نموذج بنائي للعلاقات بين التحيزات المعرفية والنموذج السداسي للشخصية ومهارات التفكير الناقد لدى طالبات جامعة القصيم
منيرة الوشمي1
1 المملكة العربية السعودية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة القصيم، كلية التربية، قسم علم النفس. بريد الكتروني: mem-alwashmi@hotmail.com
DOI: https://doi.org/10.53796/hnsj61/3
المعرف العلمي العربي للأبحاث: https://arsri.org/10000/61/3
الصفحات: 37 - 52
تاريخ الاستقبال: 2024-12-04 | تاريخ القبول: 2024-12-15 | تاريخ النشر: 2025-01-01
المستخلص: هدفت الدراسة إلى (استكشاف العلاقة بين التحيزات المعرفية وأنماط الشخصية ومهارات التفكير الناقد) لدى طالبات جامعة القصيم ، وذلك باستخدام (المنهج الوصفي) على عينة مكونة من 414 طالبة ، حيث أظهرت النتائج أن مستويات التحيزات المعرفية والأنماط الشخصية ومهارات التفكير الناقد، وكان جائت بشكل متوسط ، وأنه كان هناك تأثيراً على إيجابياً ومباشراً لأنماط الشخصية، ولا سيما (صفة الأمانة)، وذلك على التحيزات المعرفية، وتأثيراً غير مباشر على التفكير الناقد من خلال هذه التحيزات، وكما يتبين أن الأبعاد المختلفة للتحيزات، مثل (الإسناد الخارجي والسلوكيات الآمنة والجمود) في المعتقدات، تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على مهارات التفكير الناقد كالتعرف على (الافتراضات، التفسير، والاستدلال)، حيث توصي الدراسة بضرورة تعزيز الوعي بالتحيزات المعرفية لتحسين التفكير الناقد لدى الطالبات.
Abstract: The study aimed to explore the relationship between cognitive biases, personality types, and critical thinking skills among female students at Al-Qassim University, using a descriptive approach on a sample of 414 students. The results showed that the levels of cognitive biases, personality types, and critical thinking skills were average, and that personality traits, particularly honesty, had a direct positive effect on cognitive biases and an indirect effect on critical thinking through these biases. It was also found that different dimensions of cognitive biases, such as external attribution, safe behaviors, and belief rigidity, directly and indirectly influence critical thinking skills like recognizing assumptions, interpretation, and inference. The study recommends raising awareness of cognitive biases to enhance critical thinking skills among students.
Keywords: Cognitive biases - Thinking skills - Personality types.
- المحور الأول: التفكير النقدي: (أهميته وعلاقته بالتحيزات المعرفية):
- أولا: أهمية التفكير النقدي في العالم المعاصر:
في عالمنا المعقد والمليء بالمعلومات، تعد القدرة على التفكير النقدي واتخاذ قرارات سليمة ذات أهمية قصوى ، إذ تمكّن مهارات التفكير النقدي الأفراد من تحليل المعلومات وتقييمها وتكييفها بفعالية وفقًا للمواقف المختلفة، مما يؤدي إلى إصدار أحكام مستنيرة وقرارات عقلانية. حيث أنه في المجال الأكاديمي، يلعب التفكير النقدي محور أساسيا في تعزيز النمو الفكري والنجاح الأكاديمي والتعلم مدى الحياة، لذلك، فإن فهم العوامل المؤثرة على مهارات التفكير النقدي يمثل موضوعًا ذا أهمية كبير وبالغة للمؤسسات التعليمية.
- ثانيا: تعريف التفكير النقدي:
التفكير النقدي هو عملية معرفية وذهنية تشمل تحليل المعلومات والأفكار وتقييمها وتفسيرها بشكل منهجي ومنطقي ، وفقًا لتعريف Glaser.,1941 )) ، يُعتبر التفكير النقدي مهارة أساسية في السياقات الأكاديمية والعلمية والحياتية، حيث يساعد الأفراد على فهم المعلومات والأفكار بشكل أعمق وأكثر دقة لاتخاذ قرارات مستنيرة، ويتميز التفكير النقدي بعدة عناصر ومفاهيم رئيسية (Paul & Elder.,2006) منها:
- التحليل النقدي:هو القدرة على تفكيك المعلومات إلى مكوناتها الأساسية وفهم العلاقات بينها، بما في ذلك التمييز بين الحقائق والافتراضات وتحليل الأدلة والمبررات.
- التقييم النقدي: حيث يتضمن تقييم المعلومات والأفكار وفقًا لمعايير منطقية ومنهجية، مثل تقييم صحة الأدلة وجودتها ومصداقيتها، وقوة الحجج والاستنتاجات.
- الاعتراض والنقد: فهو يشمل تقديم اعتراضات ونقد منطقي، بهدف تحفيز التفكير العميق وتحسين الفهم والتحليل.
- الإبداع والابتكار: يشجع التفكير النقدي على الإبداع والابتكار من خلال تحليل الأفكار القائمة وتقييمها لتطوير حلول جديدة ومبتكرة للتحديات والمشكلات المعقدة.
الشكل التوضيحي(1): تعريف التفكير النقدي
- ثالثا: أهمية التفكير النقدي في المجال الأكاديمي:
يعد التفكير النقدي مهارة ضرورية في السياق الأكاديمي لعدة أسباب (Brookfield.,2012):
- تطوير المهارات الأكاديمية: يساعد التفكير النقدي الطلاب على تطوير المهارات الأكاديمية الأساسية اللازمة للنجاح في دراستهم، مما يمكنهم من فهم المواد الدراسية بعمق أكبر وتحليل الأفكار المعقدة وتقييمها.
- تعزيز الاستقلال الفكري: يعزز التفكير النقدي الاستقلالية الفكرية والتفكير الذاتي لدى الطلاب، مما يشجعهم على تبني التفكير المنفتح والوصول إلى استنتاجات مستقلة بدلاً من الاعتماد فقط على آراء الآخرين.
- تحسين المهارات الحياتية: يعد التفكير النقدي مهارة حياتية أساسية تطبق في الحياة اليومية وفي البيئات المهنية، حيث يساعد الأفراد على اتخاذ قرارات أفضل، وحل المشكلات بفعالية، وتقييم المعلومات المتاحة بشكل منهجي.
- رابعا:التحيزات المعرفية ودورها في التفكير النقدي:
يركز البحث حول التفكير النقدي بشكل أساسي على تحسين التفكير البشري لجعل الأفراد أكثر عقلانية في معتقداتهم وأفعالهم، وقد تركزت الكثير من هذه الجهود على تحليل بنية الحجج وتحديد أنواع الأخطاء أو المشكلات في التفكير، والتي تُعرف عادةً باسم المغالطات المنطقية ، حيث أنه منذ السبعينيات، أجرى علماء النفس دراسات تجريبية منهجية حول أخطاء التفكير البشري، وقدموا تفسيرات ثاقبة لهذه الأخطاء التي تُعرف بـ التحيزات المعرفية. .(Tversky & Kahneman, 1973; Kahneman, 2011)
1-4: تعريف التحيز المعرفي:
التحيز المعرفي هو انحراف أو خطأ منهجي في عملية التفكير واتخاذ القرار، حيث تؤثر التحيزات المعرفية على الإدراك وتحليل الأدلة واتخاذ القرارات، مما يؤدي غالبًا إلى أحكام وقرارات غير دقيقة. ( Tversky & Kahneman.,1979) ، ونجد أن العالمان والباحثان تفيرسكي ودانيال كانمان، هما أول من تطرقا إلى مفهوم التحيز المعرفي وذلك من خلال دراسة ظاهرة ضعف الناس في الحساب والرياضيات واستخدامهم الضعيف للتفكير الغريزي، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات سريعة وغير محسوبة تعمل على إراحة العقل من الاستنتاج وربط الأحداث والتفكير بشكل منطقي ومنظم ، وتكون بذلك النتائج غير دقيقة ويؤدي إلى أخطاء منهجية وقرارات عشوائية. Tversky & Kahneman.,2002.,p65))، ويتبين من كل ذلك بأن المعادلة النهائية مما سبق هو تشوه الادراك وعدم العقلانية والتفسير الغير منطقي للأحداث الحياتية بشكل أعم ، حيث يصل للعقل البشري كم هائل من المعلومات والمدخلات اليومية ، وعلى حسب الادراك الواعي أو الغير واعي يتم تخزين ذلك في العقل ، حيث يطلق عليها مسمى الاختصارات العقلية المخزنة في اللاوعي ، الذي يتم استدعائه في المواقف المفاجئة للفرد عند اتخاذ القرارات المصيرية ، وهي ما يطلق عليها مصطلح المعالجة المعرفية ،والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى ما يسمى التحيزات المعرفية وما ينتج عنه من الأخطاء البشرية الهائلة التي يقوم العلماء بتحليها على مر العصور.(مقدادي.,2020,ص32).
ومن خلال تعريفات أخرى للعلماء والباحثين ، نجد الباحث (Gross.,2001)، التحيز على أنه ميل نفسي وعوامل ذاتية إلى اتخاذ القرارات دون الاستناد إلى المعلومات الدقيقة والأدلة التجريبية ، وعلى الغرار نجد الباحث(Goldstein.,2015.,p25) ،عرف التحيز بشكل أشمل وذلك بإعتبار قدرة الفرد على إدراك الأخطاء، حيث أن الفرد لا يمكنه تسجيل جميع الصور الذهنية والمعلومات الحسية من صور وأفكار وأصوات في وحدة التخزين وهي العقل وبالتالي يحدث ما يسمى بمعامل الخطأ في الذاكرة والادراك في بعض المواقف الحياتية، أو ما يمكن إطلاق مصطلح علمي علية ، التحيز المعرفي الذي يشوه تمثيل الفرد للواقع الفعلي. ويأتي تعريف الباحثان (Cooper&Meterko.,2019)، الأعم والأشمل لما سبق ، حيث أن وجهه نظرهم لفكرة التحيز المعرفي تأتي في إطار العنصر المحور في العملية الإدراكية للأفراد وهو تنوع العمليات العقلية في الأحكام والتفسيرات الغير دقيق والذي يترتب عليه عامل التحيز في الإستدلال في اتخاذ القرارات المصيرية.
- النظريات المفسرة لظاهرة التحيز المعرفي:
ونجد من خلال نظرية التوقع ، والتي تأسست بفكر العالم(Victor Vroom)،حيث أن أطار هذه النظرية يمكن تلخيصه في عباره (فهم الدوافع النفسية التي تسبب التفكير العشوائي والاحتمالات الغير دقيقة والتصورات اللاعقلانية)،حيث ترتكز هذه النظرية على ثلاث عناصر، كالأتي : (التوقع – التكافؤ – الأداء)، هنجد تكامل في أبحاث الباحثين لنفس الظاهرة ، حيث يلاحظ الباحث (Bagga.,2014,p5)، بأن التوقع هو الركيزة الأساسية في النظرية والتي تدفع الأفراد إلى التصرف وفق سلوك معين أو الامتناع عنه، بينما يدرس الباحث (Simon.,2015,p23)،كل عنصر على حدة في سلوك الأفراد ، فيرى أن كلما زاد الجهد كانت النتيجة المتوقعة أفضل ، ويمكن ربط ذلك بعنصر التوقع الذي يعتقد الفرد بأن الجهد المرتبط بالسلوك ، يؤدي إلى توازي الجهد ، ولكن في العنصر الثاني وهو التكافؤ، نجد أنه مرتبط بمشاعر القوة والتفضيل لدى الأفراد، وبذلك يكون المقياس هنا إما سلبي أو ايجابي أو محايد أي ما يعادل صفر، وهنا يكمن معيار الاهتمام ، فعند الاهتمام تزيد النسب وعند عدم اللامبالاة تكون النتيجة صفرا ، ولكن عند استنفار الرغبة والتفضيل تتحول النسب إلى السلبية، والعنصر الثالث والأخير هو الأداء، وهو الذي يحدد النتائج المرجوة في النهاية وذلك من خلال القرارات المبنية على السلوك والدوافع والإدراك.
وللمقارنة بنظرية أخرى ، نجد في نظرية الإختيار العقلاني ، والتي وضعها العالم الأمريكي (Allingham Michael)، فترتكز هذه النظرية على قاعدة متبادلة اشباع الرغبات والحاجات والمنافع من خلال الممارسات السلوكية للأفراد، فهي معادلة تبادلية ، السلوك مقابل المنافع، فنجد الباحث (الغرام.,2020,ص8) ، يظهر جانب هام في دراسة الظرية وهي عنصر التعصب وذلك لإيمان الشديد بوجود المجتمع دون وضع أي إعتبارات أخلاقية أخرى تنظم كيفية جلب هذه المنافع ، الفكرة مادية بحتة ، فينشئ مجتمع نرجسي وأناني ، يشبع رغباته وغرائزه دون وجود أي رادع أي كان ديني أم قانوني أم عقائدي أم أعراف وعادات، حيث أنه يتبنى مبدأترتيب الفرد للبدائل المتاحة وفقا ما يفضل ، أي وضع النموذج العقلاني البحت في التصرف في موقف ما ، دون أي إعتبارت إنسانية أخرى. بينما نجد الباحثان (Coleman&Fararo.,1992,p732)، بالمقارن بين التحيزات المعرفية التي تؤدي إلى تشوة التفكير والادراك ، وأن العقلانية الواعية في ترتيب إحتياجات الفرد المتاحة حسب ما يفضل ويرغب هي البديل الأنسب للحفاظ على سلامته ، ولكن عند المقارنة فالأولى تؤدي إلى أخطاء عشوائية وقرارت غير مدروسة ، ولكن على الصعيد الأخر ، إذا لم يحد رغبات الأفراد المادية وتركهم للعقلانية فقط ، سيؤدي الطريق إلى مجتمعات منفصلة عاطفيا والكل سيفكر في المصلحة الشخصية بشكل خاطئ أيضا ، فالنفس البشرية إذا ترك لها الهوى فسدت في جميع قيمها الإدراكيه والمعرفية.
4-2:أنواع التحيزات المعرفية:
نجد أن العالم (Benson.,2019,p24) ، قام بتصنيف التحيز على عاملين هامان هما (السببية – الاستراتيجية)، وذلك بناء على أن حياة الأفراد من وجود الكون تقوم على وجود مشكلة ومحاولة حلها ، مما ينتج نتيجة بعض الحلول إلى أخطاء في القرارات المتخذة لمعالجة تلك المعضلة التي تواجهه الأفراد ، لذلك ذكر كثيرة سواء في الأديان أو التراث المنقول عبر الأسلاف ، كلمة (الحكمة)، فهي مفتاح لفتح باب الحلول المستنيرة للعقول والادراك، حيث يتبين لنا تضمن بعض التحيزات المعرفية الرئيسية ما يلي:
- تحيز التأكيد:فهو يوضح مضمون فكرة الميل إلى البحث عن المعلومات التي تؤكد المعتقدات القائمة وتجاهل أو تقليل شأن المعلومات التي تتعارض معها.
- تحيز الثقة الزائدة: هو حيزيدرس فكرة المبالغة في تقدير القدرات أو المعرفة الشخصية، مما يؤدي إلى أحكام غير دقيقة وقرارات خاطئ.
- تحيز التفاؤل : يركز هذا التحيز المعرفي على الإعتقاد بأن الشخص أقل عرضة للتعرض للأحداث السلبية مقارنة بالآخرين، مما يؤدي إلى المبالغة في تقدير النتائج الإيجابية والتقليل من تقدير المخاطر.
- تأثير الإطار: يناقش مضمون اتخاذ قرارات مختلفة بناءً على كيفية تقدير المشكلة أو الموقف.
- تحيز الإدراك اللاحق: هنا يتم التركيز على فكرة الميل إلى اعتبار الأحداث الماضية قابلة للتوقع بعد وقوعها.
- خطأ الإسناد الأساسي: هذا التحيز المعرفي يركز على الميل إلى عزو سلوك الآخرين إلى خصائصهم الشخصية مع التقليل من تأثير العوامل البيئية.
- تحيز خدمة الذات: نناقش هنا مضمون الميل إلى عزو النجاحات إلى عوامل شخصية، وإلقاء اللوم على العوامل الخارجية في حالات الفشل.
وجد العلماء عدة مشكلات عقلية تواجههم مع المجتمعات في التحيزات المعرفية ، فمثلا وجد مجموعة من العلماء والباحثين (Boroomand et al.,2023,p93)، بتحيز النقطة العمياء والذي يتطابق في نفس التعريف مع تحيزات أخرى مثل (تحيز التطابق – تحيز الواقعية الساذجة – تحيز الإدراك الإنتقائي)، فنجد المضمون يدور حول الانجذاب إلى التفاصيل التي تؤكد معتقدات الأفراد، وهو ما يمكن إطلاق عليه ما يسمى بالتحيز التأكيدي، حيث عين الفرد ترى عيوب الأخرين أكثر ما ترى عيوب نفسها ، ويرجع ذلك إلى العصر الحديث الذي يعيش فيه الفرد ، فكمية المدخلات إلى ذاكرته العقلية سواء كانت سمعية أو بصرية أو حسية هائلة، فلذلك تعمل الذاكرة على تصفية المعلومات الزائدة والغير مهمة بالنسبة لإدراك الشخص وتختلف من عقل بشري لأخر حسب طبيعة البيئة والثقافة والتعليم والعمل وغيرها من العوامل التي تشكل شخصية الفرد في المجتمعات، بينما يرى مجموعة من الباحثين (Wilson.,2017,p592) ، إكمالا لما سبق ، بأنه لسد الفجوة المعلوماتية للفرد ووضعها في بناء معرفي متكامل المعنى ، فلابد من الاستعانة بالقوالب النمطية والخبرات السابقة وهو ما يطلق علية تحيز الثبات الوظيفي أو تحيز تأثير الهالة أو تحيز المحاباه داخل المجموعة بينما يرى نفس مجموعة العلماء (Wilson.,2017,p593) في دراسة نفس الظاهرة ، مبدأ أخر لتلك المشكلة العقلية والادراكية للفرد ، حيث يلجأ الشخص إلى اتخاذ قرارات في أقل من ثانية والتي يمكن أن تزيد فرصة البقاء أو الأمن أو النجاح أو شعوره بالثقة، لتحقيق الهدف المنشود ، وهوما يطلق عليه تحيز خطأ الإسناد أو تحيز التفاؤل أو تحيز أثر الثقة المفرط.
فهم التحيزات المعرفية وتقليلها::4-3
يُعد التعرف على التحيزات المعرفية وفهمها أمرًا بالغ الأهمية لتحسين التفكير النقدي وتعزيز قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات موضوعية وتقييم المعلومات بدقة، حيث تشير الأبحاث إلى أن التحيزات المعرفية غالبًا ما تؤدي إلى اتخاذ قرارات دون المستوى الأمثل لأن الأفراد قد لا يختارون دائمًا الخيارات الأفضل بناءً على المنطق والاحتمالات، بل يعتمدون على اختصارات ذهنية أو استدلالات، خاصة عند مواجهة قيود زمنية أو معلومات غير مكتملة. (Korteling, et al.,2018).
- المحور الثاني: مشكلة الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى استكشاف العلاقة بين التحيزات المعرفية، وسمات الشخصية وفقًا لنموذج HEXACO، ومهارات التفكير الناقد لدى طالبات جامعة القصيم، فتُعد التحيزات المعرفية أخطاء منهجية في التفكير تؤثر على اتخاذ القرارات، بينما تعكس سمات الشخصية أنماطًا ثابتة من الأفكار والسلوكيات التي تؤثر على الأسلوب المعرفي للفرد، حيث يسعى البحث إلى تقديم فهم شامل لهذه العلاقة باستخدام أدوات قياس موثوقة لتحليل البيانات واستنتاج النتائج التي قد تُسهم في تطوير التعليم واتخاذ القرارات بشكل أفضل.
- وتتمثل أسئلة البحث فيما يلي:
- ما مستوى التحيزات المعرفية السائدة لدى طالبات جامعة القصيم؟
- ما أنماط الشخصية وفق نموذج HEXACO السائدة لدى الطالبات؟
- ما مستوى التفكير الناقد لديهن؟
- هل يمكن التوصل إلى نموذج يفسر العلاقات بين التحيزات المعرفية، وسمات الشخصية، والتفكير الناقد؟
- أولا: تعريف الشخصية وظهور نموذج الشخصية السداسي HEXACO:
الشخصية هي مجموعة من الصفات النفسية والسلوكية التي تميز الفرد، وتشمل الأنماط المستقرة للتفكير والشعور والتصرف، حيث تتشكل الشخصية نتيجة لتفاعل العوامل الوراثية والبيئية والتجارب الشخصية،أما نموذج HEXACO فهو نموذج نفسي يصف الشخصية عبر ستة أبعاد رئيسية: (الصدق-التواضع، العاطفية، الانفتاح على الخبرة، الضمير الحي، الاجتماعية، والتسامح). فقد تم تطوير هذا النموذج في أوائل القرن الحادي والعشرين من قبل الباحثين Lee و Ashton، ويعتبر إضافة مهمة في دراسة الشخصية مقارنة بنماذج مثل Big Five، حيث يبرز بعد (الصدق-التواضع) الذي يعكس صفتان هما الأمانة والتواضع، مما يساعد في فهم أعمق للتنوع البشري والسلوكيات في مختلف السياقات الاجتماعية.
1-1: مفهوم الشخصية في علم النفس التقليدي:
الشخصية في علم النفس هي مجموعة من الأنماط المستقرة من التفكير، العواطف، والسلوكيات التي تميز الأفراد، وتتأثر بالعوامل الوراثية والبيئية. تشمل النظريات التقليدية للشخصية: التحليل النفسي لفرويد الذي ركز على العقل اللاواعي، نظرية يونغ التي تناولت أنواع الشخصيات، السلوكية التي ركزت على تأثير البيئة، والإنسانية لماسلو وروجرز التي ركزت على تحقيق الذات والنمو الشخصي. تهدف هذه النظريات لفهم الشخصيات الفردية وتطوير أدوات لقياسها وتأثيرها في الحياة اليومية، ولكن لاحظ الباحث (Hansenne.,2021,p36)، قصور التعريفات النفسية التقليدية في فهم بعض ألغاز النفس البشرية المعقدة والتي لم يتم كشف أجزاء من جوانبها بتلك النظريات وظل هناك جانب خفي في طي النسيان، يحاول الباحثين والعلماء حتى الأن التوصل لبعض دهاليز النفس البشرية، فهناك بعض القوانين البشرية ، التي لا تستطيع كشف بواطن بعض الأمور إلا خالق النفس والروح.
2-1: تحليل نموذج الشخصية السداسيHEXACO:
نموذج HEXACO هو نموذج نفسي يصف الشخصية عبر ستة أبعاد رئيسية، وهو يمثل توسعة لنموذج Big Five التقليدي (الذي يركز على خمسة أبعاد)، حيث تم تطويره بواسطة Lee و Ashton في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، فيعتمد نموذج HEXACO على الأبحاث التي تظهر أن الشخصية البشرية يمكن فهمها من خلال ستة جوانب رئيسية، (Ashton et al.,2007,p1517)، وهي:
- الصدق-التواضع (Honesty-Humility):هذا البعد يعكس النزعة نحو الأمانة، التواضع، والابتعاد عن السلوكيات الاستغلالية أو الانتهازية،فالأشخاص الذين يسجلون درجات مرتفعة في هذا البعد يكونون عادة صادقين، مخلصين، ولا يميلون للاستفادة من الآخرين بطرق غير عادلة، بينما الأشخاص الذين يسجلون درجات منخفضة في هذا البعد قد يكونون أكثر ميلا للكذب أو السلوكيات المراوغة.
- العاطفية (Emotionality):يشير هذا البعد إلى الحساسية العاطفية، مثل الاستجابة للضغوط والمواقف العاطفية، فالأشخاص ذو درجات مرتفعة في العاطفية يكونون أكثر عرضة للقلق، والخوف، والضغط النفسي، بينما الأشخاص ذو درجات منخفضة في هذا البعد يميلون إلى أن يكونوا أكثر استقرارا عاطفيا وقدرة على التعامل مع التوتر.
- الانفتاح على الخبرة (Openness to Experience):يعكس هذا البعد مدى فضول الشخص واستعداده لتجربة أفكار وأساليب جديدة، فالأشخاص الذين يسجلون درجات مرتفعة في هذا البعد غالبا ما يكونون مبدعين، لديهم فضول فكري، ويميلون إلى الاستكشاف والتجريب، بينما الأشخاص ذو درجات منخفضة في هذا البعد قد يميلون إلى الروتين والتمسك بالمألوف.
- الضمير الحي (Conscientiousness):يرتبط هذا البعد بالانضباط الذاتي، التنظيم، والقدرة على تحمل المسؤولية، فالأشخاص ذو درجات مرتفعة في هذا البعد يكونون منظمين، مجتهدين، ويميلون إلى التخطيط واتخاذ قرارات مدروسة، بينما الأشخاص ذوو درجات منخفضة في هذا البعد قد يكونون أقل انضباطا ويميلون إلى التصرف باندفاع.
- الاجتماعية (Extraversion):يعبر هذا البعد عن الانفتاح الاجتماعي والطاقة التي يبديها الفرد في التفاعل مع الآخرين، فالأشخاص ذو درجات مرتفعة في هذا البعد يميلون إلى أن يكونوا اجتماعيين، نشيطين، ويستمتعون بالتفاعل مع الآخرين، وأما الأشخاص ذوو الدرجات المنخفضة في هذا البعد فيميلون إلى الانطوائية والتفاعل الأقل مع الآخرين.
- التسامح (Agreeableness):يشير هذا البُعد إلى ميل الشخص للتعاون، اللطف، والتفاهم. الأشخاص الذين يسجلون درجات مرتفعة في التسامح هم عادة متعاونين، عطوفين، ومتسامحين مع الآخرين. أما أولئك الذين يسجلون درجات منخفضة في هذا البُعد فقد يظهرون سلوكًا انتقاديًا أو منافسًا.
الشكل التوضيحي(2): تحليل نموذج الشخصية السداسيHEXACO
نموذج HEXACO يضيف بعدا جديدا مهما لم يكن موجودا في النماذج التقليدية مثل نموذج Big Five، وهو (الصدق-التواضع)، الذي يعكس جوانب أخلاقية مهمة في الشخصية، بينما تركز الأبعاد الأخرى على جوانب نفسية وسلوكية مثل الانفتاح على الخبرة، والضمير الحي، والاجتماعية، فإن HEXACO يوفر فهما أعمق لشخصية الفرد من خلال تقييم مكوناتها الأساسية، حيث أن النموذج مفيد بشكل خاص في دراسات النفس الاجتماعية، والتفاعل بين الأفراد في مختلف السياقات، وفهم التنوع الشخصي في بيئات العمل والعلاقات الاجتماعية. (Ashton&Lee.,2002)، (Ashton&Lee.,2008)، (Lee,Wasti&Somar,Lee.,2004).
3-1:مقارنة بين نموذج الشخصية السداسي(HEXACO) ونموذج العوامل الخمسة الكبرى(FFM):
نموذج الشخصية السداسي (HEXACO) ونموذج العوامل الخمسة الكبرى (FFM) هما نموذجين نفسيين يستخدمان لوصف وتحليل الشخصية البشرية، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب الأساسية، ويمكن توضيح المقارنة بين النموذجين كالأتي، (Soto et al.,2017,p122):
- عدد الأبعاد:نموذج HEXACO يتكون من ستة أبعاد رئيسية: الصدق-التواضع (Honesty-Humility)- العاطفية (Emotionality)-الانفتاح على الخبرة (Openness to Experience)-الضمير الحي (Conscientiousness)-الاجتماعية (Extraversion)-التسامح (Agreeableness)،نموذج FFM (Big Five) يتكون من خمسة أبعاد رئيسية: الانفتاح على الخبرة (Openness to Experience)-الضمير الحي (Conscientiousness)-الاجتماعية (Extraversion)-التسامح (Agreeableness)-الاستقرار العاطفي أو العصابية (Neuroticism)
- البعد الإضافي في HEXACO: الصدق-التواضع (Honesty-Humility): يمثل هذا البعد الجديد الذي تم إضافته في نموذج HEXACO، وهو يعكس الأمانة، التواضع، والرغبة في تجنب الاستغلال أو التلاعب بالآخرين، حيث يعتبر هذا البعد مكملا لبقية الأبعاد ويمثل العنصر الأخلاقي في الشخصية، بينما في نموذج FFM، لا يوجد هذا البعد بشكل مستقل.
- التسمية والخصائص: في نموذج FFM، بعد الاستقرار العاطفي أو العصابية (Neuroticism) يتعامل مع الاستجابة العاطفية والتقلبات النفسية مثل القلق والغضب، بينما في HEXACO يوجد بعد العاطفية (Emotionality) الذي يشمل أيضا المشاعر العاطفية مثل الخوف والقلق، لكنه يركز بشكل أكبر على الاستجابة للمواقف العاطفية والضغط النفسي ، بينما التسامح (Agreeableness) في FFM يشمل التعاون، التفهم، واللطف مع الآخرين، وهو مشابه لبعد التسامح في HEXACO، لكن في HEXACO يرتبط بميزات أخلاقية إضافية تعكس أكثر التحليل الأخلاقي للشخصية.(الفقراء.,2016,ص18).
- التركيز على الأبعاد الأخلاقية: HEXACO يركز على البعد الأخلاقي بشكل أكبر من FFM ، حيث أن بعد الصدق-التواضع في HEXACO يشير إلى الميل لتجنب الاستغلال أو السلوك غير الأخلاقي، وهو ليس موجودا في FFM.
- الاختلافات الثقافية: HEXACO تم تطويره بناء على أبحاث عبر ثقافات متعددة، وقد تبين أنه يتيح تفسيرا أفضل للشخصية في بعض السياقات الثقافية مقارنة بـ FFM، خاصة في المجتمعات التي تركز على أخلاقيات النزاهة والتواضع.
- التطبيقات: يستخدم نموذج FFM بشكل واسع في الأبحاث النفسية والتقييمات الشخصية، وهو الأداة الأكثر شهرة في العديد من الدراسات النفسية، بينما نموذج HEXACO يستخدم أيضا في مجالات مثل التوظيف، فهم السلوكيات الاجتماعية، والأخلاقيات، ولكنه لا يزال في مرحلة أقل انتشارا مقارنة بـ FFM.
- الخلاصة:
- نموذج FFM (Big Five) هو النموذج الأكثر شهرة ويدور حول خمسة أبعاد نفسية رئيسية، بينما نموذج HEXACO يقدم بعدا إضافيا ، حيث يعكس الجوانب الأخلاقية للشخصية، خاصة من خلال بعد الصدق-التواضع.
- HEXACO يعتبر توسعة لنموذج FFM، ويعكس فهما أعمق لبعض السلوكيات الشخصية التي تتعلق بالنزاهة والأخلاقيات.
- ثانيا:مهارات التفكير الناقد:
يعد التفكير النقدي عملية عقلية تهدف إلى تحليل وتقييم المعلومات بشكل منطقي للوصول إلى استنتاجات مدروسة ، حيث يعتمد على مهارات مثل التحليل والتقييم والاستدلال، ويتميز بالفضول والشك المنهجي والانفتاح الذهني ، مما يساعد في التمييز بين الحقائق والآراء واتخاذ قرارات مستنيرة وحل المشكلات بشكل صحيح، حيث تشمل أمثلته تحليل الأخبار وتقييم الآراء واتخاذ قرارات مبنية على الأدلة ، كما تتباين تعريفات التفكير النقدي بين الباحثين بناء على اختلاف المدارس والمنهجيات، لذا يجب التطرق إلى جميع التعريفات لتكوين تصور معرفي دقيق.
1-2: تعريف التفكير النقدي:
يوضح لنا الباحث(لسان العرب.,1988, ص700) ، ركز على المفردة وتفسير فعل (نقد)،فمثلا في جملة (نقد الدرهم)، أي ميز الزائف منها والذهبية، ويمكن الاستفاضة في تفسير الكلمة ، بإظهار العيب والحسن في الشئ، ومن خلال ذلك يمكن تنقية الصواب في القرارات والخطأ منها في العملية الإدراكية للأفراد، بينما نجد الباحثان (Watson&Glaser.,1994,p9)،يؤكدان نفس المعنى السابق ، بتفسير المصطلح بأنه مزيج مركب من المواقف والمعارف والتي تنطوي على القدرة على التعرف على وجود مشكلة أما المعرفة فهي تؤدي إلى صحة الإستدلال والتحديد بشكل منطقي وعلمي بين أنواع مختلفة من الأدلة ، ولكن المهارات تتمثل في كيفية استخدام المواقف والمعارف وتطبيقها بشكل مرن. ولكن نجد الباحث (Ennis.,1995,P45) ، عرفه في عبارة مختصرة بأنه التفكير التأملي والاستدلالي الذي يركز على اتخاذ القرار في مستويات مختلفة من الاعتقاد الفردي في الحياة سواء العمل أو الحياة الشخصية. ويرى الباحث(سويد.,2007,ص23) ، بأنه مجموعة من العمليات العقلية التي يقوم بها المتعلم لتقويم المعلومات التي تواجهه، فهناك معيار المصداقية للمعلومات الذي يتحكم في التفكير العقلاني المبني على قواعد ثابتة وسليمة والتي يتم الحكم في ضوئها.
2-2: أهمية التفكير النقدي:
أهمية التفكير النقدي تتمثل في تعزيز قدرة الفرد على اتخاذ قرارات واعية ومدروسة بناء على تحليل منطقي للمعلومات، فهو يساعد في حل المشكلات بفعالية من خلال التقييم الدقيق للخيارات والنتائج المحتملة، كما يساهم في تعزيز الاستقلالية الفكرية، حيث يمكن الفرد من التفكير بشكل مستقل بعيدا عن التحيزات والضغوط الخارجية، بالإضافة إلى ذلك، يحسن التفكير النقدي مهارات التواصل، من خلال تقديم الحجج والأفكار بطريقة واضحة ومنطقية، مما يعزز النقاش الفعال، وأخيرا، يدعم التفكير النقدي القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة والمعقدة عبر التحليل العميق واتخاذ قرارات مرنة ومبنية على الأدلة. فيؤكد لنا الباحث (Norris.,1985,p43)، المضمون فالتفكير النقدي عنصر تحولي هام في عملية اكتساب العملية المعرفية ، وذلك بتحويل تلك المادة المعرفية الخاملة إلى نشاط عقلي يقظ يؤدي إلى فهم معرفي عميق وذلك بإعتبار التعليم ما هو إلا عملية تفكير ، تكسب الطالب القدرة على تقديم التحليلات والتعليلات الصحيحة والمقبولة لمجالات عدة من المشكلات على مستوى الحياة اليومية. ويشير الباحث(الجبيلي.,2013,ص151) ،أن التفكير النقدي يساهم في فهم وجهات النظر المتنوعة، ويمكن الإستفادة من الوسائل التكنولوجيا الحديثة في العملية الدراسية ، حيث تسهم مثل تلك الوسائل في بناء القدرة على التعلم الذاتي، والبحث العلمي في مجالات عدة.
3-2: خصائص شخصية الفرد المفكر بشكل نقدي:
الشخص المفكر بشكل نقدي يتميز بفضول معرفي يدفعه للبحث المستمر عن المعرفة وطرح الأسئلة، مع قدرة على التحليل المنهجي وتفكيك المشكلات لفهمها بعمق، حيث يعتمد على التفكير المنطقي لتقييم الأفكار بعيدا عن التحيز والعواطف، ويتميز بالانفتاح الذهني لتقبل الآراء المختلفة وتغيير موقفه عند وجود أدلة مقنعة، كما يتسم أيضا بالشك المنهجي الذي يجعله يفحص المعلومات قبل قبولها، مع استقلالية فكرية تتيح له اتخاذ قراراته بعيدا عن تأثير الآخرين وتحيزاتهم الفكرية، بالإضافة إلى ذلك، يميل إلى التأمل الذاتي لمراجعة أفكاره ومعتقداته، ويجيد التواصل بوضوح ومنطقية خلال النقاشات. فيشير لنا الباحث (أبو مهادي.,2011, ص26) ،إلى نقطة مهمة وهي القارئ الناقد الذي يستطيع نقد المقروء، حيث يستطيع استنباط الكذب من الصحيح بين السطور المكتوبة أو المسموعة في عصرنا الرقمي الحالي، وهل ينطبق مع روح الواقع أم أنه بعيد ومزيف لتضليل الجمهور؟!،وكما أنه لديه القدرة على فك شفرات الفقرات الغير مترابطة وهل هناك ترابط في الموضوع المطروح وتبويب منهجي ومنطقي؟!،ويستطيع وضع يده على الثغرات والقفزات الغير عقلانية في أي محتوى مطروح؟!،وسواء كان المعروض مكتوب أم مسموع يستطيع تقيم جودة الأداء والمحتوى وهل وفق الشخص القائم على العمل في إيصال الفكرة المرجوة؟!.ويرى الباحث (السليتي.,2006,ص26-27) ، بأن التفكير النقدي يمكن توفره وتدريب الطلاب والأشخاص علية في جميع البيئات سواء كانت تعليمية أو عملية، وذلك بناء على وجود جودة في بيئة التعليم بشكل شامل وكذلك بيئة العمل ، فنجد تأكيد من الباحث بأن المفكر الناقد والقارئ بعين مبدعة ، يستطيع المقارنة بين الأفكار ضمن معايير محددة في المادة المقروءة أو المسموعة، ويعمل على وضح استنتاجات وربط الخيوط في كل المادة المعروضة ومقارنة الأفكار وإصدار الأحكام على جميع استنتاجاته للوصول إلى أقرب استنتاج مطابق للواقع وكذلك يستطيعون في بعض الأحيان استنتاج بعض السناريوهات المستقبلية وكيف ستحدث.
4-2: المهارات التي يتسم بها التفكير النقدي:
التفكير النقدي يعتمد على مجموعة من المهارات الأساسية التي تمكن الفرد من التعامل مع المعلومات بقدرة عالية من التواصل الفعال، فمن أبرز هذه المهارات (التحليل)، الذي يساعد في تفكيك المعلومات إلى عناصرها لفهمها بشكل أعمق، و(التقييم)، لفحص دقة البيانات وجودة الأدلة المستخدمة، وكما يشمل (الاستدلال)، الذي يتيح التوصل إلى استنتاجات منطقية، و(التفسير)، لتوضيح الأفكار والمفاهيم بشكل واضح ، حيث يتميز المفكر النقدي أيضا بمهارة (الشك المنهجي)، حيث يتحقق من صحة الافتراضات قبل قبولها، و(الابتكار)، لإيجاد حلول جديدة للمشكلات، بالإضافة إلى ذلك، يعتمد على (التفكير المنطقي) في اتخاذ القرارات، ويمارس (التأمل الذاتي) لمراجعة أفكاره وتحديد نقاط القوة والضعف فيها. (Waston&Glaser.,1980)، ويعد (Debono)، من أكثر المهتمين بإتجاه تدريس التفكير الناقد للطلاب في التعليم وجعله مدى مستقلة بذاتها كأي مادة تعليمية أخرى، بينما هناك إتجاه أخر يتبنى نظرية بأن التفكير يتطور بصورة منظمة، عند دمجه في المنهج الدراسي المقرر على الطلاب ، على نقيض جعله مادة مستقلة، فيمكن إهمالها وإضعاف الفكرة عند الطلاب وعدم الإهتمام بها، حيث ينتج من ذلك عدم وضوح الرؤية والعلاقة مع المتغيرات الأخرى في الحياة ، على عكس الاتجاه الذي يدمجه في جميع الأنشطة اليومية، حيث جعل منه تطبيق روتيني وعادة مكتسبة لدى الطلاب دون إرادة منهم ويلتقطها الإدراك بشكل لاواعي وبعد ذلك يتحول إلى ممارسة واعية، وهناك اتجاة أخير يطلق علية مسمى الاتجاه التوفيقي، حيث يدمج الاتجاهين السابقين،حيث يشير العالم(Fresman)، أنه لابد من وجود مادة مستقلة بمسمى التفكير الناقد ولها إختباراتها ومنهجها الدراسي وفي نفس الوقت يتم بشكل مباشر دمج التطبيق العملي والسريع على باقي المناهج الدراسية الأخرى. (تادريس وأخرون.,2018,ص1760—1761-1756).
5-2:معايير التفكير النقدي:
التفكير النقدي يعتمد على مجموعة من المعايير التي تضمن جودة وفعالية عملية التفكير، فمن أهم هذه المعايير (الوضوح)، حيث يجب أن تكون الأفكار والمفاهيم واضحة ومفهومة، و(الدقة)، التي تضمن صحة المعلومات وخلوها من الأخطاء، وكما يتطلب التفكير النقدي ،(العمق)، لمعالجة جميع الجوانب المهمة وعدم الاكتفاء بالسطحية، و(الاتساع)، الذي يشمل النظر إلى الفكرة من زوايا متعددة واستكشاف وجهات النظر المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون التفكير منطقيا بحيث تكون الأفكار مترابطة ومتسقة، ومنصفا لتجنب التحيز والالتزام بالموضوعية، مع التركيز على (الارتباط)، أي استخدام المعلومات ذات الصلة فقط بالمشكلة أو الموضوع المطروح، فهذه المعايير تضمن الوصول إلى قرارات واستنتاجات مبنية على أسس قوية ومنطقية.(حمدي.,2021,ص56).
- المحور الثالث: حدود الدراسة:
تركزت هذه الدراسة على طالبات جامعة القصيم فقط، وسيتم تنفيذ الجانب العملي خلال العام الجامعي 1445 هـ بجامعة القصيم في المملكة العربية السعودية، حيث اقتصرت الدراسة على: استكشاف النموذج البنائي الذي يفسر العلاقة بين التحيزات المعرفية، وسمات الشخصية وفق نموذج العوامل الستة، ومهارات التفكير الناقد لدى طالبات جامعة القصيم. وقد تم تطبيق أدوات الدراسة والتي تم توزيعها على عينة مكونة من 497 طالبة، وذلك ابتداءا من 6/6/2024 إلى 1/10/2024 ، وبعد جمع البيانات من أفراد العينة، تبين أن هناك 83 استبيان غير مكتمل،وذلك بنسبة 16.70%، وكان المكتمل 414 استبيان وذلك بنسبة 83.30%،حيث تم تحليل البيانات إحصائيا على برامج الحاسوب للتوصل إلى نتائج الدراسة.
وعند سرد بعض الدراسات التي تتعلق بتأثير التحيزات المعرفية وتشوهات التفكير، فسيتبين لنا أنها تناولت المواضيع التالية:
- دراسة حول تأثير برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكير الناقد،(على.,2022):هدفت الدراسة إلى اختبار أثر برنامج تدريبي على تعديل التحيزات والتشوهات المعرفية لدى طلاب كلية التربية في جامعة السادات، حيث أظهرت النتائج فعالية البرنامج في تقليل التحيزات المعرفية لدى الطلاب الذين سجلوا درجات مرتفعة في مقياس التحيزات المعرفي، وكما أن دراسة عن العلاقة بين التشوهات المعرفية وأبعاد الشخصية،(هبة مصيلحي.,2005): تناولت هذه الدراسة العلاقة بين التشوهات المعرفية وأبعاد الشخصية وفقا لمقياس إيزنك، بالإضافة إلى العلاقة بين التشوهات المعرفية والذكاء كما يقيسه مقياس وكسلر-بلفيو، فوجدت الدراسة وجود علاقة إيجابية بين التشوهات المعرفية وكل من الذهانية، العصابية، والجريمة.
- دراسة مستوى مهارات التفكير الناقد لدى طلبة كلية العلوم التربوية في الأونروا: دراسة تحليلية وفقاً لمتغيرات الجنس والمستوى الدراسي،(مرعي&نوفل.,2007): هدفت الدراسة إلى استقصاء مستوى مهارات التفكير الناقد لدى طلبة كلية العلوم التربوية في الأونروا، حيث شملت 510 طلاب وطالبات من مختلف المستويات الدراسية ، وقد استخدم الباحثان اختبار كاليفورنيا لمهارات التفكير الناقد، وأظهرت النتائج أن مستوى المهارات كان دون المقبول تربويا بنسبة(80%)، وكما تبين وجود فروق في مستوى التفكير الناقد حسب الجنس لصالح الإناث، وحسب المستوى الدراسي لصالح طلاب السنة الأولى والثانية.
- دراسة فعالية برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكير الناقد في تعديل التشوهات المعرفية لدى طلاب كلية التربية جامعة السادات،(لبنى على.,2022): هدفت الدراسة إلى فحص تأثير برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكير الناقد في تعديل التشوهات المعرفية لدى طلاب كلية التربية بجامعة السادات، مصر ، حيث شملت العينة 36 طالبا وطالبة موزعين على مجموعتين: تجريبية وضابطة، فأظهرت النتائج فعالية البرنامج في تقليل التشوهات المعرفية لدى المجموعة التجريبية، حيث وجدت فروق دالة إحصائيا بين القياس القبلي والبعدي لصالح البعدي، واستمرت هذه الفروق في القياس التتبعي، مما يشير إلى استدامة تأثير البرنامج.
ولكن عند عرض الدراسات التي تتعلق بالعلاقة بين التفكير الناقد والسمات الشخصية،فسيتبين لنا أنها تناولت المواضيع التالية:
- دراسة العوامل الستة الكبرى للشخصية وعلاقتها بالتفكير التقديري لدى طلبة الدراسات العليا،(الحسناوي.,2022):هدفت الدراسة إلى التعرف على العوامل الستة الكبرى للشخصية لدى طلبة الدراسات العليا، بالإضافة إلى دراسة طبيعة العلاقة بين التفكير التقديري والعوامل الستة للشخصية، حيث تكونت عينة الدراسة من 400 طالب وطالبة، واستخدمت الباحثة مقياس Ashton & Lee لتقييم العوامل الستة الكبرى للشخصية، وأظهرت النتائج أن طلبة الدراسات العليا يمتلكون سمات العوامل الستة للشخصية بشكل عام، ولكن بدرجات متفاوتة بين الأفراد.
- دراسة العلاقة بين التفكير الناقد والسمات الشخصية الخمس الكبرى والمتغيرات الديموغرافية لدى طلاب الجامعات،(Acevedo&Hess.,2022): كشفت الدراسة عن ارتباط التفكير الناقد بالسمات الشخصية الخمس الكبرى، حيث كان الانفتاح على الخبرات المؤشر الأقوى، مفسرا 13% من التباين في مستويات التفكير الناقد، وكما أظهرت النتائج تأثير العمر، المعدل الأكاديمي (GPA)، العصابية، ورتبة الصف على التفكير الناقد، مما يؤكد دور العوامل الديموغرافية والأكاديمية ، حيث توصي الدراسة بدمج تعزيز سمة الانفتاح في البرامج التعليمية لتطوير مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب.
- دراسة التفكير النقدي والعزم والإبداع: العلاقة المتبادلة وتأثير العزم كمعدل نفسي لدى طلاب الجامعات،(Seo&Lee.,2020): تسلط الدراسة الضوء على العلاقة بين التفكير النقدي والعزيمة والإبداع ككفاءات أساسية لمجتمعات المستقبل، فأظهرت النتائج أن التفكير النقدي والعزيمة لهما تأثير إيجابي على الإبداع، وأن العزيمة تعزز العلاقة بينهما، حيث تؤكد الدراسة على أهمية تطوير برامج تعليمية تركز على تنمية التفكير النقدي والعزيمة لزيادة الإبداع لدى طلاب الجامعات، مما يسهم في إعدادهم لمتطلبات المجتمع المستقبلي القائم على الابتكار.
ويمكن الإشارة إلى بعض الدراسات التي تتعلق بالعلاقة بين التحيزات المعرفية وعوامل الشخصية،فسيتبين لنا أنها تناولت المواضيع التالية:
- دراسة تأثير سمة الانفتاح على الخبرة في التحيزات المعرفية واستجابات الأفراد للغموض وعدم اليقين،(Juarez Ramos et al.,2014): أكدت الدراسة ارتباط الانفتاح على الخبرة بالمرونة في مواجهة الغموض والتجارب الجديدة، حيث يميل الأفراد ذو الانفتاح العالي إلى تقبل التنوع وعدم اليقين، مما يقلل من اعتمادهم على التحيزات المعرفية، وفي المقابل، الأفراد منخفضو الانفتاح يفضلون المواقف المألوفة، مما يزيد من احتمالية ارتكابهم أخطاء في التقدير والحكم، حيث تشير الدراسة إلى أن مستوى الانفتاح يؤثر على تعامل الأفراد مع المعلومات واتخاذ القرارات في المواقف غير المؤكدة.
عند عرض الدراسات التي تتعلق بالعلاقة بين التحيزات المعرفية والقدرة على حل المشكلات لدى طلاب الجامعات في ظل بعض المتغيرات،فسيتبين لنا أنها تناولت المواضيع التالية:
- دراسة العلاقة بين التفكير الناقد، الفهم اللغوي، وسمات الشخصية لدى طلاب الجامعة: دراسة تطبيقية على طلاب كلية التربية بجامعة حلوان،(أبو العينين & إيمان سعيد مصطفى.,2007):
هدفت الدراسة إلى استكشاف العلاقة بين التفكير الناقد، الفهم اللغوي، وسمات الشخصية لدى طلاب كلية التربية بجامعة حلوان، شملت العينة 674 طالبا، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق في التفكير الناقد بناء على الجنس أو التخصص، فوجدت علاقة موجبة بين التفكير الناقد والفهم اللغوي، حيث يمكن التنبؤ بأحدهما من الآخر، وكما ارتبط التفكير الناقد إيجابيا بسمات مثل الحساسية والانبساط، وسلبيا بالتوتر والتبصر لدى الطلاب ذوي التفكير الناقد المنخفض، وكما توصي الدراسة بأهمية تعزيز الفهم اللغوي وسمات الشخصية الإيجابية لتطوير التفكير الناقد.
- المحور الرابع: نتائج الدراسة:
يقوم البحث على اختبار الفرضية الأساسية للبحث وذلك من خلال اختبار أربع فرضيات دراسة أخرى والتوصل إلى النتائج البحثية النهائية من خلال العينة المختارة سابقا، وذلك لمعرفة مستويات التحيزات السائدة وأنماط الشخصية كذلك السائدة حسب النموذج السداسي للشخصية ومهارات التفكير النقدي وذلك من خلال أدوات احصائية تحليلية دقيقة: المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري والنسب المئوية وكذلك دراسة النموذج البنائي الذي يقوم بتفسير العلاقة بين التحيزات المعرفية وعوامل الشخصية الستة والتفكير الناقد ، وسنقوم بعرض موجز للدراسات الأربعة كالأتي:
الفرضية الأولى: هدفت الدراسة إلى قياس مستوى التحيزات المعرفية لدى طالبات الجامعة باستخدام سبعة أبعاد: القفز إلى الاستنتاجات، جمود المعتقدات، الانتباه للتهديدات، العزو الخارجي، المشكلات المعرفية والاجتماعية، المشكلات الذاتية، والسلوكيات الآمنة، حيث أظهرت النتائج، مقارنة بالمتوسط الافتراضي لمقياس ليكرت الخماسي، وكان مستوى التحيزات المعرفية متوسطا، حيث تجاوزت النسبة الإجمالية 50% بقليل، مع تسجيل أعلى نسبة في الانتباه للتهديدات .(65.30%)
البعد |
النسبة |
الانتباه للتهديدات |
65.30% |
القفز إلى الاستنتاجات |
– |
جمود المعتقدات |
– |
العزو الخارجي |
– |
المشكلات المعرفية والاجتماعية |
– |
المشكلات الذاتية |
– |
جدول(1): تحديد نسبة “الانتباه للتهديدات”
الفرضية الثانية: اختبرت الدراسة أنماط الشخصية السائدة لدى طالبات الجامعة، مؤكدة وجود تفاوت وتنوع بين الشخصيات، حيث أظهرت النتائج، مقارنة بالمتوسط الافتراضي لمقياس ليكرت الخماسي، ولوحظ أن معيار أنماط الشخصيات ، قد تجاوزت 50% بقليل، حيث سجلت العصابية النسبة الأعلى (60.62%)، تليها الانبساطية (55.98%) والأمانة (55.52%) بنسبة متقاربة.
نمط الشخصية |
النسبة |
العصابية |
60.62% |
الانبساطية |
55.98% |
الأمانة |
55.52% |
جدول(2): أنماط الشخصية لدى طالبات الجامعة
الفرضية الثالثة: اختبرت الدراسة مستوى التفكير النقدي لدى طالبات جامعة القصيم باستخدام خمسة أبعاد: تقويم الحجج، الاستنباط، التفسير، الاستنتاج، وتمييز الافتراضات ، حيث أظهرت النتائج، وفقا للمتوسطات الحسابية ومقياس التفكير النقدي، انخفاضا ملحوظا في التفكير النقدي، حيث جاءت النسب أقل من 50% وأعلى من 25% بقليل، وسجل الاستنتاج أدنى نسبة .(26.57%)
البعد |
النسبة |
تقويم الحجج |
أقل من 50% |
الاستنباط |
أقل من 50% |
التفسير |
أقل من 50% |
الاستنتاج |
26.57% |
جدول(3): أبعاد التفكير النقدي لدى طالبات جامعة القصيم
الفرضية الرابعة: تهدف الفرضية إلى بناء نموذج بنائي يفسر العلاقة بين التحيزات المعرفية والتفكير الناقد وأنماط الشخصية باستخدام برنامج SMARTPLS4 ،فاعتمدت الدراسة على ثلاثة مقاييس إحصائية: ألفا كرونباخ، الموثوقية المركبة، ومتوسط التباين المستخرج، وذلك لدراسة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة بين المحاور الثلاثة، ما يثبت صحة الفرضية ويقدم تفسيرا دقيق للعلاقات بينها.
م |
أبعاد المقياس |
معامل ألفا كرونباخ |
1 |
الانتباه إلى المهددات |
0.834 |
2 |
السلوكيات الأمنة |
0.853 |
3 |
العزو الخارجي |
0.892 |
4 |
القفز إلى الاستنتاجات |
0.861 |
5 |
المشكلات المعرفية الذاتية |
0.831 |
6 |
المشكلات المعرفية والاجتماعية |
0.864 |
7 |
جمود المعتقدات |
0.861 |
جدول(4):معاملات الثبات مرتفعة ، مما يعطي مؤشر جيد بالثبات
- مناقشة النتائج: أظهرت النتائج الإحصائية والمقابلات الميدانية أن مستوى التحيزات المعرفية لدى الطالبات يميل إلى المتوسط، مما يدل على اعتدال نسبي، حيث تشير النتائج إلى أن المؤثرات النفسية والاجتماعية قد تؤثر على قراراتهن والمعلومات المكتسبة، مما قد يشوش على أهدافهن الأكاديمية، وبالتالي، يمكن تعزيز المهارات الحياتية والوعي لدى الطالبات لتحسين تفكيرهن النقدي. حيث نجد تشابه بين السابقين من الباحثين في تحليلهم لبعض الظواهر المشابهة ، فنجد دراسات تشير إلى ما تواجهه النساء من تحيزات معرفية معينة بخلاف الرجال تؤثر على تقدير الذات وتقيد قدرتهم على اتخاذ قرارات أكاديمية خاصة بحياتهم. (Schmader et al.,2008).ومن خلال مقياس HEXACO، بأن تنوع أنماط الشخصية لدى طالبات الجامعة سوف يؤثر بشكل أكيد على طبيعة التعامل في البيئة الأكاديمية بينهم،وهذا يدل على وجود تحديات على القدرة على التكيف على التغيرات في المواقف الاجتماعية ، كما أنه مؤشر جيد للقدرة على التعاون والتواصل الجيد بينهم ، والمرونة في تطوير جوانب عديدة في شخصيتهم ، على سبيل المثال : ( الضمير – الود – تحسين العلاقات). حيث تتفق هذه النتيجة ، فيما جاء في دراسة الباحثين السابقين ، فنجد الباحث (Corazzini et al.,2020)، وجد أن السياق الإجتماعي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النتائج ، حيث وجد أن الطالبات أظهروا في بعض البيئات التعليمية مقياس ودرجات مرتفعة من الود والعاطفة. بينما في دراسة الباحث (Mammadav.,2022 ) ،وجد أن الطلاب في البيئات الثقافية المختلفة يميلون إلى الحصول على معدل متوسط في مقياس HEXACO، ما يتماشى مع نتائج الدراسة البحثية. بينما في دراسة الباحثان (Costa&Mccrae.,2004), نجد أن العامل المؤثر هو الثقافة والعمر في نمط الشخصية.
- المحور الخامس: مناقشة النتائج والتوصل إلى التوصيات:
- استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل التفكير النقدي: تطوير أدوات ذكية لقياس وتحليل تفكير الطالبات في المواقف الأكاديمية والحياتية.
- تنظيم مسابقات وفصول دراسية محاكاة: إقامة مسابقات تشجع الطالبات على اتخاذ قرارات نقدية في مواقف معقدة.
- تعزيز التفاعل بين الأقسام الأكاديمية والفنية: تنظيم ورش عمل متعددة التخصصات لحل مشكلات حقيقية باستخدام مهارات التفكير النقدي.
- إطلاق تطبيقات تعليمية: تطبيقات ذكية لتعزيز التفاعل بين الطالبات والأكاديميين وتقديم أفكار نقدية.
- إنشاء منصة رقمية للتوجيه الشخصي: منصة لدعم الطالبات مهنياً ونفسياً بناءً على تحليل سلوكهن.
قائمة المراجع
المراجع العربي:
- مقدادي.,أمنة فيصل محمود.(2020).القدرة التنبؤية للشفقة بالذات والتحيزات المعرفية وأنماط التعلق باضطراب الشخصية النرجسية لدى طلبة الجامعات الأردنية.(رسالة غير منشورة).كلية تربية,جامعة اليرموك,الأردن.
- الغرام.,غدير على محمود.(2020).التحيزات المعرفية وعلاقتها بقلق المستقبل لدى طلبة جامعة اليرموك,(رسالة غير منشورة).كلية التربية,جامعة اليرموك,الأردن
- الفقراء.,وفاء هايل.(2016).العوامل الخمسة الكبرى للشخصة وعلاقتها بالكفاءة الذاتية لدى طلبة جامعة مؤتة,(رسالة غير منشورة).كلية عمادة للدراسات العليا,جامعة مؤتة, الأردن
- أبو مهادي,صابر عبد الحكيم.(2011).مهرات التفكير الناقد المتضمنة في منهاج الفيزياء للمرحلة الثانوية ومدى اكتساب الطلبة لها.(رسالة غير منشورة).كلية التربية, الجامعة الاسلامية,غزة,فلسطين
- السليتي.,فراس محمود.(2006).التفكير الناقد والابداعي, استرتيجية التعليم التعاوني في تدريس المطالعة والنصوص , عالم الكتب الحديث, أربد,عمان,ط1
- تادريس.,وأخرون.(2018).اتجاهات دراسة التفكير الناقد: دراسة نظرية,دراسات إجتماعية وتربوية,كلية التربية, جامعة حلوان,مج24.ع4,ص1747-1776
- حمدي, على محمد.(2021).دور معلمي الرياضيات في تنمية التفكير الناقد لدى الطلاب,مجلة تربوية رياضية.الجمعية المصرية لتربويات الرياصيات,مج24,ع4,ابن منظور,محمد بن مكرم(1414ه): لسان العرب، دار صادر للنشر،بيروت
المراجع الانجليزي:
- Kahneman D, Tversky A (1972). “Subjective probability: A judgment of representativeness” (PDF). Cognitive Psychology. 3 (3): 430–454.
- Kahneman, A. (2011). Thinking, Fast and Slow. New York: Farrar, Straus and Giroux.
Kahneman D, Frederick S (2002). “Representativeness Revisited: Attribute Substitution in Intuitive Judgment”. In Gilovich T, Griffin DW, Kahneman, D. (Ed.). Heuristics and Biases: The Psychology of Intuitive Judgment. Cambridge: Cambridge University Press. 51–52
Cooper,G.S., & Meterko,V.(2019).Cognitive bias research in forensic science: A systematic review.Forensic Science International, 35 (297).
Boroomand, Amin; Smaldino, Paul E. (2023). “Superiority bias and communication noise can enhance collective problem-solving”. Journal of Artificial Societies and Social Simulation. 26 (3).
Wilson, C. G., Nusbaum, A. T., Whitney, P., & Hinson, J. M. (2017). Age-differences in cognitive flexibility when overcoming a preexisting bias through feedback. Journal of Clinical and Experimental Neuropsychology, 40(6), 586–594.
Hansenne, M. (Ed.) (2021). Psychologie de la personnalité. De Boeck Supérieur
Lee, K., & Ashton, M. (2008). The HEXACO personality factors in the indigenous personality lexicons of English and 11 other languages. Journal of Personality, 76(5), 1001-1054, doi: 10.1111/j.1467-6494.2008.00512.
Soto, C. J. & John, O. P. (2017). The next Big Five Inventory (BFI-2): Developing and assessing a hierarchical model with 15 facets to enhance band- width, fidelity, and predictive power. Journal of Personality and Social Psychology, 113(1), 117– 143. http://dx.doi.org/10.1037/pspp0000096
Juárez Ramos, V. (Ed.). (2018). Analyzing the role of cognitive biases in the decision-making process. IGI Global.
Schmader, T., Johns, M., & Forbes, C. (2008). An integrated process model of stereotype threat effects on performance. Psychological review, 115(2), 336. https://doi.org/10.1037/0033-295X.115.2.336
Corazzini, L., D’Arrigo, S., Millemaci, E., & Navarra, P. (2021). The influence of personality traits on university performance: Evidence from Italian freshmen students. PLoS One, 16(11), e0258586.https://doi.org/10.1371/journal.pone.0258586
McCrae, R. R., & Costa, P. T. (2004). A five-factor theory of personality. In W. P. P. E. M. M. J. R. (Eds.), Handbook of personality:92 Theory and research (pp. 159-181). Guilford Press. https://rb.gy/1opwnf