البيانات من المديرين والمرشدين الصحيين والمعلمين في 17 مدرسة بمنطقة راشيا.

أظهرت النتائج أن المديرين ذوي الخبرة من 6 إلى 10 سنوات قدموا تقييمات أعلى لدورهم في تحسين البيئة المدرسية مقارنةً بذوي الخبرة الأطول. وبينما يظهر التزام قوي بتنفيذ الإجراءات الوقائية الصحية، يوجد تفاوت في توافر الخدمات الصحية المتخصصة وفي تدريب المرشدين الصحيين. كما تبين أن التثقيف الصحي هو الأقل تفعيلًا بين المجالات، مما يبرز الحاجة إلى تعزيز برامج التوعية.

كذلك أظهرت الدراسة وجود علاقة ارتباط قوية بين دعم المديرين للمرشدين الصحيين وفعالية الخدمات الصحية، مما يشير إلى أهمية الدعم الإداري في تحقيق أهداف الصحة الشاملة في المدارس. تؤكد الدراسة على ضرورة وضع سياسات موحدة لضمان الوصول المتساوي إلى الخدمات الصحية، وتعزيز بيئة مدرسية آمنة وداعمة.

الكلمات المفتاحية: الإرشاد الصحي- الإدارة المدرسية- البيئة المدرسية- الخدمات الصحية- التثقيف الصحي- المدارس الرسمية- دعم المرشدين الصحيين.

Research title

The Role of the Principal in Activating Health Counseling Tasks in Public Schools in Rachaya- Lebanon (In the Last Three Years)

Hiam Nazih Hammoud1

1 Bachelor’s Degree in Life Sciences – Master’s Degree in Life Sciences – Reproduction and Fertility -Lebanese University – Faculty of Sciences- Master’s Research Student in Educational Administration – Lebanese University – Faculty of Education- Educational Specialist at the “Call and Learn” Service – Teach For Lebanon- Hiamhammoudjoury31@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(12); https://doi.org/10.53796/hnsj512/20

Published at 01/12/2024 Accepted at 20/10/2024

Abstract

This study examines the role of school principals in activating health counseling tasks within public schools, focusing on three key areas: school environment, health services, and health education. The study aims to assess the effectiveness of educational administration in enhancing health guidance, supporting health counselors, and promoting a healthy school environment. Using a descriptive-analytical approach, data were collected from principals, health counselors, and teachers in 17 schools across Rashaya.

The findings reveal that principals with 6-10 years of experience rate their role in improving the school environment more positively than those with longer tenures. While there is a strong commitment to implementing preventive health measures, there is variation in the availability of specialized health services and training for health counselors. Health education was found to be the least activated area, underscoring the need for enhanced awareness programs.

A significant correlation was observed between principal support for health counselors and the effectiveness of health services, highlighting the importance of administrative support in achieving comprehensive health goals within schools. The study underscores the need for standardized policies to ensure equitable access to health services and to foster a safe, supportive learning environment.

Key Words: Health counseling- School administration- School environment- Health services- Health education- Public schools- Support for health counselors.

1- الفصل الأوّل: الإطار العام للبحث

1-1 المقدّمة

تعد الصحة ركيزة أساسية لنهضة أي مجتمع، إذ أن الأفراد الأصحاء هم الذين يساهمون بشكل فعّال في بناء المجتمعات وتنميتها. الصحة الجيدة لا تقتصر على العافية البدنية فحسب، بل تشمل أيضًا العافية العقلية والاجتماعية، وهو ما يدعو إلى ضرورة الاهتمام بالصحة منذ الصغر وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية لدى الأطفال. تلعب المدرسة دورًا محوريًا في تعزيز صحة الطلاب، حيث تُعتبر بيئة تعليمية يمكن من خلالها غرس مفاهيم الصحة العامة والوقاية وتعزيز الصحة النفسية والاجتماعية.

يبرز هنا دور المدرسة ليس فقط كمكان للتعلم الأكاديمي، ولكن أيضًا كمؤسسة اجتماعية تعمل على تأمين بيئة صحية وآمنة للأطفال. هذا الدور لا يقتصر على تقديم المعرفة، بل يشمل أيضًا الجوانب التربوية والصحية التي تساعد في بناء شخصيات متوازنة للأطفال. من هذا المنطلق، يأتي الإرشاد الصحي في المدارس كمجال مهم يسهم في دعم صحة الطلاب النفسية والجسدية، من خلال تقديم خدمات صحية، وتثقيف صحي، وتهيئة بيئة مدرسية ملائمة.

تلعب الإدارة التربوية دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف الصحية من خلال وضع السياسات وتنظيم البرامج التي تعزز الصحة والسلامة داخل المدرسة. فالإدارة الفعّالة تساهم في توجيه الجهود نحو توفير بيئة مدرسية آمنة، وتقديم خدمات صحية ملائمة للطلاب، بالإضافة إلى التثقيف الصحي الذي يزيد من وعي الطلاب بمفاهيم الوقاية والعناية الذاتية.

1-2 مشكلة البحث

تواجه العديد من المدارس تحديات كبيرة فيما يتعلق بتوفير بيئة صحية آمنة وشاملة للطلاب، وهي مشكلة تعود لأسباب متعددة تشمل نقص الموارد، ضعف التنسيق بين الجهات الصحية والتعليمية، وعدم كفاية التوعية الصحية بين الطلاب والمعلمين. يعد دور المدير المدرسي في تفعيل مهام الإرشاد الصحي في المدارس العامة عنصرًا جوهريًا في مواجهة هذه التحديات، حيث أن الإدارة الفعّالة يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تعزيز بيئة مدرسية داعمة للصحة، وتوفير خدمات صحية أساسية، وتوعية الطلاب والمعلمين بأهمية الصحة وطرق المحافظة عليها.

تشير العديد من الدراسات إلى أهمية الدور القيادي للمدير المدرسي في تفعيل برامج الصحة المدرسية، حيث توصلت دراسة أجرتها (Zarobe & Bungay, 2017) إلى أن الإدارة المدرسية تلعب دورًا حاسمًا في تنفيذ السياسات الصحية التي تهدف إلى تحسين صحة الطلاب النفسية والجسدية في المدارس البريطانية. في السياق العربي، تناولت دراسة حديثة دور الإدارة المدرسية في تعزيز الصحة المدرسية بمدارس الجزائر، وأكدت على الحاجة إلى دعم أكبر للإرشاد الصحي لتحقيق بيئة مدرسية صحية وآمنة (جعفر و بن تامي، 2022).

أسئلة البحث

من خلال مشكلة البحث، يمكن صياغة الأسئلة التالية للتحقيق في دور المدير المدرسي في تفعيل مهام الإرشاد الصحي ومدى تأثير الإدارة التربوية في تحقيق الأهداف المرجوة:

  1. ما مدى فعالية دور المدير المدرسي في تعزيز البيئة الصحية في المدارس الرسمية؟
    • يشمل هذا السؤال تحليل مستوى التزام المديرين بتوفير بيئة مدرسية ملائمة من حيث النظافة، التهوية، والأمان، وكيفية مساهمتهم في تحقيق بيئة مدرسية صحية.
  2. ما هو مدى إسهام الإدارة التربوية في تقديم الخدمات الصحية المناسبة للطلاب؟
    • يسعى هذا السؤال لفهم مدى نجاح الإدارة في توفير خدمات صحية مثل الإسعافات الأولية والرعاية الصحية الأولية، ودور المدير في تفعيل هذه الخدمات بالتنسيق مع الجهات الصحية.
  3. إلى أي مدى تؤثر جهود المديرين في تعزيز التثقيف الصحي داخل المدارس؟
    • يركز هذا السؤال على دور الإدارة في تنظيم برامج التثقيف الصحي التي تشمل التوعية بالعادات الصحية السليمة والتغذية المناسبة، ودور المدير في تشجيع هذا النوع من البرامج.

1-3 أهداف البحث

  1. تحليل دور المدير المدرسي في تفعيل مهام الإرشاد الصحي، من خلال التركيز على مساهمته في تعزيز الصحة المدرسية عبر البيئة المدرسية، الخدمات الصحية، والتثقيف الصحي.
  2. تقييم فعالية الإدارة التربوية في تحقيق بيئة مدرسية صحية وآمنة، وذلك عبر توفير بيئة مدرسية ملائمة تحافظ على صحة الطلاب وتقلل من المخاطر الصحية.
  3. استكشاف مدى إسهام الإدارة المدرسية في تقديم الخدمات الصحية الأساسية داخل المدارس الرسمية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية والإسعافات الأولية.
  4. تحديد دور الإدارة التربوية في تعزيز برامج التثقيف الصحي، بهدف رفع وعي الطلاب والمعلمين حول العادات الصحية السليمة وطرق الوقاية.

1-4 أهمية البحث

  • الأهمية العامة للبحث: تتمثل الأهمية العامة لهذا البحث في تسليط الضوء على دور المدير المدرسي كقائد تربوي في تفعيل مهام الإرشاد الصحي، وهو دور حيوي يتجاوز العملية التعليمية ليشمل دعم صحة الطلاب وسلامتهم. تأتي هذه الدراسة لتضيف إلى المعارف الأكاديمية التي تبحث في كيفية تحقيق بيئات مدرسية آمنة وصحية، وتوفر رؤىً حول آليات التنسيق الفعّال بين الأطراف المعنية في قطاع التعليم والصحة، مما يمهد لتحسين تطبيق الإرشاد الصحي في المدارس الرسمية.
  • الأهمية على مستوى المجتمع: تكمن أهمية البحث المجتمعية في توفير نموذج يمكن أن يساعد على الارتقاء بصحة الطلاب في المدارس الرسمية، مما ينعكس على صحة المجتمع بشكل عام. إن تعزيز الصحة المدرسية يُسهم في بناء جيل واعٍ وقادر على اتخاذ خيارات صحية سليمة، حيث تشير الدراسات إلى أن التربية الصحية من شأنها أن تقلل من مشكلات الصحة العامة وتزيد من وعي الأفراد في المجتمع بضرورة الوقاية والرعاية الذاتية (Zarobe و Bungay، 2017) وبما أن المدارس تضم شريحة كبيرة من المجتمع، فإن الاهتمام بصحة الطلاب يعزز صحة المجتمع بشكل مستدام.
  • الأهمية على مستوى القطاع التربوي: يعد هذا البحث ذا أهمية بالغة للقطاع التربوي، حيث أنه يقدم توصيات وإرشادات عملية تساعد في تحسين سياسات الصحة المدرسية، وتوجيه الإدارات المدرسية نحو تحقيق أهداف الإرشاد الصحي. يُعتبر تفعيل الصحة المدرسية خطوة أساسية نحو تحقيق بيئة تعليمية متكاملة تدعم التحصيل الأكاديمي من جهة، وتحقق النمو الصحي والنفسي للطلاب من جهة أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن تزويد المديرين بالمهارات والمعارف اللازمة لتعزيز الصحة المدرسية يجعل من المدارس بيئات تعليمية محفزة وداعمة للتعلم والنمو الشامل للطلاب.
  • الأهمية على المستوى الشخصي: كوننا نمتلك خبرة في مجال الإرشاد الصحي ونعمل على الربط بين معارفنا في الإدارة التربوية وتجربتنا في الإرشاد الصحي، فإن هذا البحث يعزز من القدرة على تقديم إسهامات علمية وعملية متخصصة في هذا المجال. نسعى من خلال هذا العمل إلى تشكيل جسر معرفي يجمع بين الدراسات الأكاديمية في الإدارة التربوية والخبرة العملية في الإرشاد الصحي، مما يمنحنا منظورًا شاملًا يؤدي إلى تقديم حلول عملية تعزز من فعالية الصحة المدرسية وتدعم المرشدين الصحيين والمديرين في مهامهم المشتركة.

1-5 حدود البحث

  • الحدود الموضوعية: يقتصر البحث على دراسة دور المدير المدرسي في تفعيل مهام الإرشاد الصحي في المدارس الرسمية، بحيث يشمل البحث ثلاثة مستويات رئيسية: البيئة المدرسية، الخدمات الصحية، والتثقيف الصحي. يهدف البحث إلى تحليل مساهمة المديرين في تفعيل الإرشاد الصحي وتحديد العوامل والتحديات التي قد تؤثر على فعالية هذه المهام، دون التطرق إلى جوانب أخرى مثل البرامج الصحية في التعليم الخاص أو السياسات الصحية العامة.
  • الحدود البشرية: يركز البحث على عينة من المديرين، المرشدين الصحيين، والأساتذة في المدارس الرسمية. يهدف إلى الحصول على وجهات نظر متعددة حول دور الإدارة المدرسية من مختلف الجهات الفاعلة في العملية التربوية والصحية. من خلال تضمين هذه الفئات الثلاث، يسعى البحث إلى تقديم رؤية شاملة ودقيقة عن دور الإدارة المدرسية وكيفية تفعيلها لمهام الإرشاد الصحي، حيث يوفر كل مشارك منظورًا متكاملاً حول هذا الموضوع.
  • الحدود المكانية: تمتد الحدود المكانية للبحث لتشمل المدارس الرسمية في منطقة راشيا، وهي منطقة ذات خصوصية ثقافية واجتماعية قد تؤثر على تطبيق سياسات الصحة المدرسية. تم اختيار هذه المنطقة لتكون نموذجًا عن المدارس الرسمية في المناطق الريفية، مما يتيح استكشاف التحديات التي تواجه تفعيل الإرشاد الصحي في بيئات قد تفتقر إلى الموارد الكافية والبنية التحتية اللازمة.
  • الحدود الزمنية: يركز البحث على فترة زمنية محددة تمتد إلى العام الدراسي الحالي، حيث يتناول جمع البيانات وتحليلها بهدف التعرف على واقع الصحة المدرسية والتحديات التي يواجهها المديرون في تفعيل الإرشاد الصحي في تلك الفترة. هذا يتيح فهمًا دقيقًا لمدى تأثير السياسات والبرامج الصحية القائمة في المدارس الرسمية الحالية.

2- الفصل الثّاني: الإطار النّظري

يتألف الإطار النظري لهذه الدراسة من محورين رئيسيين هما مفاهيم ومصطلحات الدراسة بحيث يقدم هذا المحور تعريفًا شاملًا للمفاهيم والمصطلحات الأساسية المستخدمة في البحث، والتي تمثل أساسًا لفهم الموضوع ودراسته بشكل دقيق، والمحور الثّاني وهو الدراسات السابقة. يستعرض هذا المحور الدراسات والأبحاث السابقة ذات الصلة بموضوع البحث، والتي تناولت دور المدير المدرسي في تعزيز الصحة المدرسية والإرشاد الصحي.

2-1 المحور الأوّل: مفاهيم ومصطلحات الدّراسة

يتضمن هذا المحور تعريفًا للمفاهيم والمصطلحات الأساسية المستخدمة في البحث، وذلك بهدف توضيح المعاني التي ستعتمدها الدراسة وتعزيز فهم موضوع البحث. في ما يلي تعريفات المصطلحات الأساسية المعتمدة في هذه الدراسة، مستندة إلى مصادر علمية حديثة وموثوقة.

  • الإدارة التّربويّة

الإدارة التربوية هي العملية التي يتم من خلالها تنظيم وتنسيق وتوجيه جميع الأنشطة التعليمية والإدارية داخل المؤسسة التعليمية، بهدف تحقيق الأهداف التربوية وضمان جودة التعليم. (UNESCO 2021 World Conference on Education for Sustainable Development, 2021)
تتضمن الإدارة التربوية عدة جوانب مثل تخطيط المناهج، توجيه الأنشطة التربوية، وتوفير الموارد اللازمة. يلعب القادة التربويون، وخاصة المديرون، دورًا محوريًا في الإدارة التربوية حيث يكونون مسؤولين عن تهيئة بيئة مدرسية تفاعلية وصحية، وإدارة الموارد البشرية والمالية بكفاءة، بالإضافة إلى دعم البرامج الصحية والتعليمية التي تعزز النمو الشامل للطلاب.

  • الإرشاد الصحي

الإرشاد الصحي هو عملية تربوية تهدف إلى تعليم الأفراد السلوكيات الصحية السليمة وتعزيز الصحة النفسية والجسدية. يتم تقديم الإرشاد الصحي من خلال برامج وأنشطة تنظمها المؤسسات التعليمية والصحية لدعم صحة الأفراد والوقاية من الأمراض (World Health Statistics 2022, 2022)ويشمل الإرشاد الصحي في المدارس مجموعة من الخدمات التي تساعد الطلاب على التعرف على السلوكيات الصحية واتخاذ قرارات صحية صحيحة.

  • البيئة المدرسية

تُعرّف البيئة المدرسية على أنها البيئة المحيطة بالطلاب والتي تؤثر على تعليمهم وصحتهم وسلوكهم داخل المدرسة. تشمل البيئة المدرسية البنية التحتية للمدرسة مثل النظافة، التهوية، الأمان، وجميع العوامل المادية والنفسية التي تؤثر على حياة الطلاب اليومية (Elmabrouk, 2018). تسهم البيئة المدرسية الصحية في تعزيز التعلم ورفع مستوى الصحة النفسية للطلاب والمعلمين على حد سواء.

  • الخدمات الصحية

تتضمن الخدمات الصحية في المدارس مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق صحة وسلامة الطلاب من خلال تقديم الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك الإسعافات الأولية، متابعة الأمراض المزمنة، وتوفير الدعم النفسي للطلاب. (المومني، 2022) تشتمل هذه الخدمات على توفير الرعاية الوقائية والكشف المبكر عن الأمراض، والتدخل الفوري عند الحاجة، مما يساعد في الحفاظ على صحة الطلاب.

  • التثقيف الصحي

يُعرف التثقيف الصحي بأنه عملية تزويد الأفراد بالمعلومات والمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات صحية سليمة وتبني سلوكيات صحية إيجابية (التثقيف الصحّي، 2024). يسعى التثقيف الصحي في المدارس إلى تعزيز الوعي الصحي لدى الطلاب والمعلمين حول مواضيع مثل النظافة الشخصية، التغذية السليمة، الوقاية من الأمراض، والسلامة العامة. يعتبر التثقيف الصحي أداة مهمة لتعزيز صحة الأجيال الجديدة والوقاية من المخاطر الصحية.

2-2 الدّراسات السّابقة ذات الصّلة

المرجع 1: (الخالدي، 2018) يتناول البحث دور المديرين في تعزيز الصحة المدرسية داخل المدارس الحكومية، ويركز على جوانب متعددة مثل البيئة المدرسية، والخدمات الصحية، والتثقيف الصحي. يهدف البحث إلى تحديد مدى مساهمة المديرين في تعزيز الصحة المدرسية، وذلك عبر تحليل جهودهم في تقديم خدمات صحية فعّالة، وتوفير بيئة مدرسية داعمة، وتقديم برامج توعية صحية للطلاب والمعلمين. كما يبرز البحث دور المديرين كقادة تربويين مؤثرين في تهيئة بيئة مدرسية آمنة وصحية تشجع على رفاهية الطلاب النفسية والجسدية. كما يُبرز أهمية قيام المديرين بتوفير خدمات صحية استباقية وعلاجية، والعمل على تحسين البيئة المدرسية من حيث النظافة، التهوية، وتوافر الموارد الأساسية للسلامة العامة. تُظهر الدراسة أن المديرين يلعبون دورًا محوريًا في تنسيق الأنشطة الصحية وبرامج التثقيف الصحي، مما يساهم في زيادة الوعي الصحي بين الطلاب.

ويقدم البحث منظورًا من زاوية المعلمين حول دور المديرين في تنفيذ البرامج الصحية، حيث أشار المعلمون إلى أن دور المديرين في تعزيز الصحة المدرسية يتراوح بين المتوسط والمرتفع. يعتبر المعلمون أن المديرين يحققون أداءً عاليًا في جوانب مثل البيئة المدرسية والصحة النفسية والإرشاد، بينما يرى البعض أن الخدمات الصحية قد تحتاج إلى تحسين إضافي.

المرجع 2: يُعتبر “دليل الصحة المدرسية: دور المرشد الصحي في المدرسة الرسمية في لبنان” مرجعًا هامًا أعده المركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان، ويهدف إلى وضع إطار واضح لدور المرشد الصحي في المدارس الرسمية. يركز هذا الدليل على تمكين المرشد الصحي من أداء مهامه بفعالية في تعزيز صحة الطلاب النفسية والبدنية، ويأتي ضمن الجهود المبذولة لتحسين البيئة المدرسية بشكل شامل، مما يساهم في بناء جيل من الطلاب الذين يتمتعون بوعي صحي وقدرة على اتخاذ قرارات سليمة تتعلق بصحتهم. يعكس هذا الدّليل التوجه الرسمي للدولة اللبنانية نحو تبني سياسات صحية مدرسية شاملة. كما أنه يوفر مرجعًا منهجيًا لتحديد مهام المرشد الصحي بشكل واضح، مما يساهم في تفعيل الصحة المدرسية بطريقة منظمة. ويعدّ هذا الدليل ذا قيمة خاصة في البحوث التي تسعى إلى تقييم دور المرشدين الصحيين وتأثيرهم في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للطلاب (الصحة المدرسية مفاهيم عامة لتوحيد الرؤية واللغة والاهداف).

المرجع 3: (Webster وآخرون، 2020) تتناول هذه المقالة أهمية انخراط الإداريين في تعزيز الصحة المدرسية، حيث يُعد دعم المديرين وأدوارهم القيادية عنصرًا أساسيًا لنجاح المبادرات الصحية في المدارس. تركز الدراسة على ثلاثة محاور رئيسية لدور المديرين: التعاون مع الأطراف المعنية، الدعم عبر توفير الموارد اللازمة، والدعوة لسياسات تعزيز الصحة. وتشير إلى أن مشاركة المديرين تؤثر بشكل كبير في استدامة البرامج الصحية وفعاليتها.

خلصت الدراسة إلى توصيات متعددة لتعزيز مشاركة الإداريين، مثل تشكيل فرق صحة مدرسية تشمل المعلمين وأولياء الأمور والمجتمع، وتدريب المديرين على كيفية تنفيذ البرامج الصحية، وتوفير الدعم المستمر لهم. تقدم هذه المقالة أساسًا مرجعيًا لدراستك، حيث تبرز كيف أن دور المدير المدرسي ضروري لتعزيز الصحة في المدارس وتحقيق أهداف الإرشاد الصحي

المرجع 4: (Qaralleh، 2020) تتناول المقالة دور الإدارة المدرسية في توفير بيئة مدرسية آمنة وجذابة للطلاب كجزء من متطلبات تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، باستخدام عينة من المدارس الحكومية في منطقة الخرج. أبرزت النتائج دور الإدارة المدرسية في تعزيز الأمن النفسي والبدني، وتوفير مرافق تعليمية ملائمة، ودعم النشاطات التعليمية والرياضية، وهو ما يساهم في خلق بيئة تعليمية محفزة.

تشير الدراسة إلى أن الإدارة المدرسية تسهم في تحسين الأداء الأكاديمي والسلوك الاجتماعي الإيجابي للطلاب من خلال التركيز على الأمن الفكري والصحة العقلية والبدنية. وشملت التوصيات تعزيز الشراكات المجتمعية وتوفير الموارد اللازمة لدعم المبادرات الصحية المدرسية.

المرجع 5: (الخطابي و العتيبي، 2023) تناولت هذه الدراسة دور الإدارة المدرسية في تفعيل برامج الصحة المدرسية في مدارس التعليم العام في منطقة مكة المكرمة، واستعرضت التجربة السعودية في هذا المجال مقارنةً بالتجارب العالمية المتقدمة. ركزت الدراسة على التزام الإدارات المدرسية بتنفيذ البرامج الصحية المتبناة من وزارة التعليم، والتي تتضمن خططًا تشغيلية وبرامج وقائية وعلاجية موجهة لدعم صحة الطلاب والمعلمين.

أظهرت النتائج أن للإدارة المدرسية دورًا مهمًا في تنفيذ السياسات الصحية من خلال التأكد من توافر بيئة مدرسية آمنة، وتعزيز التوعية الصحية، والحد من انتشار الأمراض المعدية. وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز التعاون بين المدارس والمؤسسات الصحية وأولياء الأمور لدعم برامج الصحة، وتوفير التدريب المستمر للمرشدين الصحيين والمديرين.

المرجع 6: (دور الإدارة المدرسية في تفغيل الصحة المدرسية بمدارس التعليم الأساسي (1-4) بمحافظة شمال الباطنة- سلطنة عمّان، 2016) تلخص هذه الدراسة دور الإدارة المدرسية في تفعيل الصحة المدرسية بمدارس التعليم الأساسي في محافظة شمال الباطنة بسلطنة عمان. تهدف الدراسة إلى تقييم مدى ممارسة الإدارة المدرسية لأدوارها في تعزيز الصحة في مجالات عدة، مثل الوعي الغذائي، الوعي بالأمن والسلامة، الوعي الرياضي، والوعي بالصحة النفسية. كما تبحث الدراسة في الاختلافات بين تقديرات المشاركين بناءً على متغيرات مثل الوظيفة وسنوات الخبرة.

أظهرت الدراسة أن الإدارة المدرسية تلعب دورًا مهمًا في تفعيل برامج الصحة المدرسية، حيث كانت الممارسات المرتبطة بالوعي الغذائي والأمن والسلامة هي الأعلى تقييمًا، بينما جاء الوعي بالصحة النفسية في مرتبة أقل. توصي الدراسة بتعزيز التعاون بين الإدارات المدرسية والمؤسسات الصحية وتقديم التدريب اللازم للمشرفين الصحيين والمديرين لتحسين البرامج الصحية المدرسية، بما يسهم في توفير بيئة صحية وآمنة تدعم تعلم الطلاب ونموهم الشامل.

التّوليف:

تعكس الدراسات السابقة أهمية دور الإدارة المدرسية، خاصة المديرين، في تفعيل الصحة المدرسية وتعزيز الوعي الصحي لدى الطلاب، وهو ما يتماشى بشكل مباشر مع موضوع البحث وأهدافه. تتفق هذه الدراسات على أن المدير يلعب دورًا حاسمًا في تنفيذ برامج الصحة المدرسية على مستويات مختلفة تشمل البيئة المدرسية، الخدمات الصحية، والتثقيف الصحي، مما يسهم في تحقيق أهداف الإرشاد الصحي ودعم المرشدين الصحيين.

  1. البيئة المدرسية: أكدت الدراسات على ضرورة تحسين البيئة المدرسية لضمان سلامة الطلاب وأمانهم، مثل الاهتمام بصيانة طفايات الحريق، ومتابعة جودة المياه، وتوفير مساحات آمنة للنشاطات الرياضية. ينسجم هذا مع هدف البحث في تسليط الضوء على دور المدير في خلق بيئة مدرسية آمنة وصحية، تدعم الصحة الجسدية والنفسية للطلاب، وتقلل من المخاطر الصحية.
  2. الخدمات الصحية: ركزت الدراسات على أهمية الدور الإداري في توفير خدمات صحية شاملة مثل الإسعافات الأولية، والإشراف على المقصف المدرسي للتأكد من جودة الأغذية المقدمة للطلاب، والفحوصات الصحية المنتظمة. يتلاقى هذا مع أهداف البحث الذي يسعى إلى قياس مدى فاعلية دور المديرين في تقديم خدمات صحية تلبّي احتياجات الطلاب وتعزز الصحة العامة.
  3. التثقيف الصحي: أظهرت الدراسات أهمية تعزيز الوعي الصحي من خلال استخدام الإذاعة المدرسية، تنظيم ندوات تثقيفية، وتقديم تدريبات للطلاب حول الإسعافات الأولية والسلامة. يتوافق هذا مع هدف البحث الذي يركز على دور المدير في التثقيف الصحي، حيث يساهم في نشر الوعي الصحي بين الطلاب والمعلمين وتوجيههم نحو سلوكيات صحية سليمة.

بالإضافة إلى ذلك، تبرز الدراسات تحديات مثل محدودية الموارد وضرورة التعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع. لذا، فإن دور المدير يتعاظم في مواجهة هذه التحديات وتوفير بيئة صحية شاملة، ويأتي البحث ليسد ثغرات في هذا السياق عبر تقييم الدور الإداري بشكل منهجي ودقيق، واقتراح طرق لتعزيز الإرشاد الصحي المدرسي بما يحقق أهداف الصحة الشاملة للطلاب والمدرسة.

الفصل الثّالث: منهجيّة البحث

3-1 منهج البحث

تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي في هذا البحث، نظرًا لأهميته في دراسة الظواهر الاجتماعية والتربوية من خلال تحليلها وتفسيرها كما هي في الواقع، دون تدخل في طبيعتها. يساعد هذا المنهج في جمع بيانات دقيقة حول مدى تفعيل المديرين لمهامهم الإدارية والصحية في المدارس، وتحليلها للوصول إلى استنتاجات واقعية تدعم موضوع البحث.

3-2 مجتمع البحث

يشمل مجتمع البحث جميع مدارس منطقة راشيا، والتي يبلغ عددها 17 مدرسة رسمية. وتم اختيار هذه المدارس لتقديم صورة شاملة حول تفعيل الإرشاد الصحي ومدى مشاركة المديرين في تحقيق أهداف الصحة المدرسية. يتيح شمول كافة المدارس في المنطقة الحصول على بيانات تمثيلية تعكس واقع ممارسة الإرشاد الصحي في هذه المنطقة التعليمية.

3-3 العينة

تضمنت العينة مجموعة من المشاركين المختلفين الذين يمثلون عناصر فاعلة في المدارس المستهدفة:

  • المديرون: تم توزيع استبيان خاص على جميع مديري المدارس السبعة عشر، بهدف تقييم دورهم في تفعيل مهامهم الإدارية في مجال الإرشاد الصحي. يسهم هذا في الحصول على بيانات مباشرة من المديرين حول مدى تحقيقهم للأهداف المرجوة.
  • المرشدون الصحيون: شملت الدراسة جميع المرشدين الصحيين البالغ عددهم 17، وتم توزيع استبيان خاص بهم للتحقق من إجابات المديرين ولأخذ آرائهم حول تفعيل الصحة المدرسية. يتيح ذلك تثبيت الأجوبة ومقارنة رؤية المديرين مع آراء المرشدين الصحيين الذين لديهم نظرة تطبيقية على أرض الواقع.
  • الأساتذة: شمل الاستبيان أيضًا عينة من الأساتذة العاملين في هذه المدارس، لتوسيع نطاق الفحص والحصول على رؤى إضافية حول دور الإدارة في تفعيل الصحة المدرسية، وذلك من وجهة نظر تربوية.

3-4 أداة الدراسة

تمثلت أداة الدراسة الأساسية في الاستبيان، الذي وزع على فئات مختلفة من المجتمع المدرسي لضمان التثليث (Triangulation) في البيانات، حيث تم توزيع:

  • استبيان للمديرين لتقييم مدى تفعيلهم لمهامهم الإدارية في مجال الإرشاد الصحي.
  • استبيان للمرشدين الصحيين للتحقق من صحة إجابات المديرين ومطابقة آرائهم مع واقع التطبيق.
  • استبيان للأساتذة لتوسيع نطاق الفحص وضمان تنوع البيانات حول الصحة المدرسية من وجهات نظر مختلفة.

يهدف هذا التثليث إلى زيادة موثوقية النتائج من خلال جمع بيانات متنوعة من مصادر متعددة، مما يسهم في تقديم صورة متكاملة عن مدى فاعلية دور المديرين في تفعيل مهام الإرشاد الصحي في مدارس منطقة راشيا.

تضمن كل استبيان أربعة مجالات:

  1. مجال المعلومات العامة: يهدف إلى جمع بيانات أساسية حول المشاركين لتحديد علاقتها بتفعيل مهام الإرشاد الصحي.
  2. البيئة المدرسية: يتناول هذا المجال دور الإدارة في تحسين البيئة المدرسية من حيث الأمان، النظافة، والمرافق، بهدف دعم الصحة المدرسية.
  3. الخدمات الصحية: يشمل هذا المجال جوانب تقديم الرعاية الصحية الأساسية، مثل الإسعافات الأولية، الإشراف على جودة الأغذية، وفحص مياه الشرب، وهو مجال يوضح مدى فاعلية الإدارة في تقديم خدمات صحية ملائمة للطلاب.
  4. التثقيف الصحي: يركز على نشر الوعي الصحي بين الطلاب والمعلمين من خلال الأنشطة التثقيفية، الإذاعة المدرسية، وورش العمل، مما يعزز من دور المدرسة في التوعية الصحية.

تم إعداد الأسئلة بما يتلاءم مع الوصف الوظيفي لكل عينة من المشاركين، بحيث يعكس كل استبيان الأدوار والمسؤوليات الخاصة بكل فئة:

  • استبيان المديرين يركز على مهامهم الإدارية ودورهم القيادي في تفعيل الصحة المدرسية.
  • استبيان المرشدين الصحيين يتناول آراءهم حول الخدمات الصحية وفعالية البيئة المدرسية في دعم مهامهم.
  • استبيان المعلمين يهدف إلى الحصول على رؤيتهم حول التثقيف الصحي ومدى فعالية الإدارة في تعزيز الصحة.

تم التحقق من فعالية ودقة أدوات الدراسة من خلال، التوزيع التجريبي، تم توزيع الاستبيانات على عينة عشوائية صغيرة، بهدف تقييم وضوح الأسئلة واختبار مدى استجابة المشاركين. والتحكيم الأكاديمي، عُرضت أدوات الدراسة على اثنين من الأساتذة المتخصصين في الجامعة اللبنانية، الذين قاموا بمراجعة الأسئلة وتقديم الملاحظات اللازمة، مما ساهم في تحسين دقة وصلاحية الأدوات وضمان ملاءمتها لأهداف البحث.

الفصل الرّابع: عرض النّتائج وتحليلها

تم إستخدام الرزمة الإحصائية للعلوم الإجتماعية SPSS لتحليل الإجابات والإجابة عن أسئلة الدّراسة باستخدام المعالجات الإحصائيّة التالية: التّكرارات، النّسب المئويّة، المتوسّط الحسابي، الإنحراف المعياري. تمّ تشفير الإجابات على الشّكل التّالي: (0= أبداً، 1=نادراً، 2=أحياناً، 3=غالباً، دائماً) وفي ما يلي عرض لهذه النتائج:

جدول 1. نتائج استبيان المديرين فيما يتعلق بتفعيل مهامهم في المجالات الثلاثة: البيئة المدرسية، الخدمات الصحية، والتثقيف الصحي، مقسمة حسب سنوات الخبرة (0-5 سنوات، 6-10 سنوات، أكثر من 10 سنوات).

التّثقيف الصّحّي

الخدمات الصّحيّة

البيئة المدرسية

عدد سنوات الخبرة كمدير

3.1000

3.4722

3.0333

متوسط التّقييم

0-5

.37417

.32347

.23381

الإنحراف المعياري

3.1000

3.3958

3.2750

متوسط التّقييم

6-10

.38545

.41726

.14880

الإنحراف المعياري

2.9333

2.9444

2.9333

متوسط التّقييم

أكثر من 10

.30551

.69389

.70238

الإنحراف المعياري

3.0706

3.3431

3.1294

متوسط التّقييم

المجموع

.35314

.45442

.33122

الإنحراف المعياري

جدول 2 نتائج استبياني المرشدين الصّحيين والأساتذة حول رأيهم بدور المدير في تفعيل مهام الإرشاد الصّحّي

التّثقيف الصّحّي

الخدمات الصّحيّة

البيئة المدرسية

العيّنة

3.0156

3.1667

3.3437

متوسط التّقييم

المرشدين الصّحّيين

0.82900

0.75768

0.76852

الإنحراف المعياري

3.4762

3.6952

3.6810

متوسط التّقييم

الأساتذة

0.60212

0.48068

0.47713

الإنحراف المعياري

4-1 النّتائج الخاصّة بالسّؤال الأوّل:

ما مدى فعالية دور المدير المدرسي في تعزيز البيئة الصحية في المدارس الرسمية؟

بحسب رأي المديرين، ومع ربط النّتائج بعدد سنوات الخبرة الذي تم تقسيمه على ثلاثة فئات وهي 0-5 سنوات، 6-10 سنوات وأكثر من 10 سنوات، فقد تبيّن أنّ متوسط التقييم للمديرين من ذوي الخبرة 0-5 سنوات بلغ 3.0333. أمّا المديرون من ذوي الخبرة 6-10 سنوات لديهم متوسط تقييم 3.2750، وهو الأعلى بين الفئات. وبالنّسبة للمديرين من ذوي الخبرة أكثر من 10 سنوات لديهم متوسط تقييم 2.9333، وهو الأدنى. تشير النتائج إلى أن المديرين الذين لديهم خبرة من 6-10 سنوات يميلون إلى إعطاء تقييمات أعلى لدورهم في تحسين البيئة المدرسية، بينما المديرين ذوي الخبرة الأطول أي أكثر من 10 سنوات لديهم تقييمات أقل، مما قد يشير إلى اختلافات في وجهات النظر أو مستوى الرضا بين الفئات حسب الخبرة.

بالنسبة لرأي المُرشدين فقد أظهرت النّتائج أنّ المتوسط الحسابي لهذا المجال هو 3.3437، مما يشير إلى أن تقييم المرشدين الصحيين لدور الإدارة المدرسية في تحسين البيئة المدرسية يأتي عند مستوى مرتفع نسبيًا. يعكس هذا اهتمامًا بتوفير بيئة مدرسية صحية تلبي احتياجات السلامة والأمان. أمّا الانحراف المعياري (0.76852) يشير إلى وجود تباين بسيط في آراء المرشدين، مما يدل على استقرار نسبي في تقييمهم لهذا الجانب.

وفيما يتعلّق برأي الأساتذة، يظهر أن المتوسط الحسابي لمدى تفعيل دور المديرين في تحسين البيئة المدرسية هو 3.6810، وهو قريب من الحد الأعلى (4)، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الالتزام بتحقيق بيئة مدرسية آمنة وصحية. يعتبر الانحراف المعياري (0.47713) منخفضًا نسبيًا، مما يدل على تجانس الآراء بين المديرين حول هذا البُعد.

4-2 النّتائج الخاصّة بالسّؤال الثّاني:

ما هو مدى إسهام الإدارة التربوية في تقديم الخدمات الصحية المناسبة للطلاب؟

وقد توزّعت الآراء على الفئات الثلاث من العيّنة كلٌّ بحسب موقعه الوظيفي، وتم تحليل النّتائج التي ظهرت بالشّكل التّالي:

بالنّسبة لرأي المديرين، بلغ المتوسط الحسابي لهذا السؤال 3.29، مما يشير إلى تقييم متوسط لمدى توفر الخدمات الصحية في المدارس. الانحراف المعياري 0.920 يشير إلى وجود تباين ملحوظ بين آراء المديرين، مما قد يدل على تفاوت في توفر هذه الخدمات عبر المدارس المختلفة.

تشير النتائج إلى أن المديرين يُظهرون اهتمامًا عاليًا بالكشف الطبي الدوري وتنفيذ الإجراءات الوقائية (3.82)، مما يعزز البيئة الصحية في المدارس. مع ذلك، توجد نقاط ضعف ملحوظة في تدريب المرشدين الصحيين (2.71) وتوفير الخدمات الصحية المتخصصة بشكل موحد عبر المدارس.

أمّا المرشدون الصّحيّون، فقد بلغ المتوسط الحسابي لهذا المجال 3.1667، مما يدل على أن تقييم المرشدين لدور الإدارة في تفعيل الخدمات الصحية يقع ضمن مستوى مقبول، لكنه أقل نسبيًا من البيئة المدرسية. يشير هذا إلى أن هناك مجالًا لتحسين الخدمات الصحية، مثل توفير الرعاية الصحية الأولية ومتابعة الحالات الصحية للطلاب. الانحراف المعياري (0.75768) يبين تجانسًا معقولًا في آراء المرشدين حول هذا المجال.

بالنّسبة للأساتذة، بلغ المتوسط الحسابي لتفعيل الخدمات الصحية 3.6952، مما يعكس اهتمامًا واضحًا بتوفير خدمات صحية مناسبة في المدارس. أمّا الانحراف المعياري (0.48068) مشابه للبيئة المدرسية، مما يدل على توافق نسبي في الآراء بشأن الخدمات الصحية.

4-3 النّتائج الخاصّة بالسّؤال الثّالث:

إلى أي مدى تؤثر جهود المديرين في تعزيز التثقيف الصحي داخل المدارس؟

بالنّسبة للمديرين من ذوي الخبرة 0-5 سنوات و6-10 سنوات لديهم نفس المتوسط تقريبًا، وهو 3.1000.

أمّا المديرون من ذوي الخبرة أكثر من 10 سنوات لديهم متوسط تقييم 2.9333، وهو الأدنى.

يظهر أن المديرين من ذوي الخبرة الطويلة أي أكثر من 10 سنوات هم أقل تقييمًا لدورهم في التثقيف الصحي، مقارنةً بزملائهم من ذوي الخبرة الأقل. وقد يشير هذا إلى حاجة لتعزيز جهود التثقيف الصحي خاصة لدى المديرين ذوي الخبرة الأطول.

أمّا بالنّسبة للمرشدين الصّحيّين، فالمتوسط الحسابي لهذا المجال هو 3.0156، مما يظهر أن التثقيف الصحي هو الأقل تقييمًا بين المجالات الثلاثة. يعكس هذا أن هناك حاجة ملحة لتعزيز برامج التثقيف الصحي داخل المدرسة، من خلال توعية الطلاب والمعلمين بأهمية الصحة العامة والنظافة، وتوفير نشاطات تثقيفية منتظمة. والانحراف المعياري (0.82900) يُظهر تباينًا أكبر نسبيًا في آراء المرشدين، مما قد يشير إلى اختلاف تجاربهم أو عدم تفعيل التثقيف الصحي بشكل موحد عبر المدارس.

كذلك بالنّسبة لرأي الأساتذة، كان متوسط التثقيف الصحي 3.4762، وهو أقل من بقية المجالات، مما يشير إلى أن هذا المجال قد يحتاج إلى تعزيز أكبر من الإدارة المدرسية. يظهر الانحراف المعياري (0.60212) تباينًا أكبر نسبيًا في الآراء حول هذا المجال، مما قد يعني وجود اختلافات في طريقة تفعيل التثقيف الصحي بين المدارس.

العلاقة بين دعم المرشدين الصحيين والخدمات الصحية:

جدول 3 نتائج تحليل الارتباط بين متغيرين من متغيرات الدراسة، وهما دعم المرشدين الصحيين والخدمات الصحية، باستخدام معامل ارتباط سبيرمان (Spearman’s rho)

 

دعم المرشدين الصّحيّين

الخدمات الصّحية

معامل ارتباط سبيرمان (Spearman’s rho)

دعم المرشدين الصّحيّين

معامل الارتباط

1.000

0.727***

Sig. (2-tailed)

.

0.000

الخدمات الصّحية

معامل الارتباط

0.727***

1.000

Sig. (2-tailed)

0.000

.

بالإضافة إلى ما سبق، تم تحليل الارتباط بين متغيرين من متغيرات الدراسة، وهما دعم المرشدين الصحيين والخدمات الصحية، باستخدام معامل ارتباط سبيرمان (Spearman’s rho)، وهو اختبار غير معلمي يُستخدم لتحديد قوة واتجاه العلاقة بين المتغيرات. وقد تبيّنت العلاقة بين دعم المرشدين الصحيين والخدمات الصحية، بحيث يظهر أن معامل الارتباط بين دعم المرشدين الصحيين والخدمات الصحية هو 0.727، مما يشير إلى وجود علاقة ارتباط قوية وموجبة بين المتغيرين. يعني هذا أن زيادة دعم المديرين للمرشدين الصحيين ينعكس بشكل إيجابي على تفعيل الخدمات الصحية في المدارس.

أمّا قيمة Sig. (2-tailed) هي 0.000، وهي أقل من 0.01، مما يدل على أن العلاقة دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة 0.01. هذا يعزز من موثوقية النتائج ويدعم الاستنتاج بأن هناك ارتباطًا حقيقيًا بين دعم المرشدين الصحيين وتفعيل الخدمات الصحية.

يتوافق هذا التحليل مع هدف البحث المتمثل في تحديد مدى إسهام الإدارة التربوية في تفعيل الخدمات الصحية ودعم المرشدين الصحيين في مهامهم. يوضح الارتباط القوي بين الدعم المقدم للمرشدين وتفعيل الخدمات الصحية أن دعم الإدارة للمرشدين يلعب دورًا حاسمًا في تحسين مستوى الخدمات الصحية، مما يساهم في تحقيق أهداف الإرشاد الصحي في المدارس.

الفصل الخامس: الاستنتاجات والتّوصيات

توصلت الدراسة إلى أن دور المديرين في تفعيل الصحة المدرسية يتفاوت حسب سنوات الخبرة، حيث أظهر المديرون من ذوي الخبرة المتوسطة (6-10 سنوات) تقييمات أعلى في تحسين البيئة المدرسية مقارنةً بذوي الخبرة الأطول، مما يشير إلى اختلافات في الرؤى أو مستوى الرضا حسب الخبرة. كما أظهرت الدراسة اهتمامًا بتطبيق إجراءات وقائية وخدمات صحية مناسبة، مع وجود تفاوت في توافر هذه الخدمات وتدريب المرشدين الصحيين. وأوضحت النتائج أن التثقيف الصحي كان الأقل تفعيلًا بين مجالات الدراسة، مما يؤكد الحاجة لتعزيز برامج التوعية الصحية.

كما أظهرت الدراسة وجود علاقة قوية بين دعم المديرين للمرشدين الصحيين وتفعيل الخدمات الصحية، مما يشير إلى أن دعم المرشدين يلعب دورًا محوريًا في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتحقيق بيئة مدرسية آمنة وصحية.

أمّا بالنّسبة للتّوصيات فيمكن تلخيصها بالتّالي:

  1. تعزيز بيئة صحية مدرسية:
    • تشجيع المديرين، خاصة ذوي الخبرة الأطول، على تطوير سياسات داخلية تركز على تحسين البيئة المدرسية وتعزيزها.
    • تنظيم دورات تدريبية للمديرين في مجال الإدارة الصحية المدرسية لرفع مستوى الرضا وتعزيز اهتمامهم بتحقيق بيئة صحية متكاملة.
  2. تحسين جودة الخدمات الصحية:
    • توفير برامج تدريبية متخصصة للمرشدين الصحيين لتمكينهم من القيام بمهامهم بفعالية، مثل الإسعافات الأولية وإجراءات الوقاية.
    • تعزيز التعاون بين المدارس والمراكز الصحية المحلية لضمان توافر الخدمات الصحية بشكل متساوٍ بين جميع المدارس.
  3. تعزيز التثقيف الصحي:
    • تطوير وتنفيذ برامج توعية صحية مستدامة تستهدف الطلاب والمعلمين، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الصحة العامة والنظافة الشخصية.
    • توجيه الجهود لتحسين ثقافة التثقيف الصحي لدى المديرين، خاصة أولئك الذين لديهم سنوات خبرة طويلة، من خلال ورش عمل حول استراتيجيات التثقيف الصحي الفعّالة.
  4. دعم المرشدين الصحيين:
    • زيادة الدعم الإداري للمرشدين الصحيين من خلال توفير الموارد اللازمة والتسهيلات لتفعيل دورهم بشكل أفضل.
    • تشجيع التفاعل والتنسيق بين المديرين والمرشدين لضمان تفعيل البرامج الصحية بشكل فعال.
  5. توحيد الإجراءات الصحية الوقائية:
    • تطوير دليل إجراءات صحية موحد يعتمد على أفضل الممارسات لضمان تنفيذ برامج الصحة الوقائية بجميع المدارس بشكل متساوٍ.
    • توسيع نطاق الفحوصات الطبية الدورية لتشمل جميع الطلاب، والتأكد من تطبيق الإجراءات الوقائية بشكل شامل وفعال.

تدعم هذه التوصيات أهداف البحث وتضمن تحقيق بيئة مدرسية صحية شاملة، وتحسين التثقيف الصحي وتعزيز دور المرشدين الصحيين، مما يسهم في تطوير نظام الإرشاد الصحي في المدارس الرسمية بشكل متكامل ومستدام.

خاتمة

في ختام هذه الدراسة، يتضح أن دور المديرين في تفعيل الإرشاد الصحي في المدارس الرسمية يُعد عنصرًا محوريًا لضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية تدعم رفاهية الطلاب ونموهم. أظهرت النتائج أن هناك تفاوتًا في فاعلية المديرين حسب سنوات الخبرة، حيث أبدى المديرون ذوو الخبرة المتوسطة التزامًا أكبر بتعزيز البيئة المدرسية مقارنةً بذوي الخبرة الأطول، مما يعكس اختلافًا في مستوى الرضا أو التطلعات بين الفئات المختلفة.

كما برز اهتمام المديرين بتطبيق الإجراءات الوقائية والخدمات الصحية، مع ضرورة تحسين هذه الجوانب لضمان توافرها بشكل متساوٍ عبر المدارس. وعلى الرغم من أن التثقيف الصحي كان الأقل تفعيلًا، إلا أن الدراسة أكدت أهميته في تعزيز الوعي الصحي، مما يتطلب تعزيز جهود التوعية والتثقيف داخل البيئة المدرسية.

أحد أبرز الاكتشافات في الدراسة هو العلاقة القوية بين دعم المرشدين الصحيين وتفعيل الخدمات الصحية، حيث تبين أن دعم الإدارة للمرشدين يلعب دورًا جوهريًا في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للطلاب. تدعم هذه النتيجة الحاجة إلى توفير مزيد من الموارد والتدريب للمرشدين الصحيين، وتعزيز التعاون بينهم وبين المديرين لتحقيق التكامل في تطبيق الإرشاد الصحي.

تعكس نتائج الدراسة أهمية تطوير سياسات وممارسات صحية موحدة تدعم التثقيف الصحي وتكفل توافر الخدمات الصحية الوقائية، مما يسهم في خلق بيئة مدرسية تعزز من جودة حياة الطلاب وتدعم أهداف الصحة المدرسية الشاملة.

المراجع

Elmabrouk, F. (2018). (المبنى المدرسي و الاشتراطات الصحية و البيئية االملائمة (البيئة المدرسية. https://www.researchgate.net/publication/323525261_almbny_almdrsy_w_alashtratat_alshyt_w_albyyyt_aalmlaymt_albyyt_almdrsyt

Qaralleh, T. J. (2020). Role of School Administration in Providing an Attractive and Safe School Environment to Students under Vision 2030. https://doi.org/10.20511/pyr2020.v8nSPE3.748

UNESCO 2021 World Conference on Education for Sustainable Development. (2021). https://www.unesco.org/en/articles/unesco-2021-world-conference-education-sustainable-development

Webster, C. A., Glascoe, G., Moore, C., Dauenhauer, B., Laura B. Russ, C., Orendor , K., & Buschmeier, C. (2020). Recommendations for Administrators’ Involvement in School-Based Health Promotion: A Scoping Review. International journal for environmental research and public health. https://doi.org/10.3390/ijerph17176249

World Health Statistics 2022. (2022, May). https://www.who.int/news/item/20-05-2022-world-health-statistics-2022

Zarobe, L., & Bungay, H. (2017). The role of arts activities in developing resilience and mental wellbeing in children and young people a rapid review of the literature. Perspectives in Public Health. https://doi.org/10.1177/1757913917712283

التثقيف الصحّي. (2024, أغسطس). منظمة الصحة العالمية. https://www.who.int/ar/news-room/fact-sheets/detail/health-literacy

الخالدي, ف. ح. (2018). درجة ممارسة مديرات المدارس لأدوارهن في تعزيز الصّحة المدرسية في المدارس الحكومية المتوسطة بجدة. دراسات عربية في التربية وعلم النفس.

الخطابي, ر. ب., & العتيبي, ن. م. (2023). دور الإدارة المدرسية في تفعيل برامج الصّحة المدرسية في مدارس التّعليم العام في مكّة المكرّمة في ضوء التّجارب العالميّة. مجلة العلوم الإنسانيّة والطّبيعية. https://doi.org/10.53796/hnsj412/4

(n.d.). الصحة المدرسية مفاهيم عامة لتوحيد الرؤية واللغة والاهداف. المركز التّربوي للبحوث والإنماء.

المومني, ح. (2022). متطلبات الصحة المدرسية لتوفير بيئة مدرسية آمنة لطلبة المدارس الحكومية في محافظة إربد. مجلة جدارا للدراسات والبحوث. https://doi.org/10.54161/jrs.v5i1.86

جعفر, ك., & بن تامي, ر. (2022). الادارة المدرسية ودورها في تحقيق الصحة المدرسية بمدارس التعليم الابتدائي. مجلة الرواق للدراسات الاجتماعية والإنسانية. https://doi.org/10.35779/2002-008-001-055

دور الإدارة المدرسية في تفغيل الصحة المدرسية بمدارس التعليم الأساسي (1-4) بمحافظة شمال الباطنة- سلطنة عمّان. (2016). مجلة كلية التربية، جامعة الأزهر. https://doi.org/https://jsrep.journals.ekb.eg/article_31646_09633a3666bf56fd64785c3670f732e5.pdf

لاشين, م. ع., & الفيروز, ل. ب. (2016). دور الإدارة المدرسية في تفعيل الصحة المدرسية ٤) بمحافظة شمال – بمدارس التعليم الأساسي ( ١ الباطنة – سلطنة عمان. التربية (الأزهر). https://doi.org/10.21608/jsrep.2016.31646