النظرة الفقهية والمقاصدية إلى الفنون كما يراها المعاصرون ” أحمد الريسوني المغربي أنموذجا”

البصري سليمان1

1 وزارة التربية الوطنية، الدار البيضاء، جماعة سيدي عثمان، الهراويين، المغرب.
بريد الكتروني: Salman.elfarisi14@gmail.com
HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/19
Download
تاريخ النشر: 01/02/2024م تاريخ القبول: 21/01/2024م

المستخلص

يعد موضوع الفن من المواضيع التي تطرح في الوقت الراهن جدلا كبيرا، وحساسية بالغة في الساحة الفنية، والفكرية، والفقهية؛ نظرا لتعلقها بالوجدان والشعور، ولارتباطها بممارسات هابطة ماجنة، وانزلاقات فنية تمردت على الذوق الفني، والأخلاق الشرعية. فكان السبب أن تعمقت الهوة بين المتدينين، والفنانين. ولأن موضوع الفنون أصبح مما يعم به البلوى، لا سيما مع تطور وسائل نقلها وعرضها وتوافرها بين أيدي الناس، والميل والاقبال عليها أكثر من ذي قبل، حتى أصبح شيوعها شيوع الماء والهواء، وانتشارها انتشار النار في الهشيم؛ فقد انبرى لهذا الموضوع بعض علماء الإسلام، فتخصصوا في الباب، وبينوا عُجره وبُجره، وما يصلح منه وما يقبُح. ومن هؤلاء أحمد الريسوني الذي اعتبر الفن بأنواعه من المقاصد التحسينية، وشيء منه يدخل في المقاصد الحاجية، وذلك وفق مجموعة من القواعد والآليات التي روحها النظر المقاصدي، والاجتهاد التنزيلي؛ بمعية قيود وضوابط شرعية لا بد من مراعاتها حتى تبقى الفنون على الإباحة.

الكلمات المفتاحية: النظرة الفقهية، النظرة المقاصدية، المسألة الفنية، قضية الفنون، الفنون

Research title

The jurisprudence and purpose of the arts as seen by contemporaries

“Ahmed Raysoni Moroccan as a model”

EL Basri Souleiman1

1 Ministry of National Education, Morocco, Casablanca, Sidi Osman Group, Hirawi, Morrocco.

Email: Salman.elfarisi14@gmail.com

HNSJ, 2024, 5(2); https://doi.org/10.53796/hnsj52/19

Published at 01/02/2024 Accepted at 21/01/2024

Abstract

The subject of art is a topic of great debate and great sensitivity in the artistic, intellectual and intellectual arena; Due to its attachment to conscience and feeling, its association with impassive descending practices, artistic slippages rebelled against artistic taste, and legitimate morality. It was because the gap between religious people and artists deepened. Because the subject of the arts has become obnoxious, especially as the means of transport, display and availability of them in people’s hands, tendency and demand have evolved even more, so that their prevalence has become widespread water and air, and the spread of wildfire; Some scholars of Islam have devoted themselves to this subject, specializing in the door, demonstrating its arrogance and neighbourhood, what works and what is ugly. These include Ahmad Raissouni, who regarded art of all kinds as an enhancement purpose, and something that falls within the necessary purposes, in accordance with a set of rules and mechanisms that were conceived by the intentional consideration and the descending jurisprudence; With legitimate restrictions and controls they must be observed in order for the arts to remain permissible.

Key Words: Jurisprudence, Intentional View, Artistic Question, Arts Issue, Arts

❖ المقدمة :

يُعد موضوع الفنون من الموضوعات التي نالت قسطا وافرا من اهتمام الباحثين قديما وحديثا، لأنه يُعتبر همزة الوصل للوقوف على تركة البشرية على مر الحقب والأزمان، فقد نُقل إلينا تاريخ الأمم السابقة عن طريق الرسم، والعمارة، والنحت، والشعر، والقصة، والرواية، والتمثيل، والمسرح. وكثرت المناشطُ الفنية بأنواعها، وأشكالها؛ القديمة، والحديثة، وتزايد الإقبال عليها في وقتنا الحالي ممارسة، ومشاهدة، وتأليفا، حتى أخذت حيزا كبيرا من حياة الناس، فاحتلت عند بعضهم منزلة الضروريات، وآخرون منزلة الحاجيات، وعدّها الباقون حُسنا وبهاء وجمالا وبهجةً تزيَّن بها الحياة، فساعد ذلك في غزوها لنوافذ العالم، حتى أمسى شيوعها شيوع الماء والهواء، وانتشارها انتشار النار في الهشيم، فأصبحنا نسمع فن الزخرفة، والعمارة، وفن الشعر، والغناء، والموسيقى، وفن التمثيل، والسينما، والمسرح…وكلها فنون تطرح فكرا، وعقيدة، وسلوكا، فصار المتلقي يقتبس منها أيّما اقتباس، ويرتوي منها أيما ارتواء، عن طريق المحاكاة والتقليد سلبا أو إيجابا؛ بعد مشاهدة لوحة فنية، أو سلوك إبداعي، أو تتبعهم لمسلسل تلفزيوني، أو إنتاج تمثيلي.

من هذا المنطلق جاء الحديث عن إيلاء قضية الفنون حقها الواجب من النظر، والتأصيل، والدراسة، والاهتمام، لأهميتها أولا، ولخطورتها وكثرة أثارها ثانيا، ولأن الحديث عن الفنون حديث طويل الذيل عريض الميل، حصَرت البحث في علَم من رموز التفكير والتجديد في الوقت الحاضر، هو الدكتور أحمد الريسوني المغربي.

مشكلة البحث: ينطلق موضوع بحثي من إشكالية أساس، يمكن إجمالها في ما يلي: كيف ينظر الإسلام إلى قضية الفنون كما يراها المعاصرون؟ وما موقف أحمد الريسوني من هذه القضية؟

❖ أهداف الموضوع : يهدف هذا البحث إلى تحقيق ما يلي :

  1. الكشف عن موقف علماء الدين المعاصرين من قضية الفنون عموما؛
  2. الرغبة في التعرف على منهج بعض أعلام المقاصد المعاصرين بالمغرب في التعامل مع قضية الفنون: أحمد الريسوني أنموذجا؛
  3. التوصل إلى المعالم التنزيلية، والضوابط الشرعية؛ التي اعتمدها أحمد الريسوني في تكييف الفنون؛
  4. الإسهام مع الباحثين والمهتمين بالحقل الفني في بحث وتجلية القضية الفنية لدى علماء العصر، لتصحيح النظرة الإنسانية إلى الفن، ومحاولة تخليص صورته من النظرة السَّلبية التي لحقت به قصدا أو بغير قصد في حياة المتدينين، وفي المعالجات الفقهية، والفكرية.

أهمية الموضوع: أُجمل بيان أهمية الفنون في النقاط الآتية :

  1. عموم البلوى بالفنون المعاصرة من تمثيل، ومسرح، وسينما، وفيلم…لا سيما مع تطور وسائل نقلها وعرضها وتوافرها بين أيدي الناس، والميل والاقبال عليها أكثر من ذي قبل.
  2. ما تطرحه اليوم قضية الفنون من جدل وحساسيةٍ بالغة في الساحة الفنية، والفكرية، والفقهية؛ نظرا لتعلقها بالوجدان والشعور، ولارتباطها بممارسات هابطة ماجنة، وانزلاقات فنية تمردت على الذوق الفني، والأخلاق الشرعية.

❖ منهج البحث: اعتمدت في مادة هذا البحث للوصل إلى أهدافه ونتائجه على منهجين اثنين:

  1. المنهج الاستقرائي: من خلال تتبع قدر الإمكان ما سطره أحمد الريسوني في موضوع الفنون من كتب، ومقالات، ومحاضرات مرئية، من أجل الظَّفرِ على أدنى معلومة تخدم الموضوع.
  2. المنهج التحليلي: وعليه مدار البحث، بحيث يتم تفكيك النصوص والشواهد التي يتم سوقها والاستشهاد بها، ثم التعقيب عليها، وتركيبها وفق المقصود؛ لاستخلاص النتائج والخلاصات.

❖ الدراسات المصدرية: بما أن موضوع الفن من المواضيع القديمة في أصلها، الحديثة في بعض صورها وإبداعاتها مع عصر الصورة والعولمة، فقد وجدت من سبقنني ممن كتب في كثير من جوانبه قديما وحديثا، فأحسنوا فيما كتبوا وأجادوا، ومع ذلك فهي قليلة تلك التي كيَّفت الفنون من وجهة نظر المعاصرين، ولم أجد كتابا أو بحثا – حسب ما وقفت عليه – تناول موضوع الفن عند أحمد الريسوني. وفيما يلي بعض المصادر والمراجع التي تناولت جوانبا من القضايا والإشكالات التي عالجتها :

  1. الفنون والمقاصد: الفنون الخادمة للمقاصد والمقاصد الخادمة للفنون، نور الدين الخادمي: عالج فيه قضية الفنون من التعريف الضيق إلى المفهوم الواسع، وفي الفصل الثاني: الفنون من النصوص إلى المقاصد، وختمه: بالفنون من المقاصد والنصوص إلى الواقع والنفوس أو الفنون من فقه النظر إلى فقه العمل. وقد استفدت منه في جزئية التعرف على بعض التكييفات الفقهية للمسألة الفنية عند بعض علماء العصر
  2. الفنون بين التكييف والتوظيف، أحمد الريسوني، عبارة عن محاضرة مفرغة ألقاها في الملتقى الوطني الثالث للمهتمين بالعمل الفني تحت شعار: “الفن في خدمة الرسالية”، نظمتها جمعية مغرب الفن يوم الأحد 29 أكتوبر 2017م بالرباط، وتسلَّمتها من عبد الباحث المغربي في المجال الفني المسرحي والتمثيلي عبد الرحيم مفكير. وهي عمدتي في استخلاص منهج وموقف أحمد الرسوني من قضية الفنون.
  3. الأمة هي الأصل: مقاربة تأصيلية لقضايا الديموقراطية، حرية التعبير، الفن، أحمد الريسوني، عالج فيه مجموعة من القضايا العصرية المذكورة في عنوانه، وهي عمدتي أيضا في التوصل إلى موقف أحمد الرسوني من قضية الفنون.

❖ الإضافة العلمية للبحث: يمكن أن يضيف هذا البحث إن شاء الله تعالى جملة من القضايا الآتية :

  1. الكشف عن طبيعة العلاقة الجدلية بين الفن والدين
  2. إبراز موقف الفقهاء من المسألة الفنية
  3. بيان التكييفات الفقهية لقضية الفنون لدى العلماء المعاصرين، وحصرها لسهولة الوقوف عليها
  4. بيان الموقف الفقهي لأحمد الريسوني من قضية “الفنون”

❖ المختصرات والرموز المفتاحية :

ص: صفحة

ص – ص: صفحة كذا و كذا

ج : مجلد

ض : ضبط

ط : طبعة

م : ميلادي

ت: توفي

ه : هجرية

ن : الناشر

س : سنة

د : دون

د ت : دون تاريخ

د ن : دون ناشر

د ط : دون طبعة

ن ص : نفس الصفحة

مط: مطبعة

تح: تحقيق

تر : ترجمة

ت ط : تاريخ الطبعة

د تح : دون تحقيق

المحور الأول : وقفة مع مصطلح الفن

▪ المبحث الأول : تعريف الفن

– التعريف اللغوي : الفن يأتي لعدة معان منها: الحال، والضرب من الشيء، والطرد، والمَطَلُ، والعناءُ، والتَّزيينُ. والجمع: أفنان وفنون[1]، والفنان هو: الحمار الوحشي الذي له فنون من العدو، وتوسع المتأخرون في هذه الكلمة فأطلقوها على كل ذي فنون كثيرة[2].

– التعريف الاصطلاحي : هناك تعريفات كثيرة للفن عند أهله وعند المهتمين به، ولهذا يمكن القول إن كثيرا من هذه التعريفات هو تعريف لفن معين، لذلك نجد المعاجم الأدبية الحديثة «صرفت كلمة الفن للدلالة على: كل عمل إنساني يتطلب إنجازه مهارة خاصة، ويقتضي حذقا معينا ودربة متميزة، لارتباط لفظ الفن مع بعض وجوه اللغة بهذا المعنى»[3]، ومن ثم توسَّعت في معنى الفن، حيث عرفته بأنه «القدرة والمهارة، وهو بمعناه الضيق: كل ما تضُمُّه الآداب من شعر ،وقصة دراما، وكذلك: التصوير، والنحتُ، والتمثيل…وبمعناه الواسع: كل عمل إنساني يتطلب إنجازه مهارة خاصة بما في ذلك: الحرف، والإنتاج الصناعي، والابداعي»[4].

وبالتالي أستنتج أن “كلمة الفن” ثمَّ نقلها إلى كل الميادين، وأُضيف إليها كل عمل، حتى قيل: فن الكتابة، وفن الصحافة، وفن التمثيل، وفن المسرح…وهكذا تَوسع استعمال الكلمة، فصار كل عمل يقتضى مهارة ودُربة وحذقا وصَنعة في العمل يسمى فناً.

– التعريف المختار : بالرغم من أن الباحث يجد نفسه أمام تعريفات لا تنتهي، ولا يوجد تعريف واحد يستطيع أن يحيط بالفن، ويعرفه تعريفا دقيقا، فإن التعريف الذي سأسير عليه في هذا البحث هو ما عرفتُ به الفن بأنه: “اسم عام يطلق على كل شيء يبدعه الإنسان من أحاسيس، ومشاعر ،وانفعالات، وأفكار، فيه حِرفة، وحذق، ومهارة، وتفنن، وإبداع. بحيث تصبح هذه الأحاسيس، والمشاعر، والانفعالات، والأفكار؛ على شكل لوحة فنية، أو قصيدة، أو رواية، أو مقطع شعري، أو موسيقى، أو تمثيلية، أو مسرحية…ونحو ذلك”.

▪ المبحث الثاني : أقسام الفن

قسم الفلاسفة، وعلماء الجمال، وموسوعات الآثار والفنون الإسلامية، ومعاجم الآداب والعلوم والفنون؛ الفن إلى تقسيمات عديدة، وذلك باعتبارات عدة أجملها في الآتي[5] :

1. الفنون الجميلة: وتشمل الأعمال الفنية التي يتم إنتاجها لأغراض جمالية، ويُشار إلى مثل هذه الأعمال من خلال مصطلح “الفنون العليا”، وتشمل: الرسم، والتصوير، والحرف، والنحت…

2. الفنون البصرية : وتشمل الفنون الجميلة، إضافة إلى الأشكال المعاصرة في التعبير، مثل فنون الأداء، والتصوير الفوتوغرافي، وفنون السينما، والتلفزيون، والفيديو، والتمثيل، والفن الإباحي…

3. الفنون التشكيلية أو اليدوية: وتشمل فن التصوير بأنواعه، وفن الزخرفة، وفن العمارة. وهناك من يضع الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية – التي ستأتي- ضمن هذا القسم من الفنون.

4. الفنون الزخرفية: وهي الفنون التي يتم خلالها الاهتمام بعملية التزيين أو الزخرفة للمنتج الفني، كما في الأعمال التي على الزجاج، والفخار، والخشب، والمعادن، والمنسوجات، وفنون صناعة الآثار، وفنون السجادة، وغيرها.

5. الفنون التطبيقية: وتشتمل على النحت، والتصميم الصناعي: الأكواب، والأرائك، والساعات، والمقاعد، والتصميم الجرافيكي، وتصميم الأزياء، والديكور، والفنون التزينية أو الزخرفية.

والخلاصة أنه مهما تعددت أصناف الفنون فإنه قد وُجد عند جماعة من المتخصصين إشارات إلى فنون الزمان، وفنون المكان، والفنون التجسيمية، والفنون الرمزية، وفنون الزينة، وفنون المحاكاة، وغيرها. ولكن في كثير من الأحيان قد نجد أنفسنا عاجزين عن التمييز بين تلك الفنون أو تحديد الفوارق الدقيقة بينها[6]، لتداخلها مع بعضها البعض في بعض الجزئيات.

وتجدر الإشارة إلى أن من العلماء المعاصرين من يقسمون الفنون إلى: فنون نظيفة، وغير نظيفة، من خلال نظرتهم إلى رسالة الفن، وأهدافه، وطريقة طرحه، ومعالجته، وتناوله؛ للمواضيع المختلفة التي يقدمها في قالب فني، ومن هؤلاء وأحمد الريسوني[7].

▪ المبحث الثالث : وظائف الفن

تطورت وظائف الفن واختلفت باختلاف السياق التاريخي والمكان الجغرافي، مع الإقرار أن هناك وظائف مشتركة تلتقي فيها وظائف الفنون؛ كتنمية الذوق الفني، والإحساس بالجمال. وفيما يلي بعض هذه الوظائف :

1. الوظيفة الاقتصادية: حيث تلعب دورا مهما في حركة الاقتصاد خصوصا، ويُلحظ ذلك في السلوك الشرائي، فلِفنون الإعلان، والمسلسلات، والإشهارات دور في ترويج وإشهار المنتجات، والمبيعات، واستقطاب الزوار والزبناء، بالإضافة إلى توظيف شهرة الفنانين، وهذا يُشجع على شراء تلك السلع والمنتجات التي عليها صور هؤلاء المؤثرين وإن كنا غير راغبين في الحصول عليها.

2. الوظيفة السياسية: ومن أمثلة استخدام الفن في السياسة، ما قامت به الحكومة المصرية سنة 2013م، حيث أصدرت في الأيام الأولى عقِب الإطاحة بنظام “الإخوان المسلمين” أغنية “تِسلَم الآيادي”، كنوع من الاحتفال والإشادة بما قام به الجيش المصري والقوات المسلحة، وشارك في أداءها فنانين مشهورين قدموها باللغة العامية المصرية، وكل ذلك من أجل تشجيع التضحية بالذات والوطن والجماعة، وأيضا تأجيج وإذكاء مشاعر الكراهية الموجهة للعدو.

3. الوظيفة البيولوجية : هناك عدد مهم من النتائج التي توصلَت إليها دراسات علمية، وأبحاث ميدانية حديثة حول الفوائد الصحية، والجسمية والنفسية للفنون، وللتمثيل لا الحصر والتقييد. فقد تَبين أن % 60 من الذين يهتمون بالفنون والثقافة تكون صحتهم أفضل من غيرهم، وأن %25 من الذين يذهبون إلى المسارح تكون صحتهم أفضل من فئة لا تذهب إليها. وقد أظهرت دراسات أخرى أن للفنون فوائدها في علاج الاكتئاب، وبعض حالات التدهور الجسمي والعقلي التي تحدث خلال مرحلة الشيخوخة[8].

والحاصل أن وظائف الفن كثيرة، وليست أمرا متفقا عليه بين أهل الفن، فقد يرى بعضهم أن هذه الوظيفة نفعية والأخر على أنها إيديولوجية وهكذا، فإذا وُظف الفن مثلا في المجال السياسي سميت وظيفته سياسية، وإذا استعمل في المجال الإعلامي سميت إعلامية، وهكذا في باقي المجالات والحقول المعرفية، فإذا كانت هذه وظائفه فما هي أهم المقاصد التي استخدم الفن لتحقيقها ؟

▪ المبحث الرابع : مقاصد الفن:

يحقق الفن مجموعة من المقاصد نذكر بعضها وفق ما يلي :

1- المقاصد الفكرية: حيث يُعد المسرح والتمثيل من أكبر الوسائل التي استخدمت في نشر الفكر، ففي العصور الأولى مثلا استخدمهما الإغريق واليونان في خدمة الفكر الوثني الإغريقي واليوناني، بحيث كان الفن التمثيلي عندهم عبارة عن طقوس ومراسيم للعبادة لآلهة اليونان[9].

2- المقاصد التعبدية: وهي من أهم مقاصد الفنون خصوصا لدى الأمم الوثنية، فقد ذكر كثير من الباحثين في تاريخ الفن ونشأة الفنون؛ أن نشأة الرسم، والغناء، والرقص، وآلات العزف، والتمثيل؛ يعود لغرض ديني تعبدي وثني يوناني[10].

3- المقاصد السياسية: فلا شك أن الفنون الحديثة من الأفلام التمثيلية، والمسلسلات الدرامية، والأغاني، والمهرجانات الغنائية الدولية، والوطنية؛ استُخدمت في حقيقتها وسيلة لملهاة الشعوب عن فهم حقيقة المجال السياسي، وما يقع فيه من خرقات ومُخالفات. وقد (كشف كثير من الباحثين أن الفن بجميع أنواعه استُغِل كثيرا في غايات استعمارية واستبدادية وسياسية)[11].

4- المقاصد التعليمية: فاستخدام الفنون كوسائل تعليمية كان منذ القديم، عند اليونان والرومان، كما كان حاضرا في الجيل الأول في تعلم الصحابة فن الرماية، وركوب الخيل، وحث النبي على ذلك، بمصارعته لبعض الصحابة، ومسابقته لعائشة رضي الله عنها وللصحابة على الخيل[12]. أما استخدامه اليوم فأكثر من أن يُحصر، فقد أُقيمت له مؤسسات للتكوين تُعلَّم وتدرَّس فيه هذه الفنون، وأخرى تُمثل وتُعرض فيها هذه الأعمال، مثل “المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي” و”جمعية مغرب الفن” بالرباط، وغيرها.

المحور الثاني : العلماء والفن

▪ المبحث الأول : الدين والفن أي علاقة ؟

قبل البحث في طبيعة العلاقة بين الدين والفن، أوضح ابتداءً أن هذا الفن مصدره شخصية الفنان، وهذا الفنان لا بد أن يَدين بِدين يعتنقه، وعقيدة تسيِّره، فهل يمكن القول بأنه تمت علاقة بين الدين والفن؟ وإذا كانت فهل هي علاقة توافق ووئام أم علاقة عداء وخصام ؟

إن قصة العلاقة بين الدين والفن قديمة ضاربة في أعماق التاريخ، وقصة هذا الارتباط كما أكَّد كثير من الدارسين كانت قبل الأديان السماوية، فقد كان الناس يؤدون صلواتهم وهم يرقصون في ساحات المعابد، وحول النصب، والهياكل؛ وهم يترنمون بالأغنيات تقربا لآلهتهم وأمجادهم، وعند الكهوف، والتلول، والنيران؛ كانوا يَدقون الطّبول، ويعزفون الموسيقى. وعند قدماء المصرين كانت العبادة ألوانا من الفنون إلى جانب النصوص التي كانت تُتلى. وفي أوربا القديمة والحديثة كانت لوحات الفنانين العالميين تزين أَسقُف، وحوائط الكنائس. أما الأساطير الإغريقية القديمة فنجد عندهم إله الخير، وإله الجمال، وإله الشعر، والطرب، والموسيقى. أما المسرح الديني خاصة والفنون الدينية[13] عامة؛ فلها مكانة متميزة في التاريخ الفني للبشرية عن الفنون التي نشأت في البيئة الغربية، وبالتالي فالفنون القديمة لم ترتبط بالدين فحسب، بل كان الدين قد شكل حياتهم كلها، وصبغ تقاليدهم وتصرفاتهم، وشكل مثلهم العليا حتى كان الدين هو الحياة[14].

فإذا كان الدين عبارة عن معتقدات وممارسات تُنظم سلوك الإنسان في علاقته بالكون والحياة؛ فليس ثمت عداء إذا بين الدين والفن، وعلاقة الخصام بينهما قصة مفتعلة غير حقيقة إن صح القول، وهذا الارتباط عميق قديم بينهما ضارب في أعماق التاريخ، ومن ثم فكيف نُعلل إذاً هذا الارتباط بينهما؟

– أولا: أن الدين في المفهوم الإسلامي الواسع ليس مجرد عبادات معينة، وممارسات دينية تربط العبد بخالقه وبالكون، إنه المنهج الشامل للحياة؛ حياة المشاعر، وحياة الأفكار، والسلوك، والوجدان، والفن هو ذلك التعبير الجميل الذي تبدعه الذات في علاقتها بالحياة.

– ثانيا: ارتباط الدين ومُثُله ومبادِئه بواقع الناس وتقاليدهم وعوائدهم، حتى كان له دور الحاكم والسلطان الأمر في توجيه الأعمال الفنية، والإبداعات الإنسانية. وقد اكتشفتُ من كتب الفتاوى والنوازل ابتعاد المسلمين العرب عن “فن التجسيم” كان دِيانة لورود النهي والوعيد في ذلك.

– ثالثا: ما ذكره نجيب الكيلاني بأن الدين استطاع قبل الفلسفة أن يكوِّن فكرة ما عن الحياة والأساليب والمبادئ التي تسودها، ومن ثم كان طبيعيا أن يكون المورد الذي ترتشفُ منه العقول، والعواطف، وتصدر عنه في ثقة واحترام لقداسته[15].

وبالتالي فإن نظرة الإسلام للفنون ليست قاصرة ولا هي جامدة، وليس هناك عداء بين الدين والفن، «فإذا كانت مادة الفن هي الحياة والنفس الإنسانية، ومادة الدين هي الحياة والنفس الإنسانية، ومقومات الدين هي الصدق والمُثل العليا التي تتواءم مع واقع الحياة وتتطور معها وتُشبِعها بالسعادة والحب والإخاء والحرية، وغاية الفن الإمتاع والسعادة والإفادة والتحريض على بناء مجتمع أفضل، وغاية الدين لا تخرج عن إسعاد البشرية واستمتاعها بحياتها؛ فإن الفن جزء من الدين أو نبض من نبضاته»[16].

من هنا أرى أن ما يقال من وجود عداوة وخصام بين الفن والدين ليس صحيحا، لأن الإسلام ليس له موقف قمعي من الفنون، ما دام الفن من خلال التصور الإسلامي يخدم الإسلام والرسالة المحمدية، فالفن المتسق مع الإسلام هو ذلك الذي يُحقق مقاصده في الأمة وفي الإنسانية جميعا.

▪ المبحث الثاني : موقف العلماء من الفن

تجدر الإشارة إلى أن العلماء قديما لم يُناقشوا قضية الفنون بمعناها الشمولي، فكان نقاشهم ينحصر في بعضها، نحو: قضية السماع، والموسيقى، والغناء بآلات اللهو وبغير آلات. وعليه فأنني أقصد بالعلماء ها هنا؛ رجال الاختصاص من أهل العصر؛ الذين عُرفوا بعنايتهم بقضية الفنون مناقشة، وتأليفا، وتأصيلا في إطار الإسلام، وعلى ضوء مقاصد الشريعة. كما يجب التنبيه إلى أن المتأمل في مختلف الدراسات العلمية المُحكَّمة، والكتب المؤلفة، ونوازل الفتاوى المتعلقة بالفنون حديثا؛ قد أغفلت الحديث عن مسألة الفنون بكلياتها – باستثناء ما كتبه نور الدين الخادمي في كتابه “الفنون والمقاصد” – وتركيزها على بعض الفنون الأكثر شهرة ورواجا وتأثيرا، مثل الغناء، والموسيقى، والتمثيل، ولهذا نجد في الغالب إغفالا لهذه المسألة البالغة الحساسية.

بناء على ذلك اختلف المعاصرون في موضوع الفن ومكانته، فتنوعت أقوالهم بين المنع والجواز، والقبول والرفض، والإجمال والتفصيل، وذلك حسب تقديري آيل إلى أسباب منهجية، ومآلات فقيهة، ونظرات مقاصدية، أذكر منها ما يأتي :

1. اختلافهم في المراد “بمفهوم الفن”، بين مُضيّق ومُوسّع، فمنهم من حصره في عدد معين: كالغناء، والموسيقى، والتمثيل ونحوه، وبين من وسّع دائرته فأدخل فيه كل إبداع بشري فيه مهارة وإتقان وتزويق وتجميل، فأدخلوا فيه كل الأفعال الفنية: الفنون الزخرفية، والبصرية، والقولية؛ من: نحت، ورسم، وتمثيل، ومسرح، وشعر، وغناء، وفُكاهة… وغيرها من أقسام الفنون التي تقدمت.

2. كثرة النصوص الواردة في أنواع كثيرة من الفنون: كالغناء، الموسيقى، اللهو، الشعر، التمثيل، الضحك… «وعدم استيعابٍ لمجموعها، واستقرائها، واستخلاص المعاني منها بما يُقرر الحكم التكليفي الجامع لموضوع الفنون وحقيقتها»[17]، وكذا اختلافهم في فهمها، وتفسيرها، وتصحيحها، وتضعيفها. فمنهم من اعتبر لفظ اللهو الوارد في الآية الكريمة التي تُعتبر الباب في مسألة الغناء (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6))[18] لفظا يُطلق على “الفن المحرم”، آخذاً ببعض التفاسير الواردة في ذلك.

3. تناول النصوص تناولا – قد يكون – بعيدا عن استيعاب فقه الواقع، وهذا ما تمثل كذلك في أحد ضروب المنهج الفقهي الذي اعتمد في معالجة قضايا الفن والجمال على “فقه الأحوطيات”، والمبالغة في “سد الذريعة” خصوصا، وتغليب التحريم على التحذير، وعلى طائفة من الآثار والأقوال والمرويات الضعيفة[19].

ومع كل هذه الأسباب؛ فقد بزغت حديثا جهود ثلة من علماء الشريعة، أعادوا نَخل المنقول من الأحاديث، والآثار، والمرويات، والأقوال. وتخيروا من التراث الإسلامي في قضية الفنون ما كان أقرب إلى روح الشريعة، للبحث عن البديل الفني الإسلامي الذي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لنشر الرسالية، وخدمة القيم والأخلاق، وتثبيتها في المجتمع.

المبحث الثالث : التكييف[20] الفقهي والمقاصدي لقضية الفن

اختلفت نظرة الإسلام إلى الفنون كما يراها المعاصرون، فتنوعت أقوالهم بين المنع والجواز، والقبول والرفض، والإجمال والتفصيل، ويمكن إجمال مذاهبهم في قضية الفنون إلى خمسة تكييفات فقهية ومقاصدية وفق الآتي :

– التكييف الأول : تأخذ الفنون الأحكام التكليفية الخمسة: تندرج الفنون تحت الأحكام التكليفية الخمسة بحسب أنواعها، ومآلاتها، ومقاصدها، وتلبسها بغيرها، فتكون واجبة: إذا تعلقت بالواجبات، والضروريات، والحاجيات، كفن العمارة في إقامة البنيان والمعاش، وحماية الأنفس، والأبدان، والأعراض، والصحة. وكفن الخط في حفظ المتون، والعلوم، والحقوق، والمواثيق. وتكون محرمة: إذا أدت إلى المفاسد، وأخلّت بالمصالح، والفطرة. وتكون فرضا كفائيا: إذا تعلقت بالمجتمع، والدولة، والأمة، وبمجالات الصالح العام الذي تكون فيه الفنون إحدى مجالاته الحيوية، كسائر فنون الصحة، والتعليم، والنقل، حيث يتعيّن أن تُخصص فيه فئة معينة، وأن يُرصد له مال، وأن تكون جهة خاصة لذلك. ويتطرق إلى الفنون حكم الندب أو الكراهة والأولوية وخلافها؛ بناء على نصوص ذلك ومقاصده، وبحسب سياق ذلك واعتباره، وإلى هذا التكييف ذهب نور الدين الخادمي في كتابة “الفنون والمقاصد”[21].

– التكييف الثاني : الفنون وسيلة إلى مقاصد: فحكم الفنون حكم ما أفضت إليه من مقاصد ونتائج، فإن استُخدمت في حلال فهي حلال، وإن استُخدمت في الحرام فهي حرام. وإلى هذا التكييف ذهب يوسف القرضاوي، وأحمد الريسوني، ونجيب الكيلاني، وعماد الدين خليل، ونور الدين الخادمي[22]، وشوقي خميس[23]، وجميل حمداوي[24]، وهذا ما فهمته من كلام محمد الحسن الددو الشنقيطي[25]، وإليه ذهب غيرهم.

– التكييف الثالث : الفنون تدخل في خانة المقاصد التحسينية: فهي تحسينية وتجميلية، بمعنى أن الافتقار إليها يكون أمرا تحسينيا يوسِّع على الناس، ويُحسن ويُزين حياتهم، ويكمل رغباتهم، وبهذا التكييف قال أحمد الريسوني – كما سيأتي معنا -، ورجحه نور الدين الخادمي من بين سائر التكييفات التي كيَّف بها الفنون[26].

– التكييف الرابع : الفنون تدخل في خانة المقاصد الحاجية: فالفنون تكون حاجية، أي أن الافتقار إليها يكون حاجيا، بمعنى يكون أمرا لازما دون الضروري وفوق التحسيني، وبه قال أحمد الريسوني، ونور الدين الخادمي[27].

– التكييف الخامس : الفنون قد تكون ضرورية: أي أن الافتقار إليها يكون أمرا ضروريا، بحيث

يكون تخلفه مؤديا إلى فوات المطلوب، وضَيع المقصود، وبه قال نور الدين الخادمي، ومثَّل لذلك بأن «الصورة غير الجميلة التي قد يختل بعض أمرها، مما يُشوش على موضوعها ومناطها، أو يُخل بهوية صاحبها واستحقاقه واستئثاره، فهذا الوجه من القبح يُمثل أمرا مخلا بما هو ضروري في هذه الصورة من جهة ما هو ضروري لصاحبها، من حيث استحقاقه لحق أو براءته من اتهام أو تلبسه بشبهة ومفسدة»[28].

– الـرأي المـختـار :

بناء على ما سبق سَوقه، فالذي يترجح عندي أن الفن يصنف عموما ضمن التحسينيات، لأنه من المباحات من حيث الأصل، لقوله تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ)[29]، لكن هذا الحكم مُتحرك بحسب الأحوال والحاجة إليه، فقد يرتقي إلى مرتبة الحاجيات، أو مرتبة الضروريات إذا تعلّقت به حاجة من الحاجيات، أو ضرورة من الضروريات، مثل إظهار ركن من أركان الإسلام، ونصرة الدين، ومصالح المسمين في معاشهم ومعادهم، وذلك قياسا على حكم الشِّعر حين وجه النبي حسان بن ثابت وشعراء الإسلام إلى الدفاع عن الدعوة المحمدية، والذود عنها بالسيف واللسان، فقال لحسان ولباقي الشعراء في هجاء المشركين: «اُهجهم، أو قال: هاجِهم وجبريل معك»[30].

ومن ثم فقد يصبح دور بعض الفنون في عصرنا الحالي في منزلة الشعر زمن النبوة والرسالة، لحاجة الأمة الإسلامية إليها في الإرشاد، والتوجيه، والإصلاح، والتعليم، ورد شبهات الملحدين، وبيان ضلال وعقائد الفرق المنحرفة، والطوائف الضالة.

المحور الثالث : النظرة الفقهية والمقاصدية للمسألة الفنية عند أحمد الريسوني المغربي

إن فهم الواقع فهما صحيحا له أثر كبير على الحكم المستنبط من النص الشرعي، بُغية تنزيله وِفق مراد الشارع، وقد اِنبرى لذلك ثُلة من الأعلام المعاصرين كُثر، من بينهم أحمد الريسوني، وفي هذا المحور أبين موقفه من الفنون على ضوء العناصر التالية :

– أولا : التعريف بأحمد الريسوني “تعريف موجز” :

هو أحمد بن عبد السلام بن محمد الريسوني، ولد سنة 1372هـ/1953م بناحية القصر الكبير

بالمملكة المغربية، حصل على دكتوراةِ الدولة سنة 1992م في موضوع “نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي”، تولى مجموعة من المناصب داخل المغرب وخارجه، منها: خبير أولي لدى مجمع الفقه الإسلامي بجدة، ورئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، وكان على منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقا، وعضو المكتب التنفيذي الوطني لحركة التوحيد والإصلاح[31].

– ثانيـا : جهود أحمد الريسوني في موضوع الفنون :

إن الحديث عن الفنون هو حديث عن مصطلح واسع المعاني والدلالات كما سبق الذكر والبيان، ولمعرفة ما يقصده الريسوني بهذا المصطلح، وأحكمُ بأن هذا هو المعنى الذي يريده ويؤصله، يحتاج ذلك إلى تتبع واستقراء – قدر الإمكان – لما دوَّنة وقاله في المسألة، ولأجل ذلك فقد تكلم في الموضوع لأول مرة في كتابه “الأمة هي الأصل”، الذي حاز باكورة السّعد في السبق لتناول هذا الموضوع من بين مؤلفاته، وقد طُبع لأول مرة سنة 2012م، وكانت موادّه في الأصل عبارة عن محاضرات ومقالات وعروض قُدمت في ندوات ولقاءات حواريِة، وقد جرى معظمها خلال فترة التسعينيات من القرن العشرين الميلادي[32]. ثم جاءت بعده عروض، ومحاضرات، وبحوث قُدمت في ندوات علمية، وفي بعضها زيادات، وتوضيحات؛ لا تُوجد في مواطن أخرى. فقد قدم محاضرة بعنوان “قضايا الفنون وإشكالاته” نظمتها جمعية “مغرب الفن” بالرباط سنة 2013م، وشارك بمقال معنون بــ “المسألة الفنية في النظر المقاصدي من خلال مدخل التكييف والتوظيف”، في ندوة “الفنون في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية”، نظمتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في تركيا عام 2016م، وآخر ما دونه وقاله في الموضوع – في حدود بحثي – إلى الآن مشاركته بمحاضرة تحت عنوان “الفنون بين التكييف والتوظيف”، في الملتقى الوطني التواصلي الثالث للمهتمين بالعمل الفني تحت شعار “الفن في خدمة الرسالية”، نظمته جمعية مغرب الفن يوم الأحد 29 أكتوبر 2017م بالرباط.

– ثالثـا : تصوير موضوع الفنون وتحليله :

إن الحديث عن موضوع الفن يرد فيه السؤال عن ماهية الفن الذي يتحدث عنه أحمد الريسوني؟ وعن أي فن يتحدث عنه؟ لأن الفن جنس وله أنواع كثيرة، ولا يمكن الكلام عن نوع واحد بالعموم، ونقصد به كل ما يقع تحت مسمى الفنون، فهناك إذا إشكالان يحيطان بالمسألة، والجواب عنها من شأنه أن يجيب عن معنى الفن الذي يتحدث عنه الريسوني في مؤلفاته ومحاضراته.

  1. الإشكال الأول: إشكالية المفهوم: فهناك نوع من عدم ضبط وتحديد في مفهوم الفن واستعمالاته، ولذلك ينبغي ضبط وتحديد هذا المفهوم عند الريسوني.
  2. الإشكال الثاني: الذي يحتاج إلى ضبط؛ موقع الفنون في النظر المقاصدي، بمعنى أين نضع الفنون في البحث الفقهي على ضوء مقاصد الشريعة عند الريسوني ؟

الجواب عن الإشكال الأول: عن أي فن يتحدث الريسوني ؟

يقول في كتابه “الأمة هي الأصل”: «وحتى لا نتشعب في هذه النقطة – وهي ليست من أساسيات هذا العرض- فليس المطلوب منا هو تحديد كل ما يدخل في مفهوم الفن، فلنصرف أذهاننا إلى ما اشتهر بهذا الاسم أساسا، وخاصة مما في حكمه الشرعي خلاف ونزاع مثل الغناء والموسيقى والتمثيل»[33]، ثم قال بعدها «فهذه هي الأمور التي تتبادر أساسا إلى الذهن عندما نتحدث عن الفن والعمل الفني، فلنكتف بهذا التعريف التمثيلي بالإحالة على أصنافه وأمثلته المذكورة»[34]، ثم شرع بعدها في البحث عن التكييف الفقهي، مقتصرا على معنى الفن بقوله: «فلنصرف أذهاننا إلى ما اشتهر بهذا الاسم أساسا…مثل الغناء والموسيقى والتمثيل»، والناظر والمكتفي بهذا النص قد يصرف الذهن إلى أن الريسوني يحصر “مصطلح الفنون” في فن الغناء، والموسيقى، والتمثيل؛ باعتبارها محط نقاش وسجال بين العلماء قديما، وأن الفنون إذا أطلقت فُهم منه هذه الفنون دون غيرها. وبعد تتبع وجمع كلامه في القضية من مظانه ومواطنه نجده يدعوا في غير ما مرة المشتغلين في العمل الفني إلى عدم حصر الفنون في فنون سبعة أو تسعة، وأنه لا يجب أن نقول بأن الفنون محصورة في فنون معينة، فينبغي أن تبقى دائرة الفن موسَّعة غير محصورة في فن واحد أو ثلاثة أو أكثر[35]. ومن ثمت فهو حينما يعرف الفنون؛ لا يعتبرها محصورة في الغناء، والموسيقى، والتمثيل، وإنما يُدخل فيها كل الفنون، سواء كانت فن الجمال المسموع: شعر، غناء، موسيقى، أنشودة…أو فن الجمال المرئي: صورة، رسم، تمثيل، سينما، زخرفة…أو غيرها، فتعامله مع مصطلح الفن يستغرق في نظره جميع أنواع الفنون القديمة والجديدة والمتوقعة، «سواء قلنا إن بعضها سيء وبعضها مفيد، أو قلنا إن أكثرها سيء وفاسد مفسد، وإن إثمها أكبر من نفعها»[36]، ففي كل الحالات هو يتعامل مع الفنون بالقَبول المبدئي كخطوة أولى، ثم تأتي مرحلة التهذيب والتنقية والترقية وتشجيع البدائل في مرحلة ثانية.

وعليه فهو ينظر على مصطلح الفن بمعناه الواسع والشمولي، دون وَقفِ مدلوله على نوع دون غيره. إلا أن هذا المفهوم الاصطلاحي عنده قسمه في عدة مناسبات إلى فن بنَّاء يخدم المجتمع ورفاهيته ويَرقي بذوقه، وفن يُفسد المجتمع، ويسيء إلى المجال الفني عموما، وبالتالي فهناك تمييز بين فن نظيف وفن غير نظيف، لذا فإطلاق مصطلح الفنون عند الريسوني ينصرف عموما إلى جميع الفنون، وخصوصا إلى النظيف منها، تلك التي تُرسخ المعتقدات السامية، وتجمع بين المتعة، والترفيه، وبين المعلومة والفكرة[37].

وخلاصة هذا الإشكال؛ أن الريسوني عندما يعالج قضية الفنون يُريد بها: “كل الفنون الملتزمة النظيفة في رسالتها ومقاصدها ونتائجها وغاياتها وفلسفتها لا آحادها، تلك الفنون العفيفة المفيدة التي أصبحت اليوم من أهم الوسائل والأدوات التي تُوظف في التربية والتوعوية والإصلاح”.

الجواب على الإشكال الثاني: تكييفات الفنون عند الريسوني :

قلت التكييفات ولم أقل التكييف، لأن الريسوني لم يكتفِ في كتابه “الأمة هي الأصل”[38] بتكييف واحد، كما لم يفعل ذلك في الندوات، والمحاضرات؛ التي تحدث فيها عن موضوع الفن. فقد ذكر مجموعة من التكييفات الفقهية التي يمكن أن تندرج تحتها الفنون، وبيانها يكون في العنصر التالي:

– رابعـا : التكييف الشرعي لمسألة الفنون عند أحمد الريسوني :

– التكييف الأول: النظر إلى الفنون باعتبارها لهوا عفيفا : فالريسوني بجمعه للنصوص الواردة في الموضوع رأى أن «الإسلام أفسح – في حدود ما – مجالا لما نسميه لهوا ولعبا وترويحا ومرحا»[39]. وبتتبعه لنصوص الشريعة وجدها «تحرص على أن يكون الإنسان حتى في لهوه ولعبه ومرحه أيضا يقصد ما هو مفيد وما هو نافع…فما دام يطلب شيئا من اللهو؛ فليكن لهوا مفيدا يجمع بين اللهو والفائدة»[40]، وصار يُدلّل على ذلك بنصوص من الكتاب والسنة، أولها في الباب حديث: «كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل إلا رميه بقوسه وتأديبهُ فرسه، وملاعبتهُ أهلهُ، فإنهن من الحق»[41].

ومما يؤكد موقف الإسلام من اللهو وأنه ليس ممنوعا على كل حال، بل له مجال مع التوجيه إلى اللهو المفيد؛ حديث الأحباش الذين كانوا يلعبون في المسجد، قالت عائشة : «جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي ، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كُنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم»[42]، ويزفون بمعنى يرقصون رقصا ليس ككل رقص، وسمي رقصا في نص الحديث من قبل عائشة ، وفي رواية من روايات الحديث: «أن عمر أراد زجرهم فمنعه النبي »[43]، يقول الريسوني: «وهذا إقرار منه لهم على لهوهم، ولكنه لهو مفيد نافع لا شك في ذلك كما لا يخفى»[44]. إلا أنه لا يُفهم من هذا التكييف أن الفنون عند الريسوني جميعها لهوا ومرحا وترفيهًا، وإنما يَقصد أن في بعضها لهوٌ، ومتعة، وتسلية. وهو ما يوضحُه قوله: «وهذا لا يعني عند أحد أن الفنون كلها عبارة عن لهو، ولا أن كل لهو فهو فن من الفنون، وإنما يَعني أن في بعض الفنون لهوا ولعبا وفرجة وتسلية، أو فيها إمتاع ومؤانسة»[45]. وبالتالي فتكييف الفنون أو بعضها بكونها لهو، ولعب، وترفيه؛ يعني أنها على أصل الإباحة، كسائر الأقوال، والأفعال، والأساليب الترفيهية. وهذا الحكم عنده يطرأ عليه التغيير إذا صاحب أو دخل هذه الفنون مخالفات شرعية، أو تأثيرات جانبية، وسيأتي ذلك في الضوابط والقيود الشرعية لهذه التكييفات.

– التكييف الثاني: النظر إلى الفنون باعتبارها نوعا من المجون والفسق والانحلال: وهذا التكييف مستنده الواقع، «والواقع لا يرتفع، فالغناء، والموسيقى، والرقص، والتمثيل المسرحي، والسينمائي، وغيرها من الفنون تَعجُّ بمظاهر التفسخ، والمجون، واتباع الشهوات، والنزوات، وارتكاب المنكرات، والسقوط في الرذائل والموبقات وترويجها…وبناء على هذا الواقع فإن الحكم لن يكون إلا التحريم»[46]، بمعنى أن النظر إلى الفنون باعتبارها مصنعا للشهوات، ومرتعا للمنكرات؛ لا يسع الفقيه إلا أن يحكم عليها بالحِرمة، لكن هذه المعالجة الفقهية ليست هي العلاج المناسب في نظر الريسوني، فهو يبحث عن فقه بديل يُعوض هذه الأعمال الفنية، والحكم بالسد وإغلاق الباب ليس حلا ناجحا، سيما أن هذه التوصيفات – بتعبيره – مقبولة باعتبارها وصفا حقيقيا لجزء كبير من الفون، لكنها ليست لازمة للفنون ولا هي عامة، بل هي أوصاف عرضية لا ذاتية، فهي توجد في بعض الفنون دون بعض، وفي الفن الواحد توجد في بعض أعماله دون بعض، وقد توجد في أكثرها وليس في كلها، وبالتالي فهو يَنظر إلى الفن “باعتباره نوعا من المجون والفسق والانحلال” من زاويتين:

– الأولى: الإقرار والاعتراف بأن واقع أي فن تسكنه ملوثات، ومحظورات، ومخالفات تشوبه وتلتصق به، وهذا لا يُنكره المتتبع للساحة الفنية، وما يُعرض فيها من فنون.

– والثانية: ضرورة فصل هذه الفنون عن هذه المحرمات والمحظورات «حتى لا تفشوا وتغزوا مجتمعاتنا بأوضارها وأضرارها؟»[47]، لذلك كان عنده من الضروري أن يلج العلماء، والمتخصصون، والمهتمون؛ باب المنافسة للتقويم والإصلاح، إذا هم أرادوا توظيف الفنون اليوم توظيفا فعالا لخدمة القيم، والأفكار، والأخلاق، والثقافات، والعادات، فـــــ «فك الارتباط بين أي فن من الفنون، وبين ما يلتصق به من محرمات وملوثات»[48] يحتاج فقط إلى أصحاب الهمم العالية والأهداف السامية واليد العاملة.

وبهذا التكييف الفقهي يكون قد استدرك على كثير من الفتاوى التي جعلت بينها وبين الفن خصومة، بحيث يربط أصحابها بينها وبين ممارسة الفسق والفجور، ويفضلون رفع راية التحريم بدل الاقتحام والمنافسة.

– التكييف الثالث: الفنون باعتبارها شهوات وملذات : فالله أخبرنا بأن حب الشهوات أمر مفطور عليه الإنسان مركوز في نفسه وغريزته، غرس هذا الحب في نفوسهم وزيَّنه وحببه، فقال مبينا ذلك (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)[49]، وإن وُجود الحياة واستمرارها عند الريسوني متوقف على ما يسميه “كُبرَيات الشهوات”، مثل شهوة الرجال للنساء والعكس، وكذا شهوة الطعام والشراب، وهي أقوى من الشهوات العادية، «فليس هناك تحريم عام للشهوات، وليس هناك ذم مطلق لها، بل هناك حدود تقبل فيها الشهوات وتقبل فيها الملذات، ويقبل فيها الاستجابة لهذه وتلك، وهناك حدود تتوقف عندها الأهواء والشهوات، ويجب كبحها والتحكم فيها»[50].

ومع ذلك فقد رسم ضابطا لاعتبار الفنون شهوات وملذات إذا تجاوزته فقدت هذا الاعتبار، بل يجب حبسها وربطها حتى لا تزيغ سفينة الحياة، وهو “ضابط: عدم الإفراط”، وبيانه أن «يستجيب لهواها – يريد الشهوات – في حدود، ويردعها ويوقفها في حدود، ويحذر بالمقابل من اتباع الشهوات أي أن تُصبح الشهوات قائدة تسوق الإنسان حيث حركته وحيث بدت به»، وهذا «التحكم فيها نوع من الابتلاء، والابتلاء أصل يعم جميع مجالات الحياة كما لا يخفى»[51].

– التكييف الرابع: الفنون باعتبارها مهنة وحرفة ووسيلة للكسب: وقد كيّفها بهذا الاعتبار تماشيا لما صار عليه الناس من اتخاذها صناعة يتكسبون بها، ووسيلة يقتاتون منها، فهي قرينة للرفاهية، والتقدم، وما يحصل به المعاش في واقعهم من هذا الوجه. فالفنون قد تكون خدمة مطلوبة ممن يرغبون فيها ويستفيدون منها، وهي أيضا خدمة معروضة ممن يَنْتحِلونها وينتجونها، وتدخل هنا أغلب الفنون إلم أقل كلها، ومنها فن العمارة الذي وردت الإشارة إليه في قوله عز وجل (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ)[52]، وفي قوله تعالى (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ)[53]، والحقيقة أن عامة الفنون إذا لم تصبح صناعة، وحرفة، ومصدر رزق ودخلٍ لمنتحليها؛ كانت عرضة للانزواء أو الاختفاء[54].

ومما استدل به في هذا التكييف ما أشار إليه عبد الرحمان بن خلدون في تاريخه بأن الصنائع الفنية والكمالية إنما تظهر ويَكثر الطلب عليها وعلى تعلمها في المجالات المتحضرة، ذات الرفاهية والازدهار العمراني، «ومن ثم فهذه الصنائع الفنية والحرف التزيينية، لم يَقل أحد بتحريمها لهذا الاعتبار ومن هذه الحيثية، فكذلك يقال في ممارسة سائر الفنون باعتبارها صناعة وحرفة لأربابها»[55].

– التكييف الخامس: الفنون باعتبارها زينة وعروض جمالية: يعترف الباحثين في المجال الفني بوجود علاقة وطيدة بين الدين، والجمال، والحسن، والزينة، والبهاء. فالجمال شيء جوهري في الفنون، فهو عنوان كل شيء خلقه الله، أو هو في كل شيء، لأن الكون لوحة فنية من إبداع الواحد الأحد، ولذلك كان الجمال موجودا في كل جوانب الإسلام، وفي كل التشريعات والأحكام، وعلى ذلك شواهد عديدة في أفعال وتشريعات النبي . وهذا الربط بين الفن والجمال شدَّ انتباه الريسوني إلى القول: «والفن إنما يكون ناجحا وجذابا بقدر ما يجسده من جمال وإبداع، فالفنون الحقيقية عبارة عن معارض للجمال ولِمواطِنه وعناصره، في أشكال إبداعية جميلة، وهو بذلك يخدم التربية الجمالية ويشحذ الذوق الجمالي لمختلف المدارك والحواس البشرية ما ظهر منها وما بطن»[56]، من هنا اعتبر الفنون من “عروض الزينة” التي أباحها الله لعباده، فكانت من جملة “المقصد التحسيني” كما سيأتي معنا، إذ الفنون في أصلها وأصالتها تعبير بديع عن مظاهر الجمال في الكون والحياة.

– التكييف السادس: الفنون باعتبارها حاجة فطرية بشرية: إن تكييف الفن باعتباره فطرة إنسانية على حد تعبيره: قليل من يلتفت إليه، والواقع أن الدافع إلى إقبال الناس على الفنون وتعاطيها والاهتمام بها؛ كونها فطرة بشرية، لذلك يجد الإنسان في نفسه انجذاب إليها، والذهاب إليها، وهذا هو الأكثر في أحوال الناس، فـــــ «الناس من مختلف الأعراق والثقافات ومختلف الأعمار والطبقات، يتعاملون مع الفنون وينجذبون إليها بميول ورغبات جبلية راسخة فيهم، وهذا ما يفسر لنا وجود بعض الفنون لدى كافة الشعوب وفي مختلف العصور، كما يفسر لنا سرعة انتقال بعض الفنون من شعب لآخر، وسرعة تقبلها لدى غيرِ من ابتكرها»[57].

ومن تمت كان إقبال الناس على الغناء، والطرب، والتمثيل، وفنون اللهو والترفيه عند الريسوني في أصله ليس نُزوعا إلى الفسق، والانحلال، والمجون؛ كما يعتقد البعض، وإنما هو أولا نزوع فطري طبيعي سليم، وحاجة طبيعية[58]، ومما استشهد به على ذلك «حديث الأحباش الذين كانوا يلعبون في المسجد، ففي بعض ألفاظه، قالت عائشة رضي الله عنها: «وكان يوم عيد، يلعب السودان بالدَّرقِ[59] والحِراب، فإما سألت النبي وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفِدة، حتى إذا مللت قال: حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي»[60]، والفقهاء يقفون عند كلمة “دونكم” التي تستعمل للإغراء والحض، فقد كان النبي يحضهم، ولم يكتفي فقط بالإقرار والسكوت»[61]. ومجمل القول في هذا التكييف أن الريسوني انتهى إلى أن التعلُّق بالفنون ميلا فطريا وحاجة طبيعية، وما هو فطري في الإنسان لا يمكن نزعه أو منعه، لكن يمكنتوجيهه وتهذيبه وتوظيفه.

– التكييف السابع: الفنون باعتبارها أنواعا من التحسينيات : وقد كَيَّف الفنون من هذه الزاوية باعتبار العلماء قسموا المصالح إلى ضروريات، وحاجيات، وتحسينيات، فــــ «الإسلام في رعايته للمصالح، وفي إقراره لها، وفي إضفائه صفة المشروعية عليها لم يقتصر على ما هو ضروري للحياة، ولم يقتصر على ما فيه حاجة للناس، بل اعترفَ واعتبر واعتد بما كان دوره مقتصرا على التحسين والتجميل، فإذا وجدنا لبعض الفنون دورا تحسينيا، وتجميليا؛ فمن هذه الزاوية أيضا نقول: إنها معتبرة ومقبولة من حيث المبدأ»[62]، ودلَّلَ على ذلك بما يلفتنا إليه القرآن من مظاهر الجمال في الكون، باعتبار أن النظر إلى هذا الجمال في نظره أقل ما فيه أنه نوع من التحسينيات لهذه الحياة[63]. وفي موطن أخر وجدته يُكيِّف الفنون بقوله: «أنا أضعه – الفن – في موضعين من الشريعة: أولا: ضمن المقاصد، فهي من جملة المقاصد التحسينية، لأن المقاصد عندنا ضرورية أو حاجية أو تحسينية، وشيء منه يدخل في الحاجيات، ولكن في مجمله يدخل في التحسينيات»[64]. فالفنون بأنواعها وأشكالها عند الريسوني يتجاذبها مقصدان: الأول مقصد تحسيني، وهذا عام في كل الفنون، والثاني: مقصد حاجي، تدخل فيه الفنون في معظم الأحيان، وفي الوقت نفسه نجد الريسوني يُحذر من تداعيات هذه الفنون وأثارها الجانبية، والافتتان والانشغال بها، فـــ «لا يجوز بحال ولا بوجه أن تصبح هذه التحسينيات تملأ وتستهلك ما هو من حق الحاجيات والضروريات، سواء كان ذلك مالا أو جهدا أو وقتا أو فكرا أو تعليما»[65].

– التكييف الثامن : الفنون باعتبارها وسائل: إن أكثر الفنون اليوم انتشارا، ورواجا، وإلهاما للجماهير؛ هي التي تجمع بين الصوت والصورة، لاجتماع عناصر الإثارة، والمتعة، والحِبكة الفنية والجمالية فيها، ويدخل في هذه سائر المجالات الفنية: الزخارف المعمارية، والإنشاد، والغناء، والطرب، والرقص، والمسرح، والسينما، والفيلم، والتمثيل، والمسلسلات التلفزيونية بمختلف موضوعاتها ومجالاتها. ومن ثمت كانت الفنون وسائل عند أحمد الريسوني، والوسائل كما أقرها العلماء الأوائل تأخذ أحكام النتائج والغايات كلية أو بدرجة ما، والحكم على الوسائل يأخذ حكم ما تفضي إليه من مقاصد ونتائج.

فحكم الوسائل يتحدد مما تفضي إليه أو مما تقصد به، فإذا قصد بها شيء يؤخذ بعين الاعتبار ما قصد بها، سواء أفضت إليه أو لم تُفض إليه، ثم يؤخذ بعين الاعتبار ما أفضت إليه سواء قصد بها أو لم يقصد[66]. ولأن الخلاف السائد بين الفقهاء وعامة العلماء في مسألة الغناء والموسيقى مثلا على حد قول الريسوني لم ينشأ أساسا على نصوص اختلف في إثباتها وإبطالها أو تفسيرها وتفصيلها، ولكن الاختلاف كان في النظر إلى ما تقصد به، وتفضي إليه هذه الممارسات الموسيقية والطربية، أي بالنظر إلى النتائج والمقاصد، من ثم كانت «الفنون بهذا الاعتبار تأخذ حكمها بحسب ما تفضي إليه، وعلى هذا الأساس يمكن أن يكون تملُّكها واستعمالها من المندوبات، والمستحبات، ويمكن أن يكون من الواجبات الكفائية. ومعلوم أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد…والوسائل تَعظُم مكانتها وفضلها بقدر المصالح التي تفضي إليها»[67].

الترجيــح بين هذه التكييفات :

لا شك إذا أُطلقت الضروريات يُراد بها ما لا بد منه في إقامة الحياة، وبدونها يحصل الفساد والخراب، وتتوقف عجلة الحياة، وتتحرك عجلة الممات. أما الحاجيات فتُطلق على ما يؤدي إلى التوسعة ويرفع الضيق والحرج. والتحسينيات ما يُعطي حسنا وبهاء وجمالا وكمالا وبهجةً، سواء في الهيئات، أو العادات، أو العبادات، أو المعاملات. وتأسيسا على ما سبق ذكره فالذي تبين لي أن أحمد الريسوني رجح من هذه التكييفات: اعتبار الفن من المقاصد التحسينية، وقد يُصبح من الحاجيات في حال دون حال، ويتضح ذلك في كلام الريسوني السابق «أنا أضعه أي الفن في موضعين من الشريعة، أولا: ضمن المقاصد: فهي من جملة المقاصد التحسينية…وشيء منه يدخل في الحاجيات، ولكن في مجمله يدخل في التحسينيات»[68]، وما عزّز عندي ترجيحه لهذا القول ما ذكره عند حديثه عن الشروط التي قيد بها مشروعية الفنون، حيث قال تحت شرط: عدم الاخلال بالاتزان والتعقل: «فلا بد إذا من هذا الشرط، لأن الاتزان والتعقل من الأمور الضرورية والحاجية، ولا يمكن الإخلال بها لفائدة التحسينيات»[69]، فيفهم من قوله “لفائدة التحسينيات” يريد بها الفنون.

فهذا موقفه من الفنون، وهو موقف فقهي وافقه فيه كثير من العلماء المعاصرين – كما تقدم في التكييف الفقهي والمقاصدي لقضية الفن – رسمه بمنهجية فقهية ونظرة مقاصدية، تخلّلتها عُدّةٌ من الآليات، والقواعد العلمية؛ نذكر منها ما وفَّق الله استنباطه.

– خامسا : آليات التكييف الفقهي لمسألة الفنون عند أحمد الريسوني :

من خلال تتبع التكييفات السابقة، وما صاحبها من نظر واجتهاد بصُحبة الأدلة الشرعية، وطرق الاستنباط، ومجموعة من الآليات التي قوامها النظر المقاصدي والاجتهاد التنزيلي؛ يتضح أن أحمد الريسوني انتهى إلى هذه التكييفات باعتماد مجموعة من الآليات والقواعد الآتية :

  1. استقراء نصوص الشريعة كتابا وسنة: ويتضح ذلك في قوله «فإننا إذا ما تتبعنا النصوص نجدها تحرص على أن يكون الإنسان حتى لهوه ولعبه ومرحه أيضا يقصد ما هو مفيد وما هو نافع»[70]، وعند قوله: «الله عز وجل أخبرنا أن حب الشهوات مفطور عليه الإنسان، ومركوز في نفسه وفي غريزته: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)[71]»[72]، ثم مثَّلَ لذلك بشواهد كثيرة من الشهوات المشتهرة التي يُكثر الناس تعاطيها وقد تقدمت نماذج منها.
  2. الاستدلال بقاعدة تغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان والعادات والأحوال: فالخلاف في بعض أنواع الفنون: الصورة، والغناء، والموسيقى، والتمثيل، والرقص، والأنشودة، والنحت…حاصل قديما وحديثا، ولذلك لا بد عند استصحاب القول بالحِرمة في بعض هذه الفنون مراعاة متغيرات الواقع، وذلك مهم في حياة أصبحت كلها فنون إن صح القول، فالمكتبات، والمدارس، والجامعات، والأسواق، والمساجد، بل حتى في المآكل، والمشارب، والملابس، والمراكب، والمساكن، والمناكح…دخلها من التحسين والتزيين والفنون الشيء الكثير، وبالتالي فالحكم على هذه المسائل يقتضي تقليب النظر الفقهي من جديد، وإعادة ترتيب أدلتها، وتحقيق عِللها ومناطاتها، والنظر في ملابساتها وقرَائِنها، فالأحكام تتبدل بتبدل الزمان والمكان، و «ما هو مبثوث في الفقه الإسلامي من أحكام شرعية ليس كله مناسب لهذا الواقع، بل الأحكام تتغير بتغير النوازل، فلا بد من نظر اجتهادي مستمر»[73].
  3. مراعاة الواقع وأحواله وتطوراته (فقه الواقع): فالفقه المستقيم لا يكتمل، والاستنباط القويم؛ لا يكون مُحْكما إلا إذا جمع بين فقه الخطاب الشرعي، وفقه الواقع، وفقه تنزيل النص؛ على واقع المكلفين، وهذا يلاحظ في تكييفات أحمد الريسوني في مسألة الفنون، فقد كان دائما فقه الواقع نقطة انطلاقه، وما يُعلل ذلك ما ذكره من عدة إشكالات تعيش فيها الساحة الفنية اليوم، كتوظيف أنوثة المرأة وجمالها، واستغلال جسدها في الحقل الفني من مسرح، وتمثيل، وسينما…
  4. استصحاب فقه التنزيل: فبالموازنة مع النظر إلى النصوص، واستصحاب الأدلة، وطرق الاستنباط، والمسالك البيانية لخطاب الشارع؛ يكون النظر إلى الواقع، وكشف تفاصيله من شروط إنتاج الحكم. أما تنزيله وتطبيقه فله ضوابطٌ أخرى، وفقه آخر يُصطلح عليه في عرف الفقهاء بـ “فقه التنزيل”، وهذا الفقه يلاحظ في التكييفات المتقدمة، وفي اعتبار الفن وسيلة، يقول: «لابد من النظر إلى القصد، ولا بد من النظر إلى النتيجة النهائية ودرجتها في الفساد، والضرر، والصلاح، والنفع. ولا بد من النظر إلي النتائج الجانبية أيضا ودرجتها، وهذا عادة ما يهمل»[74].
  5. العمل بقاعدة فتح الذرائع: إن كلام العلماء عادة في الذائع كثيرا ما ينصرف إلى السد دون الفتح، وقل من يُلتفت إلى الفتح عند الضرورة، وهذا الأصل في نظري هو ما عبر عنه بـقوله «أن المطربين والمطربات، والممثلين والممثلات اليوم يتبعون الغاوون، بل هم الغاوون أنفسهم، وإنهم في كل وادِ يهيمون، وفي كل أرض يفسدون ويفسقون، ولكن يمكن دائما أن نجد استثناءات، وأن نوسع تلك الاستثناءات، ولا سيما ونحن في زمن نشتكي فيه ضعف وسائلنا أمام وسائل أعدائنا»[75]، وقوله في موطن آخر: «ولكننا نجد كثيرا من علمائنا ودعاتنا قديما وحديثا حين يتطرقون إلى هذا الموضوع، يختارون الهروب وإغلاق الأبواب، وتعليق لافتة التحريم…وربما يرى آخرون أنهم يأخذون بالأحوط، وبسد الذرائع، ويستبرؤون لدينهم»[76].

عودا على ما سبق نستنتج من خلال هذه المعالم التنزيلية، أو يمكن أن تكون معالم اعتمدها أحمد الريسوني في تنزيل هذه التكييفات الفقهية؛ أنها تتأسس في مجموعها على روح الشريعة، ومراعاة فقه الواقع والحال والمآل، وجلب أعظم المصالح وتكميلها، ودفع أكبر المفاسد وتقليلها.

– سادسا : الضوابط الشرعية لمسألة الفنون عند أحمد الريسوني :

بعد أن ذكر صاحب موضوعنا هذه التكييفات التي دوّن بعضها في سطور مكتوبة، وجاءت بعضها في محاضرات مرئية متأخرة، والنظر إلى جزئياتها وجميع زواياها، انتهى إلى مشروعية الفنون، لكنه قيدها بقيود وضوابط لا بد من مراعاتها حتى تبقى على الإباحة، وبيان ذلك في الآتي[77] :

1. عدم الإخلال بالفرائض والواجبات: فالإخلال بهذا الشرط يكون له تأثير في الأحكام التي كيَّف بها الفنون، والإفراط في أحد أنواع الفنون، والتمادي فيه حتى يُصبح مُخلا أو سببا في ضياع بعض الحقوق والواجبات، أو يصبح إهدارا للوقت ومضيعة للعمر، ففي هذه الحالة قد ينتقل حكم هذا الفن من الإباحة إلى الكراهة أو إلى التحريم، بحسب درجة الإفضاء وما يترتب عليها.

2. عدم الإفضاء إلى المفاسد والمحرمات: بمعنى أن الفنون باعتبارها لهوا إذا استلزمت الوقوع في المحرمات؛ فهذا لا شك في تحريمه عنده، ولا تكون حراما في أصلها بسبب امتزاجها بالمحرمات في معظم الحالات، والقاعدة التي استدل بها هنا قول الفقهاء “الحرام لا يحرِّم الحلال” أو “الحلال لا يُحرم بملاقاة الحرام”.

3. عدم الإخلال بالاتزان والتعقُّل: وإلى ذلك أيضا أشار الفقهاء في تعليلهم لتحريم الغناء وما يرافقه من اختلال توازن وتعقل المغني أو المتلقي، فيدخل في نوع من الصبيانية، والطيش والرُّعونة. لذلك لا بد من حضور هذا الشرط، لأن الاتزان والتعقُّل من الأمور الضرورية والحاجية.

4. عدم التَّفتير والتخدير: وقد نهى النبي عن كل مفتِّر، واحتج لهذا الشرط بما احتج به الفقهاء المحرمون للغناء من أنها تدعوا إلى البطالة، أي إلى الفتور، والخمول، والنوم، والراحة، والاستكانة؛ إلى الملذات، وقد أقر الريسوني بأن هذه المفاسد تنشأ عن بعض الفنون.

5 . عدم الإفراط: ودليله في ذلك قول الإمام الغزالي: «فإن المواظبة على اللهو جناية»، وقوله: «فما كلُّ حسنٍ يحسنُ كثيره، ولا كل مباح يباح كثيره»[78].

الخاتمة :

في نهاية هذا البحث، وبعد هذا الجولة العلمية في النظرة المقاصدية إلى الفنون كما يراها المعاصرون عموما، وعلَم عِلم المقاصد بالمغرب أحمد الريسوني خصوصا؛ يحسُن بي في هذا المقام أن أشير إلى أهم ما توصلتُ إليه من نتائج وتوصيات خلال هذا البحث :

  1. الفن مصطلح متفلّت لا يستقر على معنى معين، لذلك لم يحدد في اللغة والاصطلاح تحديدا دقيقا عند العلماء، لأنه مصطلح ابن بيئته إن صح القول، يتكيف ويُنتج ويتجدد بحسب الموقع والموضع، مما يُكسبه قابلية التطور والتأثر.
  2. ليس ثمة عداء بين الدين والفن كما قد يُتوهم، إذا كان الفن من خلال التصور الإسلامي يخدم الإسلام والرسالة المحمدية، لأن الفن المتسق مع الإسلام هو الذي يُحقق مقاصده في أمته وفي الإنسانية، ومن تمت لا تعارض بين الدين والفن في ظل المفاهيم الإسلامية.
  3. للفن وظائف كثيرة منها: الاقتصادية، والبيولوجية، والاجتماعية، والسياسية، وعلى كثرتها فوظيفته في القرون الماضية ليست هي وظيفته في العصور الحالية، ووظيفته في المجتمع الإسلامي ليست – أو قد لا تكون – هي وظيفته في المجتمع الغربي.
  4. الفن يمكن أن يحقق مجموعة من المقاصد الكثيرة، والأهداف المتنوعة، فيمكن توظيفه لخدمة المقاصد التعبدية، والفكرية، والسياسية، والذوقية، والتعليمية، والخلقية، وغيرها.
  5. اختلفت مواقف العلماء المعاصرين في حكم الفن، فمنهم من جعل حكمه حكم الوسائل، وقوم اعتبره من الضروريات، وآخرون من الحاجيات، وأكثرهم على أنه من التحسينيات، وبعضهم جعله تحت الأحكام التكليفية الخمسة. والذي ترجح عندي في حكم الفن تصنيفه عموما ضمن التحسينيات، لكنه يتحرك بحسب الأحوال والحاجة إليه، فقد يكون من الحاجيات، وقد يكون من الضروريات، وكل حالة تُقدر بقدرها.
  6. تعددت التكييفات الفقهية التي يمكن أن يندرج تحتها الفن عند أحمد الريسوني، والذي رجحه اعتبار الفن من المقاصد التحسينية، وشيء منه يدخل في الحاجيات، ولكن في مجمله يدخل في التحسينيات.
  7. حاجة القطاع الفني في الوقت الحالي إلى خِطط منهجية وأفكار جديدة لإنتاج فنون بديلة تجمع بين الترفيه والتسلية، وتخلق الوعي الفكري، وتُرسخ معالم الشخصية الإسلامية، وتتواءم مع الرسالة الإسلامية والحضارية.
  8. حاجة الأمة الإسلامية اليوم إلى نقاد فنيين، مزودين بثقافة فنية، وكفاءة شرعية؛ لتصويب الأنشطة الفنية، والرّفع من مستواها الفني والجمالي، بمتابعتها، وتفسيرها، وتحليلها، وتهذيبها، وتنقيتها مما يخدش بالذات الإبداعية، والذائقة الإنسانية.

قائمة المراجع:

إحياء علوم الدين، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، ن: دار المعرفة – بيروت، د ط : 2/283

الأمة هي الأصل ص80 بتصرف – محاضرة مرئية: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص7

الأمة هي الأصل: مقاربة تأصيلية لقضايا الديموقراطية، حرية التعبير، الفن، أحمد الريسوني، منشورات: الشبكة العربية للأبحاث والنشر بيروت، لبنان، ط الأولى 2012م : ص9

التكييف: “تحرير تلك المسألة، وبيان مدى انتمائها إلى أصل فقهي معتبر”. معجم لغة الفقهاء: عربي – إنجليزي – فرنسي، محمد رواس قلعة جي، د النفائس، بيروت، لبنان، ط الأولى 1416هـ/ 1996م : ص123

التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه، بكر بن عبد الله أبو زيد، ط الأولى 1411هـ، دار الراية – الرياض : ص18

الدَّرق: جمع دُرقة وهي: الترس من الجلود ليس فيه خشب ولا عقب. لسان العرب : 10/95

الفنون والمقاصد: الفنون الخادمة للمقاصد والمقاصد الخادمة للفنون، نور الدين الخادمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط الأولى 1438هـ/2016م: ص 99

المعجم المفصل في الآداب، محمد التونجي، دار الكتب العلمية – بيروت، ط الثالثة 1419هـ – 1999م : ص691

المعجم الوسيط، منشورات مجمع اللغة العربية – مصر، مكتبة الشرق الدولية، ط الرابعة 1425هـ – 2004م، مادة فنن : ص703

إيقاف النبيل على حرمة المثيل، أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، ط الثالثة، مكتبة القاهرة 1425هـ/2004م : ص8

برنامج تلفزيوني بعنوان: علماء مبدعون: “حديث الذكريات”: مع أحمد الريسوني، أجري بتاريخ 20/12/2001م، إعداد وتقديم جاسم المطوع، رابط الحلقة : https://www.youtube.com/watch?v=MSSPlF_IVIY

جميل الحمداوي: أديب، وباحث، ومؤرخ مغربي، وأستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالناظور، له إسهامات نظرية في التربية وفن القصة القصيرة والمسرح ومناهج النقد الأدبي. المصدر: حوارات هاتفية مع جميل حمداوي، أجريتها معه يومي 26-29/04/2018م.

حسن: أخرجه أبو عيسى الترمذي في الجامع الكبير المعرف بــ “سنن الترمذي”، تح: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، س النشر: 1998م، د ط، باب: ما جاء في الرمي في سبيل الله، رقم الحديث 1637: 3/226. وقال الألباني في تخريجه لأحاديث سنن الترمذي: «صحيح إلا قوله: «فإنهن من الحق»»، تح: مشهور حسن آل سلمان، مكتبة المعارف- الرياض، ط الأولى، د س ط : ص385

حول الدين والدولة، نجيب الكيلاني، دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، ط الأولى 1437هـ/2015م : ص56 بتصرف

حول المسرح الإسلامي، شوقي خميس: ص50 نقلا من النظرية المسرحية الإسلامية عند عماد الدين خليل، جميل حمداوي، منشورات الألوكة، د دار النشر، د ط، ص – ص 17- 18

لسان العرب، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري، دار صادر – بيروت، لبنان، د ط، د تح، مادة فنن : ج/ص326 – ينظر: القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تح: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة – بيروت، لبنان، إشراف محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرسالة، ط الثامنة 1426هـ – 2005م، فصل الفاء : ص1222

محاضرة “قضايا الفنون وإشكالات” ألقاها سنة 2013م، وقد جاءت متأخرة عما في كتابه المذكور الذي طبعته الأولى س 2012م

محاضرة مرئية “قضايا الفنون وإشكالات”، أحمد الريسوني، نظمتها جمعية مغرب الفن سنة 2013م، الرابط:

محاضرة مفرغة: الفنون بين التكييف والتوظيف، أحمد الريسوني، ص12 (ألقاها في الملتقى الوطني الثالث للمهتمين بالعمل الفني تحت شعار: “الفن في خدمة الرسالية”، نظمتها جمعية مغرب الفن يوم الأحد 29 أكتوبر 2017م بالرباط، وتسلَّمتها من عبد الرحيم مفكير: باحث مغربي في المجال الفني المسرحي والتمثيلي: تأليفا وتدريبا، له كتاب “مبادئ فن التمثيل والإخراج: تداريب وتمارين”)

مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مكتبة لبنان، بيروت، ت ط 1986م، د تح، مادة فنن: ص215

مشكلة الفن، زكرياء إبراهيم مكتبة مصر- الفجالة، د ط، د ن : ص8

مداخلة عصام البشير “حقيقة الجمال والفن وعلاقتهما بالدين الإسلامي”. وكتاب الفنون والمقاصد : ص43.

جلسة حوارية مع المفكر المقرئ أبو زيد الإدريسي، أجريتها معه يوم 14 رجب 1439م الموافق ل 31 مارس 2018م بقر حزب حركة التوحيد والإصلاح بالجديدة – المغرب

نماذج من ذلك في: صناعة الترفيه، محمد صالح المنجد، ن: مجموعة زاد – السعودية، ط الأولى 1430هـ / 2009م : ص19

الفنون وتطور الثقافة الإنسانية، عبد الحميد شاكر ، دار بيروت – القاهرة، ط الأولى 2015م: ص24

الإسلام والفنون، يوسف القرضاوي، د دار النشر، د ط، كتبه يوم 1416هـ/1995م: ص3 – حول الدين والدولة: ص55 – في النقد الإسلامي

عماد الدين خليل، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، د ط، ص177 – الفنون والمقاصد: ص56

أليات تنزيل بعض القضايا المعاصرة عند أحمد الريسوني”( رسالة ماستر)، نبيل فكري، نُوقشت سنة 2016/2017م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، ص77

الإسلامية والمذاهب الأدبية، نجيب الكيلاني، مؤسسة الرسالة – بيروت ، طُبع س 1407هـ/1987م : ص – ص 16- 17 بتصرف شديد

الفنون والمقاصد: الفنون الخادمة للمقاصد والمقاصد الخادمة للفنون، نور الدين الخادمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط الأولى 1438هـ/2016م: ص43

الفنون وتطور الثقافة الإنسانية : ص48 بتصرف

محاضرة مرئية له بعنوان: قضايا الفن وإشكالاته”. رابط المحاضرة: https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

محاضرة مرئية له بعنوان: قضايا الفن وإشكالاته، رابط المحاضرة: https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

https://www.youtube.com/watch?v=g-i1lQVZmNU

https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

Margins:

  1. مختار الصحاح، محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مكتبة لبنان، بيروت، ت ط 1986م، د تح، مادة فنن: ص215
  2. لسان العرب، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري، دار صادر – بيروت، لبنان، د ط، د تح، مادة فنن : ج/ص326 – ينظر: القاموس المحيط، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، تح: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة – بيروت، لبنان، إشراف محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرسالة، ط الثامنة 1426هـ – 2005م، فصل الفاء : ص1222
  3. المعجم المفصل في الآداب، محمد التونجي، دار الكتب العلمية – بيروت، ط الثالثة 1419هـ – 1999م : ص691
  4. المعجم الوسيط، منشورات مجمع اللغة العربية – مصر، مكتبة الشرق الدولية، ط الرابعة 1425هـ – 2004م، مادة فنن : ص703
  5. ينظر هذه الأقسام في: الفنون وتطور الثقافة الإنسانية، عبد الحميد شاكر ، دار بيروت – القاهرة، ط الأولى 2015م: ص24
  6. مشكلة الفن، زكرياء إبراهيم مكتبة مصر- الفجالة، د ط، د ن : ص8
  7. ينظر: محاضرة مرئية له بعنوان: قضايا الفن وإشكالاته”. رابط المحاضرة: https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw
  8. ينظر: الفنون وتطور الثقافة الإنسانية : ص48 بتصرف
  9. مقتبس من: جلسة حوارية مع المفكر المقرئ أبو زيد الإدريسي، أجريتها معه يوم 14 رجب 1439م الموافق ل 31 مارس 2018م بقر حزب حركة التوحيد والإصلاح بالجديدة – المغرب
  10. التمثيل: حقيقته، تاريخه، حكمه، بكر بن عبد الله أبو زيد، ط الأولى 1411هـ، دار الراية – الرياض : ص18

    – إيقاف النبيل على حرمة المثيل، أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري، ط الثالثة، مكتبة القاهرة 1425هـ/2004م : ص8

  11. حكم ممارسة الفن في الشريعة الإسلامية، دراسة فقهية مقارنة، صالح بن أحمد الغزالي، د دار النشر، د ط، رسالة الماجستير: ص38
  12. ينظر نماذج من ذلك في: صناعة الترفيه، محمد صالح المنجد، ن: مجموعة زاد – السعودية، ط الأولى 1430هـ / 2009م : ص19
  13. ليس المقصود بالفنون الدينية هنا تلك التي تعكس صورة الدين، وإنما هي: «تلك التي يرضى عنها دين الإسلام». الإسلام والفنون الجميلة: الرسم، النحت، التصوير، الموسيقى، الغناء، محمد عمارة، د دار النشر، ط الأولى 1411هـ/1991م : ص11
  14. ينظر: الإسلامية والمذاهب الأدبية، نجيب الكيلاني، مؤسسة الرسالة – بيروت ، طُبع س 1407هـ/1987م : ص – ص 16- 17 بتصرف شديد
  15. ينظر: الإسلامية والمذاهب الأدبية : ص – ص 18 – 19
  16. ينظر: الإسلامية والمذاهب الأدبية : ص14

    – حول الدين والدولة، نجيب الكيلاني، دار الصحوة للنشر والتوزيع، القاهرة، ط الأولى 1437هـ/2015م : ص56 بتصرف

  17. ينظر: الفنون والمقاصد: الفنون الخادمة للمقاصد والمقاصد الخادمة للفنون، نور الدين الخادمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط الأولى 1438هـ/2016م: ص43
  18. سورة لقمان، آية 5
  19. مقتبس بتصرف من: مداخلة عصام البشير “حقيقة الجمال والفن وعلاقتهما بالدين الإسلامي”. وكتاب الفنون والمقاصد : ص43.
  20. التكييف: “تحرير تلك المسألة، وبيان مدى انتمائها إلى أصل فقهي معتبر”. معجم لغة الفقهاء: عربي – إنجليزي – فرنسي، محمد رواس قلعة جي، د النفائس، بيروت، لبنان، ط الأولى 1416هـ/ 1996م : ص123
  21. الفنون والمقاصد: الفنون الخادمة للمقاصد والمقاصد الخادمة للفنون، نور الدين الخادمي، مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، ط الأولى 1438هـ/2016م: ص 99
  22. ينظر: الإسلام والفنون، يوسف القرضاوي، د دار النشر، د ط، كتبه يوم 1416هـ/1995م: ص3 – حول الدين والدولة: ص55 – في النقد الإسلامي المعاصر، عماد الدين خليل، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، د ط، ص177 – الفنون والمقاصد: ص56
  23. حول المسرح الإسلامي، شوقي خميس: ص50 نقلا من النظرية المسرحية الإسلامية عند عماد الدين خليل، جميل حمداوي، منشورات الألوكة، د دار النشر، د ط، ص – ص 17- 18
  24. جميل الحمداوي: أديب، وباحث، ومؤرخ مغربي، وأستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالناظور، له إسهامات نظرية في التربية وفن القصة القصيرة والمسرح ومناهج النقد الأدبي. المصدر: حوارات هاتفية مع جميل حمداوي، أجريتها معه يومي 26-29/04/2018م.
  25. قال: «الفن باعتباره تجليات إبداعية عن مشاعر إنسانية ما كان منه موافقا للفطرة غير مناف للشرع الذي فيه نهي فهو على أصل الإباحة، بل هو على أصل الشرع». مقتبس من برنامج: مفاهيم الجزء 3، الحلقة4: الفن 1، تقديم: عادل باناعمة، مع: محمد الحسن الددو ، رابط الحلقة : https://www.youtube.com/watch?v=FqsQNVGP5bw
  26. الفنون والمقاصد : ص – ص 59 – 58 بتصرف
  27. الفنون والمقاصد : ص – ص 59 – 58 بتصرف
  28. المصدر نفسه : ص58
  29. سورة الأعراف، آية 30
  30. صحيح: أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب: هجاء المشركين، رقم 6153 : 8/36

    – ومسلم في صحيحه، كتاب: فضائل الصحابة، باب: فضائل حسان بن ثابت رقم 153 : 4/1933

  31. برنامج تلفزيوني بعنوان: علماء مبدعون: “حديث الذكريات”: مع أحمد الريسوني، أجري بتاريخ 20/12/2001م، إعداد وتقديم جاسم المطوع، رابط الحلقة : https://www.youtube.com/watch?v=MSSPlF_IVIY

    وله ترجمة موسعة في موقعه الرسمي : http://www.widesoft.ma/raissouni/def.asp?codelangue=6&info=347

  32. الأمة هي الأصل: مقاربة تأصيلية لقضايا الديموقراطية، حرية التعبير، الفن، أحمد الريسوني، منشورات: الشبكة العربية للأبحاث والنشر بيروت، لبنان، ط الأولى 2012م : ص9
  33. الأمة هي الأصل : ص – ص 75 – 76
  34. المصدر نفسه : ص – ص 75 – 76
  35. محاضرة مرئية “قضايا الفنون وإشكالات”، أحمد الريسوني، نظمتها جمعية مغرب الفن سنة 2013م، الرابط:

    https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

  36. محاضرة مفرغة: الفنون بين التكييف والتوظيف، أحمد الريسوني، ص12 (ألقاها في الملتقى الوطني الثالث للمهتمين بالعمل الفني تحت شعار: “الفن في خدمة الرسالية”، نظمتها جمعية مغرب الفن يوم الأحد 29 أكتوبر 2017م بالرباط، وتسلَّمتها من عبد الرحيم مفكير: باحث مغربي في المجال الفني المسرحي والتمثيلي: تأليفا وتدريبا، له كتاب “مبادئ فن التمثيل والإخراج: تداريب وتمارين”)
  37. ينظر: محاضرة مرئية له بعنوان: قضايا الفن وإشكالاته، رابط المحاضرة: https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

    وأخرى بعنوان “المسألة الفنية في النظر المقاصدي من خلال مدخل التكييف والتوظيف”، في ندوة “الفنون في ضوء مقاصد الشريعة” نظمتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بتركيا سنة 2016م : رابط المحاضرة:

    https://www.youtube.com/watch?v=g-i1lQVZmNU

    – الفنون بين التكييف والتوظيف : ص- ص – ص 9- 12- 14

  38. ينظر: الأمة هي الأصل : ص77
  39. ينظر: الأمة هي الأصل: ص78
  40. المصدر نفسه: ص78
  41. حسن: أخرجه أبو عيسى الترمذي في الجامع الكبير المعرف بــ “سنن الترمذي”، تح: بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، س النشر: 1998م، د ط، باب: ما جاء في الرمي في سبيل الله، رقم الحديث 1637: 3/226. وقال الألباني في تخريجه لأحاديث سنن الترمذي: «صحيح إلا قوله: «فإنهن من الحق»»، تح: مشهور حسن آل سلمان، مكتبة المعارف- الرياض، ط الأولى، د س ط : ص385
  42. صحيح: رواه مسلم في كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، رقم الحديث 892: 2/609
  43. صحيح: رواه مسلم في كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، رقم الحديث 893: 2/610
  44. الأمة هي الأصل : ص81
  45. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص1
  46. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف: ص3
  47. المصدر نفسه : ص14
  48. المصدر نفسه : ص4
  49. سورة آل عمران، آية 14
  50. الأمة هي الأصل : ص – ص 83 – 84
  51. المصدر نفسه : ص 83
  52. سورة النمل، آية 45
  53. سورة سبأ، آية 13
  54. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص5
  55. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص6
  56. المصدر نفسه : ص6
  57. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص – ص 6 – 7
  58. المصدر نفسه : ص 13
  59. الدَّرق: جمع دُرقة وهي: الترس من الجلود ليس فيه خشب ولا عقب. لسان العرب : 10/95
  60. صحيح : رواه البخاري في صحيحه، تح: محمد زهير بن ناصر الناصر، شرح وتعليق مصطفى ديب البغا، دار طوق النجاة، ط الأولى 1422هـ، كتاب العيدين، باب الحراب والدرق يوم العيد، رقم 950 : 2/16

    – ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه، رقم الحديث 892 : 2/609

  61. الأمة هي الأصل ص80 بتصرف – محاضرة مرئية: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص7
  62. الأمة هي الأصل : ص85
  63. المصدر نفسه.
  64. محاضرة “قضايا الفنون وإشكالات” ألقاها سنة 2013م، وقد جاءت متأخرة عما في كتابه المذكور الذي طبعته الأولى س 2012م
  65. الأمة هي الأصل : ص87
  66. ينظر: الأمة هي الأصل : ص88
  67. المصدر نفسه : ص91
  68. مقتبس من محاضرة مرئية بعنوان: “قضايا الفنون وإشكالاته”، أحمد الريسوني، رابط المحاضرة:

    https://www.youtube.com/watch?v=oJQS6_TXtrw

  69. ينظر: الأمة هي الأصل : ص 93
  70. ينظر: الأمة هي الأصل : ص 93
  71. سورة آل عمران، آية 14
  72. ينظر: الأمة هي الأصل : ص 81
  73. ينظر: “أليات تنزيل بعض القضايا المعاصرة عند أحمد الريسوني”( رسالة ماستر)، نبيل فكري، نُوقشت سنة 2016/2017م بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، ص77
  74. الأمة هي الأصل : ص91
  75. المصدر نفسه : ص91
  76. ينظر: الفنون بين التكييف والتوظيف : ص – ص 12 – 13
  77. ينظر هذه الضوابط بتوسع في: الأمة هي الأصل: ص – ص 92 – 93 بتصرف
  78. إحياء علوم الدين، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي، ن: دار المعرفة – بيروت، د ط : 2/283