تنافر كلمات الجملة في اللغة العربية (ماهيتها واسبابها وطرق معالجتها)
د. الأمين الطيب الطاهر1
1 أستاذ مشارك، قسم اللغة العربية، جامعة وادي النيل، السودان.
HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/26
تاريخ النشر: 01/08/2024م تاريخ القبول: 15/07/2024م
المستخلص
تحدثت هذه الدراسة عن عيب تنافر الحروف, وهو من أهم عيوب فصاحة الكلمة، وعرفته الدراسة: بأنه “وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع, وصعوبة أدائها باللسان لتأثرها بكثرة الحروف, أو تقارب المخارج, أو تباعد الصفات, مع مراعاة ثقلها في التركيب, وتحكيم الذوق فيه.” وقد شرحت الدراسة هذا التعريف مبيِّنة الثقل على السمع والصعوبة على اللسان, محددة الأسباب التي تؤدي إلي ذلك وفي مقدمتها كثرة الحروف, وتقارب المخارج, وتباعد الصفات, مع الشرح والتمثيل لكل واحد, وفصَّلت الدراسة في مراعاة ثقل الكلمة في التركيب وأنَّ الكلمة بنت بيئتها تتأثر بالأصوات التي حولها.
وأوضحت الدراسة أن العمدة والفيصل في معرفة وثقل وتنافر الحروف يرجع للذوق, فيما يراه الذوق ثقيلاً يُعد ثقيلاً حتي إن لم يظهر فيه عيب من عيوب فصاحة الكلمة, وما يراه الذوق فصيحاً فهو فصيح, وقد توصلت الدراسة لعدد من التوصيات منها:
1/ قيام دراسة مفصلة لعيوب فصاحة الكلمة.
2/ دراسة العلاقة بين عيوب فصاحة الكلمة والكلام.
Dissonance of Sentence Words in the Arabic Language (What it is, its causes and ways to treat it)
HNSJ, 2024, 5(8); https://doi.org/10.53796/hnsj58/26
Published at 01/08/2024 Accepted at 15/07/2024
Abstract
This study studies the disparity of letters which is one of the most important hinders of the clear and plain expression of the language.
It is defined as repulsive to the hearing because of the different letters when they are uttered near the same manner or point of speech and different quantities bearing in the mind the complication in the structure, besides the different fashion of speech.
The study explains this definition, referring to the causes of these difficulties in communication it can be said that the utterance is influence with the cultural and natural .
The utterance is affected by the different sounds in the same environment.
The study considers that the main source of disparity of letters refers to the tastes and fashion.
What considered in fashionable by the taste is not well received even if it is free of letters disparity.
Clarity is fashionable.
The study recommended the following:
- A detailed study should be made to the disparity of the utterance.
The relation between disparity of the word and the expression.
مشكلة الدراسة:
تم تحديد مشكلة الدراسة من خلال تدريس الفصاحة في الجامعة ضمن مقرر مدخل علم البلاغة المستوي الأول, ولاحظتُ هناك خلط لدى الطلاب بين عيوب فصاحة الكلمة بـ “تنافر الحروف” وعيوب فصاحة الكلام بـ “تنافر الكلمات.” فكان لا بد من دراسة توضَّح الحدود والفوارق بينهما.
تساؤلات الدراسة:
- ما هو عيب تنافر الحروف؟
- ما هي أسباب تنافر الحروف؟
- بماذا يعرف الثقل والتنافر؟
- ما هو الذوق؟
أهداف الدراسة:
- التعرف على تنافر الحروف.
- معرفة أسباب التنافر.
- معرفة تأثير الكلمة الصوتية على ثقلها.
- معرفة الذوق وتحكيمه في معرفة التنافر.
أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة في أنها تتناول موضوعاً هاماً في الفصاحة – التي هي مرتكز البلاغة – وهو تنافر الحروف – العيب الأول من عيوب فصاحة الكلمة بتعريفه وأسباب حدوثه وكيفية معرفته, مما يسهل التمييز بين تنافر الحروف وتنافر الكلمات.
منهج الدراسة:
تتبع هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي.
الدراسات السابقة:
1/ تنافر الحروف: الشيخ/ حسين فؤاد المرزوقي – تاريخ النشر: 30/4/2006م مجلة: رسالة القلم – إسلامية – ثقافية – شاملة.
- ذكر في دراسته فصاحة الكلمة والكلام والمتكلم.
- تحدث عن تنافر الحروف, وتوصل إلي أنَّ الذوق الرفيع هو الحكم على التنافر.
2/ جماليات التلاؤم والتنافر بين البلاغيين واللغويين “مقارنة تحليلية” بقلم: أسامة عبد العزيز جاب الله – 26/4/2008م, قسم التنافر إلي:
- التنافر في اللفظ المفرد.
- التنافر في الكلام المؤلف.
ثم وضع تحت كل قسم منها إلي أقسام أخرى.
3/ المعجم العربي: دراسة لتنافر الحروف في جذور العربية, دمشق – بيروت – دار المقتبس – 29/3/2019م.
وتطرقت الدراسة إلي نسيج الكلمة العربية وما يتعلق به من اختلاف الحروف واختلافها, ومراتبها في الاستعمال, وجمع المؤلف في كتابه عدد من حالات التنافر, وذكر أن قرب المخارج هو سبب التنافر.
أهم النتائج:
1/إنَ تنافر الحروف من أهم عيوب فصاحة الكلمة.
2/إنَ قرب مخارج هو أكثر أسباب ثقلها وتنافرها.
3/ إنَ العمدة في معرفة التنافر هو الذوق.
أهم التوصيات:
1/ قيام دراسة مفصلة لعيوب فصاحة الكلمة.
2/ الإستشهاد وإيراد الأمثلة للفصاحة وعيوبها من الشعر في كل عصوره.
3/ دراسة العلاقة بين فصاحة الكلمة والكلام.
4/ دمج العيوب المتشابهة للفصاحة لتقليل كثرة التقسيم.
تنافر الحروف:
تعريفه:
التنافر لغة يعني التَفَرُّق والتباعد, جاء في لسان العرب: نَفَر: النَفْر: التَفرُّق, نفرت الدابةُ تَنْفُرُ نِفاراً ونُفوراً, ودابةُ نافِرُ ونُفورٌ.”([1]), قال تعالي “وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا “([2]) , أي تباعد عن الحق, وقوله تعالي: “وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا “([3]) أي: نافرين, هاربين مبتعدين.
الحروف لغة: جمع حرف والحرف يعني الطرف والجانب والناحية والحد يقول الخليل بن أحمد: “حرف: الحرف من حروف الهجاء … وحرف السفينة جانبي شقها …”([4]), ويقول ابن سنان: “سُميت الحروف حروفاً لأنَّ الحرف حد مقطع الصوت, وقد قِيل إنَّها سُمِّيت بذلك لأنَّها جهات الكلام ونواحيه كحروف الشيء وجهاته.”([5]) ويقول على عبد الواحد في تعريفه الحرف هو: “ما يرمزُ إلي الصوت في الكتابة”([6]).
تنافر الحروف إصطلاحاً:
ظهر مصطلح “تنافر الحروف” كعيب من عيوب فصاحة الكلمة في القرن السابع الهجري, وإن كان مضمونه أو ما يدل عليه تحدث عنه العلماء منذ القرن الثالث الهجري, حيث نجده في كتاب “البيان والتبيين” للجاحظ, موزعاً في ثنايا حديثه عن “تحقيق القول في البلاغة والفصاحة” وذكره كذلك بعض العلماء اللاحقين, في القرن السابع الهجري تناوله بالتفصيل جلال الدين القزويني المعروف بالخطيب القزويني وعرفه اصطلاحاً بقوله:
تنافر الحروف هو: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر في النطق بها, والحكم في التنافر هو الذوق.([7])
وعرَّفه جلال الدين السيوطي بقوله” “التنافر عند أهل المعاني يُطلق على وصف في الكلمة يُوجب ثِقلها علي السمع وصُعوبة أدائها باللسان بسبب كون حروف الكلمة متقاربة المخارج.”([8])
وعرَّفه الهاشمي بقوله: “وصف في الكلمة يُوجب ثِقلها على السمع وصُعوبة أدائها باللسان بسبب كون حروف الكلمة متقاربة المخارج.”([9])
وعرَّفه صاحب بغية الإيضاح بقوله: “فالتنافر منه ما تكون الكلمة بسببه متناهية في الثِقل على اللسان وعُسر في النطق بها.”([10])
ومن دراسة موسَّعة للفصاحة وفصاحة الكلمة, وعيوبها ودراسة متأنية لعيب “تنافر الحروف” سواء ذكر بإسمه في المراجع الحديثة, أو ورد مضمونه تحت أي مُسمي آخر في المصادر القديمة يمكن أن نعرفه بقولنا:
تنافر الحروف هو:
وصف في الكلمة يُوجِب ثِقلها على السمع وصعوبة في أدائها باللسان لتأثرها بكثرة الحروف, وتقار المخارج, وتباعد الصفات, مع مراعاة ثِقلها في التركيب وتحكيم الذوق فيه.
قول التعريف: “وهو وصف في الكلمة” أي أنَّ تنافر الحروف أمر ثابت في الكلمة لا يزول فهو ليست كالحال, لأنَّ الحال أمر عارض يتغير, والوصف ثابت كالطول والقِصر في الإنسان ومن تنافر الحروف في الكلمة مثل كلمة بعاعه من قول أمرئ القيس:
وألْقَي بِصَحراء الغَبيط بعَاعَهُ تزُولَ اليماني ذي العِباب الْمعْملِ([11])
البعاع: الثِقل, الغبيط: إسم موضوع, والعياب جمع العيبة فيها متاع التاجر, أي زهر الأرض الذي أخرجه هذا المطر, فجعل نزول الغيث كنزوله.”([12])
ألقي إليه بعاعه أي ثِقله, قال الشاعر:([13])
فلما رأيتُ الموت ألقي بَعاعَهُ علىَّ تعمدت أمرؤاً كان معلما([14])
وتقدير البيت: “وألقي ثقله بصحراء الغبيط فنزل به نزولاً من نزول التاجر اليماني صاحب العياب من الثياب.”([15])
وكلمة “بعاعه” متنافرة “تنافر شديد الثقل” لتأثرها بقرب مخارج الحروف, فحرف الباء مخرجه بين الشفتين, وبقية الحروف: العين والألف والعين والهاء: كلها متقاربة المخارج فهي حلقية “أقصي الحلق ووسطه”, وهذا وصفها الثابت لها وسبب التنافر قرب المخارج, ومعرفة التنافر فيها بالذوق.
قول التعريف: “يُوجِب ثِقلها على السمع”, الثِقل لغةً: “هو نقيض الخفة وقد ثَقُل ثِقالاً وثقاله فهو ثقيل والجمع ثِقال.”([16]) , وقد يُوصف بالثقل الكلمة والكلام, يقول الثعالبي: “أشكو إلي الله حاجتي, في مجالسة فلان وهو أثقل من ثِقل الصخر وجفاء الدهر, ومن صوم السفر والأربعاء في صفر, ومن حديث معاد, وعقوق الأولاد, بل أثقل نعي الولد العزيز في العيد…”([17])
فعند سماعك للكلمة حتي إن كنت لا تعرف مخارج الحروف ولا صفاتها بالذوق تعرف إذا كانت ثقيلة فليس سماعك لكلمة “حسيسها” من قوله تعالي ” لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ”([18]), مثل سماعك لكلمة “جعجعة” من القول: “أسمع جعجعة ولا نري طحيناً” فبين الكلمتين فرق كبير ففي جعجعة ثِقل واضح, غير موجود في “حسيسها” رغم دلالة الكلمتين على الأصوات.
وكذلك الثِقل في كلمة صهصلق وتعني الصلابة والشدة والصخابة في الصوت قال العتابي:
فالرعد صَهْصِلقٌ والريح منخرف والبرق مؤتلق والماء منبثقٌ([19])
أي شديد الصوت صاخبه.
ومن الثِقل الواضح على السمع كلمة “المتعكثل” من قول أمرئ القيس:
وفرعٍ يَزِينُ المتن أسْوَد فاحم أثيث كَقِنوِّ النخلة المتعثكل([20])
العثكول والعثكال قد يكونان بمنعي القنو وقد يكونان بمعني قطعة من القنو, والنخلة المتعثكلة, التي خرجت عثاكيلها أي قنْواتها.”([21])
ولا يخفي ما في هذه الكلمات من ثِقلٍ على السمع ويكاد أن تشترك كل الأسماع في هذا الثِقل, وإن إختلفت فالإختلاف في درجته.
قول التعريف:” وصعوبة أدائها باللسان” ذلك أنَّ اللسان يجد صعوبة في نطق الكلمة فإذا كانت مخارجها بعيدة من بعضها يجد اللسان مشقة في الانتقال السريع بين مخرجين متباعدين مما يكون حالة مثل الطفر, أو أن تكون الحروف متقاربة المخارج, فيكون في انتقاله من حرف إلي حرف قريب منه مثل مشي المقيد, جاء في كتاب سر الفصاحة: “إن التنافر أن تتقارب الحروف في المخارج أو تتباعد بعداً شديداً, وحكى ذلك عن الخليل بن أحمد, ويُقال إنه إذا بعُد البعد الشديد كان بمنولة الطفر, وإذا قرُب القُرب الشديد كان بمنزلة مشى المُقيَّد لأنه بمنزلة رفع اللسان ورده إلي مكانه, وكلاهما صعب على اللسان والسهولة من ذلك في الإعتدال.”([22]), وصعوبة النطق من تقارب المخارج ممثل كلمة “المُعْخع” مثل قول إعرابي في ناقته: “تركتها ترعي المُعْخع”([23])
واضح الثِقل في الكلمة لإجتماع الهاء المضمومة مع العين الساكنة فأدى إلي الثِقل, وفي رواية جاءت الهاء مكسورة وفيها الثِقل أيضاً, لأنَّه ناتج من قرب المخارج, فهي كما قِيل مثل مشى المُقيَّد. ومثله في صعوبة النطق على اللسان كلمة “تضهلها” بمعني تعطيها قليلاً قليلاً من حقها, وقد وردت في كلام يحيي بين يعمر لرجل نازعه إمرأته عنده يقول: ” أنْشأْت تَطُلُّها تَضْهَلُهَا”([24])
هذا تأثير قرب مخارج الحروف في صعوبة أداء الكلمة باللسان ومن تأثير بعد المخارج علي صعوبة أداء الكلمة باللسان كلمة “ملع” من قول الشاعر ثابت بن قطنه:
ألم يزد الجبـــال ملـــع تري من دونها قطع السحاب([25])
فإن كلمة “ملع” متباعدة مخارج الحروف فيحتاج اللسان في نطقها إلي الطفر من مخرج إلي المخرج
الذي يليه لذلك يجد اللسان صعوبة في أداء هذه الكلمات المتنافرة الحروف لبعد المخارج, كما وجد صعوبة في أداء الحروف شديدة التقارب في المخارج, كما وجد صعوبة في أداء الحروف شديدة التقارب في مخارجها.
وقول التعريف: “لتأثرها بكثرة الحروف”
كثرة الحروف في أن تكون الكلمة مكونة من أكثر ثلاثة حروف, وكثرة الحروف ذكره ابن سنان الخفاجي عيباً منفصلاً من عيوب فصاحة الكلمة, حيث قال في العيب السابع: “أن تكون الكلمة معتدلة غير كثيرة الحروف فإنَّها متى ما زادت على الأمثلة المتاحة المعروفة, قبُحت وخرجت عن وجه من وجوه الفصاحة ومن ذلك قول أبي نصر بن نباته:
فإياكم أن تكشفوا عن رؤوسكم ألا أن مغناطسيهن الذوائب”([26])
فكلمة مغناطيسهن غير فصيحة لكثرة حروفها.
وكثرة الحروف تكون سبباً لتنافر بعض الكلمات مثل قول سويداواتها في قول المتنبي:
إنَّ الكـــرام بلا اكــــرام منهم مثل القلوب بلا سُويداواتها([27])
“فسُويداواتها” كلمة طويلة أثرت كثرة حروفها في ثِقلها وفصاحتها لأنَّ كلمة “سويداء” لا ثِقل فبها لكن لكثرة حروف الكلمة بـ” واتها” فهو الذي جاء بالتنافر.
والأفضل لفصاحة الكلمة أن تكون معتدلة في الوزن يقول صاحب كتاب الطراز في معرض حديثه عن الأمور التي يلزم مراعاتها لتحقق فصاحة الكلمة: ” أن تكون معتدلة في الوزن فإنَّ الأوزان ثلاثة: ثلاثية ورباعية وخماسية, فأكثرها استعمالاً هو الثلاثي وما زاد إلا لخفته, و أبعدها الخماسي لأجل كثرة حروفه, وأوسطها الرباعي, لحصوله بين الأمرين.”([28])
والفصاحة في الكلمات الثلاثية([29]) أكثر حتى جعل أو كاد أن يجعل بعض العلماء ثلاثية الكلمة شرطاً لفصاحتها, جاء في كتاب العروس: “ذكر حازم القُرطاجَنِيِّ وغيره: من شروط الفصاحة أن تكون الكلمةُ متوسطة من قلة الحروف وكثرتها والمتوسطة ثلاثة أحرف.”([30])
ومن الألفاظ المتنافرة بسبب كثرة الحروف كلمة “طساسيج” السداسية, وهي جمع طسُّوج, ومثل كلمة “صهصلق” الخماسية, وتعني الرجل شديد الصوت, ومن التنافر لكثرة الحروف كذلك كلمة “شيظم” الرباعية في قول عنترة بن شداد:
والخَيْلُ تَقتحَم الغُبَارُ عوابثاً من بين شيظمه وأجرد شَيْظَمُ([31])
وتشيظم معناها شديد طويل رائع, وفيها تنافر واضح مع أنها متوسطة عدد الحروف.
قول التعريف: “وتقارب المخارج”
أي أنَّ من أسباب الثِقل المُخِل بفصاحة الكلمة وصعوبة أدائها باللسان تأثرها بتقارب المخارج, وللحروف في اللغة العربية ستة عشر مخرج يمكن تقسيمها إلي ثلاثة أنواع:
- “النوع الأول: مخرج الحلق, وله سبعة أحرف, ولها من المخارج ثلاثة: فللهمزة والهاء والألف, أقصي الحلق, وللعين والحاء أوسطه وللغين والخاء أدناه.
- النوع الثاني: الشفهية وهي الباء, والفاء, والميم والواو.
- النوع الثالث: حروف اللسان, وهو ما عدا هذين المخرجين على التفاوت فيها, في حافات اللسان, ومدارجه ووقوعها في طرفه ووسطه وأقصاه.”([32])
فإذا جاءت في الكلمة الواحدة أحرف متتالية من مخرج واحد أو متقاربة يحدث ثِقلاً في الكلمة, قال الزوزني: “إنَّ قرب المخارج يُسبب للثِقل المُخِل بالفصاحة”([33]), وجاء في خصائص التركيب: “وأبرز سبب بذكر التنافر هو قرب مخارجها أي أن تكون حروف الكلمة المتتابعة تخرج من مخارج قريبة جداً {مما يُحدث صعوبة على اللسان في أدائها وكذلك على السمع} والعرب يكرهون هذا وقد بُنيت لغتهم على الخفة, ولذلك تراهم يعمدون إلي إدغام المتماثلين والمتقاربين مثل شدَّ وأصله شدد, ومثل أضطر فإنها وإن كُتبت ضاد وطاء فالنطق يجمعهما في صوت واحد مدغم, فإذا فُصل بين الحرفين المتقاربين زال الثِقل.”([34]), مثل ما مَرَّ بنا من كلمات: الهعفع وتضهلها , ومثل كلمة الهيق من قول ذي الرمة:
حتي إذا الهيق أمسي شام أفرخه وهنٌ لا مؤيس نأيا و لا كثبُ([35])
كلمة “الهيق” فيها ثِقل نسبة لتقارب مخرج الياء والقاف “وسط اللسان وآخره”. ومن التنافر والثِقل بسبب قرب المخارج كلمة “أضججت” من قول أبي تمام:
يا دهر قوم من أخدعيك فقد أضججت هذا الأنام من خُرُقك([36])
كلمة “اضججت” فيها ثِقل واضح ناتج من تأثر الكلمة بقرب مخارج حروفها, فكل حروف الكلمة عدا الهمزة التي في الأول من مخرج واحد وهو اللسان وإن توزعت حافة اللسان ووسطه وطرفه.
وكما يأتي الثِقل في الكلمة وتنافر حروفها من القرب الشديد بين مخارجها, وكذلك يأتي الثِقل من البعد الشديد بين مخارج حروفها كما حُكي ذلك عن الخليل بن أحمد:
“يُقال إنه إذا يعد البعد الشديد كان بمنزلة الطفر”([37]) والطفر معناه الوثب, أي الانتقال بين الحرفين المتباعدين في المخرج تباعداً شديداً يكون مثل الوثب لصعوبته, وذلك مثل كلمة يكرع من قول الشاعر:
مالي حرمت من الأمير نواله وسواي يكرع في الزلال البارد([38])
كلمة “يكرع” شديدة تباعد مخارج الحروف مما أحدث ثِقلاً وتنافراً شديداً. الكرع: يكرع الماء كروعاً: إذا تناوله بفيه من غير أن يشرب بإناء.
قوله التعريف: “وتباعد فيا الصفات”
أي يؤدي إلي الثِقل في الكلمة وتنافرها تباعد صفات حروفها المتتالية. وبما أن لكل حرف من مخرجه كذلك لكل حرف صفاته ومميزاته التي يختص بها, والصفة هي الكيفية العارضة للحرف عند حدوثه في المخرج, أو هي كيفية تولد الحرف وخروجه من مخرجه, وصفات الحروف كثيرة وقد اختلف العلماء في تعدادها, فمنهم من قسمها سبعة عشرة قسماً – وهو القول المشهور عن الجمهور, ومنهم من تعدي بها الأربعين قسماً, وقد قسمها ابن الحاجب في شافيته إلي ثمانية عشرة قسماً, يقول: “… قسمة الحروف بإعتبار الصفات … تنقسم إلي ثمانية عشرة قسماً, وهي ” المجهورة والمهموسة والشديدة والرخوة وما بينهما والمطبقة والمنتفخة والمستعلية والمنخفضة وحروف الذلاقة, والمصمتة وحروف القلقلة وحروف الصفير واللينة والمنحرفة والمكرر والهاوي والممتون.”([39])
فهذه الصفات يحصل التمييز للحروف وتتباين مع بعضها البعض خاصة التي من مخرج واحد مثل الطاء والتاء والدال فكلها مخرجها واحد ولولا اختلاف صفات كل حرف عن الآخر لكانت ثلاثتها حرفاً واحداً.
وتباعد الصفات بين حرفين متتاليين في كلمة واحدة يؤدي إلي ثِقلها, لذلك لم تقترن الطاء بالسين في القرآن الكريم, وذلك لأن الطاء فيها صفات تفردت بها وهي: الجهرُ والشدةُ والاستعلاءُ والإطباق وصفات حرف السين مهموس رخوة مستعل صفيري منتفخ, فلا يمكن أن تلي السين الطاء في كلمة واحدة, لأنها تذهب بفصاحتها.
ومن اختلاف الصفات الذي أدي إلي التنافر وخروج الكلمة من الفصاحة, ما جاء في قول الشاعر أمري القيس:
غدائرة مُستَشِزرات إلي العُلا تضل العِقاصُ في مثنِّي ومُرسَل([40])
الغدائر: الخصل, مُستَشِزرات: مرتفعات, العقاص خصل الشعر. كلمة مُستَشِزرات غير فصيحة وفيها ثِقل لتنافر حروفها وسبب تنافرها اختلاف صفات حروفها المتتالية فحرف الشين في وسط الكلمة إتصف بوصفين خالف بالوصف الأول “الهمس” الحرف الذي يليه وهو الزاي “المجهور”, وخالف الشين بالوصف الثاني “الرخو” الحرف الذي قبله وه التاء “الشدة” فتكون الشين خالفت ما قبلها وما بعدها في الصفات فأحدثت ثِقل في الكلمة لتنافر حروفها.
مــســ التـــاء ـــــــــــ الشين ـــــــــــــــ الزاي ـــــــــــــــــــــرات
شديدة رخوة رخوة
ومن تباعد صفات الحروف المتتالية في الكلمة الذي يؤدي إلي التنافر وعدم الفصاحة ما يظهر بوضوح في كلمة “الظش”([41]) رغم قصر الكلمة وتكونها من حرفين إلا أن صفاتها متباعدة
فحرف الظاء: مجهور – منطبق – مستعلٍ
وحرف الشين: مهموس – منتفخ – منخفض
فهذا التباعد بين صفات الحرفين المتتاليين لكلمة “الظش” هو الذي أدي لتنافرها.
ومثل كلمة “الظش” في تباعد الصفات كلمة “الشظف” بمنعي الضيق والشدة في قول ابن الرفاع:
ولقد لقيت من المعيشة لذة وأصَبت من شظف الأمور شدادها([42])
فكلمة شظف مكونة من ثلاثة أحرف ومن صفاتها
الشين: مهموسة – منتفخة – منخفضة
الظاء: مجهورة – منطبقة – مستعلية
الفاء: مهموسة – منتفخة – منخفضة
وبالنظر لصفات حروفها المتتالية وتباعدها يتضح سبب تنافر الكلمة, وعدم فصاحتها.
قول التعريف: “مع مراعاة ثِقلها في التركيب”
مراعاة: المراعاة المراقبة والتأمل, يقول الزبيدي: “راعيتُ الأمر (مراعاة) راقبته ونظرت إلام يصير … وراعي النجوم مراعاة راقبها وتأمل فيها وانتظر مغيبها.”([43])
التركيب: هو دخول الكلمة مع مجموعة كلمات لتكوين جملة أو كلام مفيد وهو ضد الافراد. أي أن تنافر حروف الكلمة وثِقلها لا بد فيه من مراعاة ومراقبة و معانيه ثِقل الكلمات التي حولها المكونة معها للكلام ويمكن أن نسميها بيئة الكلام أو الكلمة الصوتية, فالكلمة كائن اجتماعي تتأثر في مقدار ظهور ثِقلها بما حولها من كلمات…
يقول الجرجاني: “وهل نجد أحداً يقول: “هذه اللفظة فصيحة إلا من وهو يعتبر مكانها من النظم, ومن ملاءمة معناها لمعاني جاراتها وفضل مؤانستها لأخواتها.”([44]) ولا أراه قصد بفضل مؤانستها إلا الجانب اللفظي أو الصوتي لما حول الكلمة, أو الكلمات المجاورة لها, يقول ريتشارد وانجر([45]): “إنَّ وقع الصوت لدي النفس لا يتوقف على ظروفه المحيطة به, أي علي مقدار ما بينه ما قبله وما بعده من الأصوات من انسجام, فإنَّ هذه الأصوات تتآلف وتكون شبكة محبوكة من النسيج وإن الكلمة تستطيع أن تقع موقع الرضا والقبول لدي هذه الأصوات جميعها وتنسجم معها كلها في وقت واحد هي الكلمة التي تظهر بمظهر الفوز الموسيقي.” والفوز الموسيقي الذي أراده ريتشارد هنا هو الذي نسميه فصاحة الكلمة.
ويقول المبرد: “وقد يضطر الشاعر المغلق والخطيب المصقع, والكاتب البليغ فيقع في كلام أحدهم المعني المستغلق واللفظ المستكره, فإذا انعطفت عليه جنبتها الكلام, غطتا على عُواره وسترتاه من شينه.”([46])
ومن تأثير التركيب في ظهر ثِقل الكلمة قول الجرجاني: “إنك تري تروقك وتؤنسك في موضع كم تراها بعينها تثقل عليك وتوحشك في موضع آخر, كلفظ الأخدع في بيت الحماسة من (الطويل):
تلفت نحو الحــى حتـي وجدتي وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا
وبيت البحتري (من الطويل):
وإني وإن بلغتني شرف الغني وأعتقت من رق المطامع أخدعي
فإن لها في هذين المكانين ما لا يخفي من الحسن, ثم إن تتأملها في بيت أبي تمام (من البسيط):
يا دهر قوِّم من أخـدعيك فقـد أضجــجت هــذا الأنـــام من فُرقُله
فنجد لها الثقل على النفس ومن التشخيص والتكدير أضعاف ما وجدت هناك من الروح والخفة والإيناس والبهجة.”([47]) فالجرجاني يريد أن يوضح بالأمثلة أن مقدار الثِقل في الكلمة الذي تحسه يختلف باختلاف الثِقل الذي حول الكلمة فكلمة أخدع في الأمثلة الثلاثة في نفس الكلمة ولكن تغيرت البيئة الصوتية للكلمة, لذلك تغير الثِقل على السمع وكذلك الصعوبة على اللسان.
ومثل كلمة أعهد مراعاة تِقلها في التركيب يغير الحكم على ثِقلها وتنافرها شدة وخفةً وعدماً, فنجد ثِقلها وشدة تنافرها في قول الشاعر:
متي ألقـــهم بــعـــد طـــــــــول المغـــــيب أحـدهم على خيــــر ما أعـــهد([48])
ومثل قول الشاعر الصاحب بهاء الدين:
وأري رسول الله ولم أجد في وجهه بشراً كما قد كنت أعهد أولا([49])
وتجد نفس كلمة “أعهد” متنافرة تنافر خفيف الثِقل في ول إعرابي:
قـــــولك بالجـــبن عليــــك شهـــــِد منك وأنت كالذي قد أعهد([50])
ونجد نفس الكلمة غير متنافرة في قول الشاعرة :
ألا ليــت شـــعري هـــــل تغيـــرت أم أنت على العهد الذي كنت أعهُد([51])
كذلك جاءت الكلمة غير ثقيلة في قول الشاعر:
فمـــا النــــاس بالنــاس الذي عهدتهم ولا الدار بالدار التي كنــت أعــهد([52])
والذي أدي إلي اختلاف ظهور الثِقل كلمة أعهد هو مراعاة ثِقلها في التركيب ومدي مواءمتها لبيئتها. بل ونراها فصيحة وفي غاية الاعجاز البياني في قوله تعالي: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)([53]) إذ أنَّ الكلمة في بيئتها “الآية” التي ذُكرت فيها ليس فيها ثِقل في التركيب, وتباعد المخارج الذي يؤدي إلي التنافر إن لم يحدث فيها فلا يُخرج بالكلمة من الفصاحة, والحكم في ذلك الذوق.
الكلمة بنت بيئتها وفصاحة الكلمة تلاؤهما في بيئتها يقول الجرجاني:” إنك تري الكلمة تروقك وتؤنسك في موضع ثم تراها بعينها تُثقل عليك وتوحشك في موضع آخر.”([54])
فالحُكم على الكلمة لابد فيه من مراعاة ثِقلها وعدمه فب التركيب التي هي جزء منه.
قوله التعريف: ” وهو تحكيم الذوق فيه” أي تحكيم الذوق في ثِقل الكلمة هل هو خفيف أو ثقيل أو غير ذلك, والذوق: تطعُّم الشيء وخبرته سواء بالفم أو غيره, وهو في اللغة “مصدر ذُقتُ الشيء أذوقه ذوقاً, فهو مَذُوق وأنا ذائق, ما ذُقت ذواقاً أي ما تطعمت شيئاً, وكثر ذلك حتي قالوا فلان حسن الذوق للشعر, إذا كان مطبوعاً عليه.”([55]), وجاء في تهذيب اللغة: “ذقتُ فلاناً أي خَبرْته وبُرْته واسَتذْقَتُ فلاناً إذا خَبْرته فلم تحمد مخيرته, وقال الله جلَّ وعزَّ: (فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا)([56]).”([57])
وقال ابن منظور: “الذوق بالفم وبغير الفم, وقال ابو حمزة: يُقال أذاق فلانٌ بعدك سَرْوا أي صار سرياً, وأذاق بعدك كرماً {اب صار كريماً} وأذاق الفرس بعدك عَدْوا أي صار عدَّاء.”([58])
والذوق ذكره كثيراً العلماء وعدوه الضابط لمعرفة الثِقل وصعوبة النطق, يقول الهاشمي: “أعلم أنَّ الذوق السليم هو العمدة في معرفة حُسن الكلمات وتمييز ما فيها من وجوه البشاعة ومظاهر الاستكراه, لأنَّ الألفاظ أصوات, فالذي يطرب لصوت البلبل وينفر من صوت البوم والغربان ينبؤ سمعه عن الكلمة إذا كانت غريبة متنافرة الحروف.”([59])
وللذوق في الاصطلاح تعريفات كثيرة منها قول إبن الأثير: “وهو قوة يدرك بها لطائف الكلام ووجوه تحسينه, فكل ما عده الذوق تقيلاً متعسر النطق به ثقيلاً متنافر الحروف.”([60])وعرَّفه القزويني بقوله: “هو قوة يدرك بها لطائف الكلام ووجوه تحسينه, فكل ما يعده الذوق الصحيح ثقيلاً متعسر النطق فهو متنافر سواء كان متقارب المخارج أو بعدها أو غير ذلك.”([61])
وبمكن تعريف الذوق بأنه: “ملكة في النفس يقتدر صاحبها بها معرفة ثِقل الكلمات وتنافرها سواء كان بكثرة الحروف أو تقارب مخارجها أو تباعد الصفات وغيرها…
أي بمكلة الذوق السليم يعرف ما إذا في كانت الكلمة ثِقل أو لا, والملكة هي: “صفة راسخة في النفس, وتحقيقه إنه تحصل للنفس هيئة بسبب فعل من الأفعال, ويُقال لتلك الهيئة: كيفية نفسانية وتُسمي حالة ما دامت سريعة الزوال, فإذا تكررت ومارستها النفس حتي رسخت تلك الكيفية فيها وصارت بطيئة الزوال فتصير ملكة وبالقياس إلي ذلك الفعل: عادة خلقاً.”([62])
وهذه الملكة أو القدرة في قوة النفس بها كمال إدراك لطائف الكلام ووجوه تحسينه, وهذه الملكة: إما أن تكون سليقيه في العرب الخلصاء بأصل طبعهم يقول أحمد ياسوف: “يبدو أن الذوق الفطري كان عند الجاحظ هو الذي يرفض التنافر لنبؤ المسموع على الآذان.”([63]), ومرجع الثِقل وتنافر الحروف إلي الحس الصادق عند العربي الفصيح ذي سليقة السليمة.
والملكة الفطرية تحتاج إلي التدريب والصقل: “ولم يُخطئ هذا الذوق الفطري الذي إرتبط لدي الدارسين بعده بما أفادوه من الثقافة الصوتية السابقة.”([64]), ويقول محمد مندور: “إنَّ الذوق ليس معناه ذلك الشيء العالم المبهم التحكمي: إنما هو ملكة إن يكن مردها ككل شيء في نفوسنا إلي أصالة الطبع إلاَّ تنمو وتصقل بالمران.”([65]) ويري السيوطي بأنَّ الذوق ذكاء وأصله هبة من الله تعالي يقول: “أعلم بأن الذوق السليم نتيجة الذكاء المفرط والذكاء المُفرط نتيجة العقل الزائد, والعقل سراً أسكنه الله تعالي في أحب الخلق إليه.”([66])
أو أن تكون الملكة مكتسبة: يقول إبن الأثير: “الضابطة هي الذوق السليم المكتسب بطول النظر في كلام البلغاء وممارسه أساليبهم.”([67]) , وهذه الملكة تُكتسب بممارسة التكلم بغير بالفصحي, والبعد عن التكلم بغير الفصيح, يقول السيوطي في صاحب الذوق السليم من الشعراء: “لسانه فصيح, وتخيله مليح, وهجوه قبيح.”([68])
فصاحب الذوق السليم هو الذي يعرف تنافر الحروف “سواء كان بكثرة الحروف …- كما جاء في التعريف – أي يعرف بالذوق ثِقل الكلمة وتنافرها والسبب كثرة حروفها, وذلك مثل قول الشاعر السوداني: مصطفي طيب الأسماء:([69])
والله يكلؤكم ويرعي خطوكم ويشد أذركم فنعم المقصد([70])
فبالذوق حكمنا بثِّقل الكلمة وتنافرها, ليست بكثرة حروفها فقط, لأنَّ كثرة حروف الكلمة حكماً قاطعاً على ثِقل الكلمة وتنافر حروفها, وليس أدل على ذلك من طول الكلمة “فسيكفيكهم” في قوله تعالي: “فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”([71]) فهي كثيرة الحروف ومع ذلك يقول الذوق العام بعدم ثِقلها وتنافرها بل جاءت في غاية الفصاحة ومثلها كلمة “ليستخلفنهم” في قوله تعالي: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ …”([72]) جاءت رغم كثرة حروفها بعيدة من التنافر سهلة منسابة في غاية الفصاحة والإعجاز.
قوله التعريف: “… أو تقارب المخارج” تقارب الحروف من أهم أسباب تنافر الحروف, وقد ذكره كعظم العلماء قديماً وحديثاً, بل وعده بعضهم سبب التنافر مع الذوق, يقول ابن الحديد: “إنَّ كل ما تستقبحه من الألفاظ تجده متقارب المخارج.”([73]), فهذه قاعدة في قياس ثِقل وتنافر الكلمة بتقارب مخارجها, وحسنها وعدم تنافرها بتباعد مخارجها, وفوق تطبيق هذه القاعدة المخارج المؤدي إلي ثِقل الكلمة وتنافرها تجد كلمة غير ثقيلة ولا متنافرة مثل كلمة “بفمي” من قول الشاعر الشريف الرضي:
وحبذا نهلة من فيك باردة يعدي علي حر قلبي يردها بفمي([74])
فكل حروفها عدا “الياء” شفوية من مخرج واحد وليس فيها ثِقل بل رقيقة خفيفة فصيحة والذي قال بذلك الذوق, وعكسه – حسب القاعدة – تباعد المخارج يؤدي إلي عدم الثِقل, لكن نجد كلمة “ملع” من قول ثابت قطنه:
ألـــم يـــــزر الجبال ملع تـــري مـــن دونها قطع السحـــاب([75])
متباعد الحروف: فالميم شفوية والعين حلقية واللام من وسط اللسان, ومع ذلك ثقِيلة متنافرة الحروف وما حكم بذلك إلا الذوق, ولسطوته وتحكمه نجده – أي الذوق – إستحسن كلمة “علم” وهي تباعد مخارج كلمة “ملع” بل ونفس حروفها.
وقول التعريف: “… أو تباعد الصفات” وهذا تحكم الذوق فيه أكبر, فهو ليس بدرجة وضوح تأثير كثرة الحروف ولا تقارب المخارج في ثِقل وتنافر الكلمة لذلك لم يرد كثيراً في كتب البلاغة.
وتقول القاعدة بأن تباعد الصفات يؤدي إلي الثِقل والتنافر – مرَّ علينا – في متشزرات من قول أمرئ القيس:
غــــدائرة متشــزرات إلي العــلا تضل العقاص في مثني ومرسل([76])
ولكن نجد بعض كلمات رغم تقارب صفاتها نجد فيها ثِقلاً وذلك مثل كلمة “بوذع” من قول الشاعر جرير بين عطية:
وتقول بوذع قد دببت على العصا هــلا هـــزئت بغــيرنا يا بـــوذع([77])
وذُكر أنَّ الوليد بن عبد الملك قال أفسدت شِعرك “بيوذع” فهي كلمة متنافرة رغم أنَّ صفاتها متقاربة فصفات حروفها:
ب و ذ ع
مجهور رخو مجهور مجهور
شديد رخو رخو متوسط بين الشدة والرخو
مستقل مستقل مستقل مستقل
منتفخ منتفخ منتفخ منتفخ
فواضح ثِقلها وتنافر حروفها رغم تقارب صفاتها والذي حكم بثقلها هنا هو الذوق, ومثلها كلمة “بوني” من قول مالك بن أسماء بن خارحة:
حبذا ليلتي بتل بوني إذ نسقي شرابنا ونغني([78])
وقد ذكروا أنَّ الفرزدق أنكر على شاعرها ذكر كلمة “بوني” وقال له أفسدت شعرك بذكر “بوني”, وكلمة “بوني” متقاربة الصفات فهي:
بـ و نـ ي
مجهور مجهور مجهور مجهور
شديد رخو متوسط رخو
مستقل مستقل مستقل مستقل
منفتح منفتح منفتح منفتح
ففي تقارب صفاتها ثقيلة متنافرة والحكم الفيصل في ذلك الذوق.
هذا تنافر الحروف أحد أهم عيوب فصاحة الكلمة, ونجد تقارب مع عيب الكراهة في السمع, لأنَّ الكراهة في السمع كما قِيل: “لا تكون إلا من تنافر حروف كلمة وغرابة الاستعمال.”([79]), فشاهد الكراهة في السمع كلمة “الجرشي” في قول المتنبي:
مبارك الإسم أعز اللقب كريم الجرشي شريف النسب([80])
مع غرابتها فيها تنافر خفيف.
خاتمة:
هذه دراسة تنافر الكلمات في الجملة العربيه ( ماهيتها واسبابها وطرق معالجتها) وقد عرفت الدراسه تنافر الكلمات ( العيب الأول من عيوب فصاحة الكلام ) وذكرت أسباب التنافر ، وطرق معالجته التي منها النظر في فصاحة وإعجاز التراكيب في القرآن الكريم وكثرة الإطلاع في كلام العرب منثوره ومنظومه.
وقد اوردت الدراسة عدد من الشواهد من مصادر اللغة .
وخرجت الدراسة بعدد من النتائج والتوصيات.
*أهم النتائج:
١/ إن تنافر الكلمات مجتمعه أكثر العيوب تأثيرا في فصاحة الكلام .
٢/ إن التكرار هو أكثر أسباب تنافر الكلمات.
٣/ إن تتابع الإضافات هو أحد أسباب التنافر .
٤/ إن الذوق السليم هوالفيصل في معرفة الفصاحة.
*التوصيات :
١/ أن تتم دراسة وافية لعيوب فصاحة الكلام.
٢/ الاهتمام بالجانب التطبيقي في دراسة عيوب الفصاحة.
٣/ دراسة نماذج فصاحة الكلام في القرآن الكريم.
٤/ دراسة العلاقة بين عيوب فصاحة الكلمة وتنافر الكلمات مجتمعه .
المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم
- كتاب الأزمنة والأَّمكنة: أبو على الأصفهاني – دار الكتاب العلمية – بيروت – ط1 1417هـ.
- الايضاح في علوم البلاغة : محمد بن عبد الرحمن جلال الدين القزويني ، المحقق : محمد عبدالمنعم خفاجي ، دار الجيل ، بيروت ، ط3.
- بغية الايضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة: عبد المتعال الصعيدي – الناشر: مكتبة الآداب – ط17 2005م .
- تاج العروس من جواهر القاموس: محمد بن محمد بن عبد الرازق الملقب بـ” مرتضي الزبيدي”- تحقيق: مجموعة من المحققين.
- كتاب التعريفات : الشريف الناشر: دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط1 1403هـ – 1983م.
- تهذيب اللغة: الأزهري ت 370هـ – المحقِّق: محمد عوض مرعب – الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت – ط1 2001م.
- جماليات المفردة القرآنية: أحمد ياسوف – الناشر دار المكتبي – دمشق – طـ2 1419هـ – 1999م .
- جمهرة أشعار العرب: أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي -حقَّقه: على محمد البجاوي – الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
- جمهرة اللغة: ابن دريد ت 321 – المحقِّق: رمزي منير بعلبكي – الناشر: دار العلم للملايين- بيروت – ط1ـ 1987م.
- جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع : احمد بن ابراهيم الهاشمي ، تدقيق : يوسف الصميلي ، الناشر : المكتبة العلمية ، بيروت.
- كتاب الحيوان: عمرو بن بحر الجاحظ ت 255هـ – الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت – طـ 2 1424هـ.
- خاص الخاص: أبو منصور الثعالبي – المحقِّق: حسن الأمين – الناشر: دار مكتبة الحياة – بيروت – لبنان.
- خزانة الأدب وغاية الأرب: أبو بكر بن على بن حجة الحموي، المحقِّق: عصام شقبو، دار ومكتبة الهلال ، بيروت – ط 2004م.
- خصائص التراكيب : دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني: محمد ابو موسى، مكتبة وهبة.
- دلائل الاعجاز: أبوبكر عبد القاهر الجرجاني، تحقيق: هنداوي، الناشر: المكتبة العلمية – بيروت – ط 2001م.
- ديوان أمرئ القيس: أمرؤ القيس بن جحر الكندي: أعتني به: عبد الرحمن المصطاوي – الناشر دار المعرفة – بيروت ط2 2004م.
- ديوان لحن وقلب: مصطفي طيب الأسماء – ط2 1982م – الناشر: دار البلد – الخرطوم – السودان.
- ديوان المعاني: أبو هلال العسكري – دار الجيل – بيروت – لبنان.
- سر الفصاحة: ابن سنان الخفاجي ، الناشر: دار الكتب العلمية ، ط1 ، 1982م.
- شرح أمالي الغالي: لأبي عبيد البكري – تحقيق: عبد العزيز الميمني – الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت.
- شرح ديوان المتنبي: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي.
- شرح شافية إبن الحاجب: محمد بن الحسن الإسترابادي – تحقيق: محمد نور السعدي – محمد الزفران – محمد محى الدين عبد الحميد – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان – 1975م
- شرح المعلقات السبع: منسوب لأبي عمرو الشيباني، تحقيق شرح: عبدالحميد محمد – الناشر: مؤسسة الأعملى للمطبوعات – بيروت – لبنان ، ط1 ، 2001م.
- الشعر في خراسان من الفتح إلي نهاية العصر الأموي : حسين عطوان – دار الجيل – ط2 1989هم.
- صبح الاعشى في صناعة الانشاء: احمد بن على بن أحمد الفزاري – الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان.
- كتاب صفة صاحب الذوق ومسلوب الذوق اللئيم: عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي – دار إبن حزم – ط2 1415هـ – 1994م.
- كتاب الصناعتين: أبو هلال الحسن بن عبدالله العسكري ت 395هـ،المحقَّق: على البجاوي ومحمد أبو الفضل- المكتبة العصرية – بيروت – 1419هـ.
- الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الاعجاز: ليحي بن حمزة العلوي – المكتبة العصرية – بيروت ، ط1 ، 1423هـ
- علم اللغة: على عبد الواحد وافي – نهضة مصر للطباعة والنشر – ط1.
- كتاب العين: الفراهيدي – تحقيق: المخزومي والسامرائي – دار ومكتبة الهلال
- الفلك الدائر على المثل السائر: عبد الحميد بن أبي الحديد – المحقِّق : أحمد الحوفي وبدوي طبانة – دار النهضة – الفجالة – القاهرة.
- لسان العرب: محمد بن مكرم بن منظور – دار صادر – بيروت – ط3 1414هـ.
- الكامل في اللغة والآداب: محمد بن يزيد المبرد ت 285هـ – المحقِّق محمد أبو الفضل إبراهيم – الناشر: دار الفكر العربي – القاهرة – ط3 1997م.
- المخصَّص: أبو الحسن على بن إسماعيل إبن سيده – المحقِّق: خليل إبراهيم جفال – الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت – ط1 1996م.
- المستطرف في كل فن مستظرف: شهاب الدين بن منصور ت852هـ – الناشر: عالم الكتب، بيروت ، ط1 ، 1419هـ.
- المزهر في علوم اللغة وأنواعها: عبد الرحمن جلال الدين السيوطي – المحقِّق: فؤاد منصور – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 1998م.
- مصارع العشاق: جعفر بن أحمد البغدادي – دار صادر – بيروت.
- معجم مقاييس اللغة: احمد بن فارس – المحقِّق: عبدالسلام محمد هارون – الناشر: دار الفكر، عام النشر 1399هـ ، 1979م.
- كتاب المعمرون في الوصايا: أبو حاتم السجستاني.
- الميزان الجديد: محمد مندور- الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع – ط1 2004م.
- نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار: عبد الرحمن بن عبد الله ابن درهم – دار العباد – بيروت.
- النهاية في غريب الحديث والأثر: مجد الدين أبو السادات إبن الأثير- تحقيق: طاهر الزاوي ومحمود الطناجي – المكتبة العلمية – بيروت 1979م.
Margins:
- (( لسان العرب: محمد بن مكرم بن على أبو الفضل جال الدين بن منظور – دار صادر – بيروت – طـ 3 1414- ج 5 – ص 224 – فصل النون. ↑
- () سورة الإسراء الآية 41. ↑
- () سورة الإسراء الآية 46. ↑
- () كتاب العبن: الفراهيدي, تحقيق السامرائي و المخزومي – دار مكتبة الهلال – باب الحاء والراء والفاء ج 3 ص 210. ↑
- () سر الفصاحة: ابن سنان ص 25, دار الكتب العلمية – طـ 1 1982م. ↑
- () علم اللغة: على عبد الواحد وافي – نهضة مصر للطباعة والنشر – طـ1 ص217. ↑
- () الإيضاح فب علوم البلاغة: جلال الدين القزويني , تحقيق: محمد عبد المنعم خفاجي – دار الجيل – بيروت – طـ 3- ج 1 ص 22. ↑
- () المزهر في علوم اللغة وأنواعها: عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين السيوطي, المحقِّق: فؤاد على منصور – دار الكتب العلمية – بيروت – طـ 1 1998م – ج1 ص 20. ↑
- () جواهر البلاغة: الهاشمي تحقيق :يوسف الصميلي – المكتبة العلمية – بيروت – ص 20. ↑
- () بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة: عبد المتعال الصعيدي, الناشر: مكتبة الآداب – طـ 17 2005 – ج1 ص 12. ↑
- () ديوان أمرئ القيس: أمرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي – اعتني به: عبد الرحمن المصطاوي – دار المعرفة بيروت – طـ 2 2004 – ص 68. ↑
- () شرح المعلقات السبع: منسوب لأبي عمرو الشيباني – تحقيق وشرح: عبد المجيد همو – الناشر مؤسسة الأعلمي – بيروت لبنان – طــ 1 2001 – ص 177. ↑
- () وأسمه فضالة بن زيد العدواني, وكان قد قدم على معاوية رضي الله عنه, ودار بينهما حوار كان رد فضالة بأبيات شعر منها هذا البيت. ↑
- () كتاب المعمرون والوصايا: أبو حاتم السجستاني ص 33. ↑
- () ديوان أمرئ القيس: أمرؤ القيس بن حجر ص 68. ↑
- () المخصص: أبو الحسن على بن سليمان بين سيده – المحقِّق: خليل إبراهيم جفال – الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت – لبنان – طـ1 1996 – ج 3 ص 469. ↑
- () خاص الخاص: أبو منصور الثعالبي – المحقِّق: حسن الأمين – الناشر: دار مكتبة الحياة – بيروت – لبنان – طـ لا يوجد – ص 48. ↑
- () سورة الأنبياء الآية .102 ↑
- () ديوان المعاني: أبو هلال العسكري – دار الجيل – بيروت – ج2 ص 9. ↑
- () ديوان أمرئ القيس: أمرؤ القيس بن حجر ص 43. ↑
- () المصدر السابق نفس الصفحة. ↑
- () سر الفصاحة : ابن سنان الخفاجي ص 101. ↑
- () صبع الأعشى في صناعة الإنشاء: أحمد بن على بن أحمد الفزاري القلقشندي – دار الكتب العلمية – بيروت لبنان – ج2 ص 275. ↑
- () النهاية في غريب الحديث والأثر: مجد الدين أبو السعادات إبن الأثر – تحقيق: طاهر أحمد الزاوي – محمود الطناحي – المكتبة العلمية – بيروت – لبنان 1979م- ج3 ص 106. ↑
- () الشعر في خراسان من الفتح إلي نهاية العصر الأموي: حسين عطوان الناشر: دار الجيل – طـ 2 1989م – ص 152. ↑
- ()سر الفصاحة : ابن سنان الخفاجي ص 87 – 88. ↑
- () شرح ديوان المتنبي: أبو الحسن على بن أحمد الواحدي – ص 141. ↑
- () الطراز لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز: ليحيي بن حمزة العلوي – المكتبة العصرية – بيروت – ط 1432هـ – ج 1 ص 60. ↑
- () بقول البروفيسور عبد الرازق الصاعدي: يرجح أنَّ الكلمات بدأت طويلة في أصل بنائها ثم أسهمت طائفة من العوامل في تقصيرها, ثم تطورت اللغات وكان مت\ن إمارات تطورها ميلها نحو التقصير من بنية كلماتها وتسيير أصواتها, وتجريدها من تنافر الحروف – منقول بتصرف. ↑
- () تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد بن محمد بن عبد الرازق الملقب بـ “مرتضى الزبيري” ، حقَّقه : مجموعة من المحققين ، ج1 ، ص 21. ↑
- () جمهرة أشعار العرب: أبوزيد محمد بن أبي الخطاب القرشي – حقَّقه: على محمد البجادي – الناشر نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع – ص 273. ↑
- () الطراز لأسرار البلاغة : يحيي بن حمزة العلوي – ج 1 ص 58. ↑
- () الإيضاح: القزويني ص 22. ↑
- () خصائص التراكيب دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني: محمد محمد أبو موسي – الناشر: مكتبة وهبة – ط 7 – ص 62. ↑
- () جمهرة أشعار العرب: أبوزيد القرشي – حقَّقه: على محمد البجادي – الناشر نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع – ص 778.
والهيق : ذكر النعام, – ومن معني البيت: يقول أن موضعهن ليس منه بالبعيد الذي يؤيسه, ولا بالقريب فيفتر. ↑
- () الصناعتين: أبو هلال العسكري – على محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل – الناشر: المكتبة العصرية – بيروت – 1419 – ص 60. ↑
- () سر الفصاحة : ابن سنان ص 101. ↑
- () البيت من شواهد ابن منقذ في كتابه نقد الشعر, البيت الذي قبله:
قـــل للوزير مقـــله من واجد يا من نداه كالفرات الزائد
وبعده: ما ضاقت الدنيا علىَّ بأسرها حتي رآني راغباً في زاهد ↑
- () شرح شافية ابن الحاجب: محمد بن الحسن الاسترابادي – تحقيق محمد نور السعدي – محمد الزفراوي – محمد محي الدين عبد الحميد – دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان – 1975 – ج2 ص 926. ↑
- () ديوان امري القيس : أمرؤ القيس بين حجر – اعتني به: عبد الرحمن المصطاوي – دار المعرفة – بيروت لبنان – 2004 – ص 43. ↑
- () وهي اسم للموضع الخشن. ↑
- () معجم مقاييس اللغة: أحمد بن فارس 395هـ, المحقَّق: عبد السلام محمد هارون – الناشر دار الفكر 1399هـ ت 1979م – ج3 ص 188. (باب الشين والظاء يثلثهما) ↑
- () تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد بن محمد مرتضى الزبيري ت 1205هـ، المحقق : مجموعة من المحققين ، الناشر دار الهداية ، ج38 ، ص 164. ↑
- () دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني: تحقيق: هزاوي – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 2001م – ص 39. ↑
- () هو ريتشارد وانجر Richard Wagner مؤلف موسيقي ألماني الجنسية, أدخل الدراما في الأوبرا. ↑
- () الكامل في اللغة والآداب: المبرد ج1 ص27. ↑
- () دلائل الاعجاز: عبد القاهر الجرجاني ص 93. ↑
- () كتاب الأزمنة والأمكنة: أبو على الأصفهاني – دار الكتب العلمية – بيروت – ط 1417هـ – 453. ↑
- () خزانة الأدب وغاية الارب: ابن حجة العموي ت 837هـ – المحقِّق عصام شقيو – دار ومكتبة الهلال – بيروت ط2004م – ج1 ص 341. ↑
- () كتاب الحيوان: عمرو بن بحر الجاحظ ت 255هـ – الناشر دار الكتب العلمية – بيروت – ج6 ص 557. ↑
- () مصارع العشاق: جعفر بن أحمد البغدادي ت 500هـ – الناشر: دار صادر – بيروت – ط1 ص 289. ↑
- () المستطرف في كل فن مستطرف: شهاب الدين بن منصور ت 852هـ – الناشر: عالم الكتب – بيروت – طـ1 1419هـ – ص 310. ↑
- () سورة يس الآية (60). ↑
- () دلائل الاعجاز: عبد القاهر الجرجاني ص 93. ↑
- () جمهرة اللغة: ابن دريد ت 321 – المحقِّق: رمزي منير بعلبكي – الناشر: دار العلم للملايين – بيروت – طـ 1987م – مادة ذوق ج2 ص 700. ↑
- () سورة الطلاق: الآية (9) ↑
- () تهذيب اللغة: الأزهري ت 370هـ- المحقِّق: محمد عوض مرعي – الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت – ط1 2001م – ج 9 ص 203 – 204. ↑
- () لسان العرب: ابن منظور ت 711هـ, مادة ذوق – ج10 ص 111. ↑
- () جواهر البلاغة: السيد أحمد الهاشمي ص 69. ↑
- () الإيضاح في علوم اللغة: القزويني ص 22. ↑
- () المرجع السابق ص 22. ↑
- () كتاب التعريفات: الشريف الجرجاني – الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت – ط1 14.3هـ – ج1 ص 229. ↑
- () جماليات المفردة القرآنية: أحمد ياسوف – الناشر دار المكتبي – دمشق – طـ2 1419هـ – 1999م ص 180. ↑
- () المرجع السابق ص 180. ↑
- () الميزان الجديد: محمد مندور – الناشر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع – ط1 2004م – ص 6. ↑
- () كتاب صاحب الذوق السليم ومسلوب الذوق اللئيم: عبد الرحمن أبن أبي بكر جلال الدين السيوطي 911هـ – دار إبن حرج – طـ 2 1415هـ – 1994م ص 26. ↑
- () ↑
- () كتاب صاحب الذوق السليم: السيوطي ص 52. ↑
- () شاعر سوداني 1924م بعمل مدرساً بوزارة التربية له عدة دواوين. ↑
- () ديوان لحن وقلب: مصطفي طيب الأسماء – طبعة 2 1982م – الناشر: دار البلد – السودان – ص 156. ↑
- () سورة البقرة: الآية 137. ↑
- () سورة النور: الآية 55. ↑
- () الفلك الدائر على المثل السائر: عبد الحميد بن أبي الحديد – المحقِّق : أحمد الحوفي – بدوي طبانة – دار النهضة – مصر الفجالة – القاهرة – ج4 ص 173. ↑
- () نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار: عبد الرحمن بين عبد الله بن درهم – دار العباد – بيروت – ص 136. ↑
- () الشعر في خراسان من الفتح إلي نهاية العصر الأموي : حسين عطوان – دار الجيل – ط2 1989مـ – 1409هـ – ص 152. ↑
- () ديوان أمرئ القيس: أمرؤ القيس بن جحر: أعتني به: عبد الرحمن المصطاوي – الناشر دار المعرفة – بيروت ط2 2004م – ص 43. ↑
- () كتاب الصناعتين: أبو هلال العسكري ت 395هـ – المحقِّق: على البجاوي ومحمد أبو الفضل – المكتبة العصرية – بيروت 1419هـ ص 152. ↑
- () شرح أمالي الغالي: لأبي عبيد البكري – تحقيق: عبد العزيز الميمني – الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان ج1 ص16. ↑
- () بغية الايضاح لتلخيص المفتاح: عبد المتعال الصعيدي – الناشر مكتبة الآداب – ط17 2005م – ج1 ص 16. ↑
-
() شرح ديوان المتنبي: أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ص 308. ↑